أصدرت اللجنة العسكرية المشتركة والقيادات العسكرية والأمنية في مدينة بنغازي بيانًا عقب اجتماع ضم قادة من الوحدات العسكرية في ليبيا، بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي.
واتفق المجتمعون على الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين اللجنة العسكرية "5+5" والقادة العسكريين والأمنيين في اجتماعي تونس وطرابلس.
وبحسب البيان، فقد أبدى المجتمعون استعدادهم لتقديم كل أشكال الدعم لتأمين الانتخابات وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
كما تم الاتفاق على البدء بمعالجة مشاكل النازحين والمهجرين والمفقودين وضمان العودة الآمنة لهم بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية.
"تعزيز مسار المصالحة"
بدوره، أعرب باتيلي عن أمله في أن يعزز لقاء القادة العسكريين مسار المصالحة ويؤسّس للقاءات أخرى داخل ليبيا.
وكشف في كلمة له خلال اللقاء عن مقاربته الشاملة لمعالجة الأزمة في ليبيا، واعتزامه زيارة مدينة سبها لضمان مشاركة الأطراف كافة، وفق تعبيره.
وفي ردود الأفعال على اللقاءات، وصف رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا اللقاءات العسكرية بالخطوة الجيدة في إطار ما وصفه بتوحيد مؤسسة الجيش والمؤسسة الأمنية. ولم يصدر أي رد فعل رسمي من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس.
أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" يبدون استعدادهم لتأمين الانتخابات وإخراج المرتزقة من #ليبيا#العربي_اليوم تقرير: حكيمة هرميش pic.twitter.com/nHPgcuItvx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2023
وكان المشهد الأمني في ليبيا، الذي يسوده التوتر منذ أعوام، وصل في أكثر من محطة إلى حد استخدام السلاح. وقد تدفع به مخرجات اجتماع اللجنة العسكرية نحو تهدئة وحلحلة للخلافات يأمل اللبييون أن تمهد لتسوية شاملة.
"حرص كامل على الوحدة الوطنية"
يلفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزيتونة مسعود السلامي، إلى أن الاجتماع جاء تتمة لاجتماعات سابقة عُقدت في تونس وطرابلس، موضحًا أنه يحمل دلالة رمزية مهمة تشير إلى الوحدة الوطنية.
ويشير في حديثه إلى "العربي" من طرابلس، إلى أن اجتماعًا آخر سيتبعه حيث يتم التحضير له الآن في سبها. ويرى في ذلك "إشارة واضحة إلى أن هناك حرصا كاملا على الوحدة الوطنية".
وحول فرص نجاح هذه الاجتماعات، يعتبر أنها قطعت خطوات مهمة في هذا الاتجاه.
وبينما يذكر بأن الاجتماع الأخير ضم إلى جانب مجموعة "5+5" مجموعات أخرى من القوة الفاعلة: التشكيلات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، يقول إن هذه التشكيلات أصبحت جزءًا من الحل بعدما كانت جزءًا من المشكلة.
ويتوقف عند ما يصفه بنوع من الانسجام والحرص الكامل على إيجاد مخرج. كما يعتبر أن المجهود الذي يقوم به باتيلي يشير إلى أن هذه الاجتماعات ستأتي أكلها، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها لدول تشاد والنيجر والسودان.