الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أردوغان يدعو لتخليص سوريا من الصراع.. هل ما زالت العملية البرية قائمة؟

أردوغان يدعو لتخليص سوريا من الصراع.. هل ما زالت العملية البرية قائمة؟

Changed

نافذة إخبارية تناقش تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن العملية العسكرية في الشمال السوري (الصورة: الأناضول)

أكّد الرئيس التركي أن بلاده عازمة على "استئصال جذور التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدًا لوحدة أراضي سوريا والعراق وتركيا".

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، الدول الإسلامية لبذل مزيد من الجهد لتخليص سوريا من دوامة الصراع، وذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في افتتاح الاجتماع 38 للجنة الوزارية الاقتصادية التجارية في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في اسطنبول.

وقال أردوغان: "يجب على الدول الإسلامية أن تبدي إرادة أقوى وأن تدعم جهود الحل السياسي في سوريا ليتخلص البلد من دوامة الصراع والأزمة الإنسانية والإرهاب".

لعبة تخفٍ

وشدد الرئيس التركي على "ضرورة إنهاء لعبة دعم تنظيم حزب العمال الكردستاني وامتداداتها التي تتخفى تحت ستار مكافحة تنظيم داعش".

كما اعتبر أردوغان أن "التنظيمات الإرهابية تستهدف الإسلام والمسلمين، رغم اختلاف أسمائهم وأهدافهم والبقاع الجغرافية التي ينشطون فيها".

وأكّد أن بلاده عازمة على "استئصال جذور التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدًا لوحدة أراضي سوريا والعراق وتركيا أيضًا".

وأضاف: "أينما وجد ظلم أو نزاع أو بريء يموت جوعًا وعطشًا، فجميعنا سيتحّمل وزر ذلك"، مشيرًا إلى أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني في سوريا أصبح أكثر مأساوية مع تفشي وباء كورونا، مبينًا أن تركيا تحتضن أكثر من 3.5 ملايين سوري داخل أراضيها وتقوم بوظيفتها الإنسانية تجاه الملايين في الداخل السوري.

ولفت إلى أن الأمة الإسلامية تتحلى بروابط الأخوة وبوسائل القوة والمعرفة التي تمكنها من التغلب على كافة الخلافات والتباينات".

العملية البرية قائمة

وأشار مراسل "العربي" في اسطنبول مراد البطوش إلى أن أردوغان كان يقصد واشنطن عندما تحدّث عن عملية تخفٍ لأعضاء في حزب العمال الكردستاني تحت ستار محاربة تنظيم "الدولة"، لأن القرار بالدخول التركي البري ما زال معرقلًا من جانب واشنطن التي تقول إن "وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في شمال سوريا تقاتل تنظيم الدولة"، وبالتالي تخشى الولايات المتحدة من أن تضعف أي عملية برية جهود التحالف الدولي في محاربة تنظيم الدولة.

كما لفت المراسل إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن 900 جندي أميركي يتواجدون في شمال سوريا. 

وأشار البطوش إلى أن العملية العسكرية متواصلة لافتًا إلى حديث وزير الدفاع التركي عن "تحييد 14 من الإرهابيين من حزب العمال الكردستاني"، وأكد المراسل أن العملية العسكرية البرية ما زالت قائمة لكنها مرهونة بقرار سياسي لم يأت بعد. 

انقسام داخل سوريا

من جهته، أوضح مراسل "العربي" في إدلب خالد الإدلبي أن هناك انقسامًا في الآراء في الداخل السوري بين مؤيد ومعارض للعملية العسكرية. فالعرب ممن هُجروا من منطقة تل رفعت والمنطقة المحيطة بها بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية قبل سنوات عقب طرد تنظيم الدولة؛ يؤيدون العملية العسكرية. 

كما تقوم فصائل الجيش الوطني بحشد قواتها على الحدود السورية التركية. 

في المقابل هناك فئة أخرى لا تؤيد العملية العسكرية وتريد حلولًا سلمية لهذه المنطقة وتريد تجنيب ريف حلب الشمالي أي معارك، بحسب الإدلبي الذي أشار إلى أن القوات التركية تقوم بحشد قوات كبيرة في منطقة ريف حلب الشمالي، لكن لم يتم نقل أي عتاد ثقيل إلى الجبهات، فيما ينطلق القصف من نقاط بعيدة.  

كما شدد الرئيس التركي في كلمته على ضرورة ألّا يظل العالم الإسلامي متفرجًا على محنة المسلمين الذين "يتعرضون للاضطهاد" في اليونان. واعتبر أن معاداة الإسلام أصبحت واحدة من أكثر الأدوات استخدامًا من قبل السياسيين الغربيين لجمع الأصوات أو التستر على إخفاقاتهم.

وتطرق الرئيس التركي إلى القضية الفلسطينية، وقال: "نؤيد حل القضية الفلسطينية التي بسببها تأسست منظمة التعاون الإسلامي، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتكاملة جغرافيا وعاصمتها القدس".

وحول اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قال أردوغان: "نبذل جهودًا لإنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وقد جمعنا بين المسؤولين الروس والأوكرانيين لمرات عدة في بلادنا، كما أثبتنا أن الحلول الدبلوماسية ما زالت ممكنة من خلال اتفاقي شحن الحبوب وتبادل الأسرى بين هاتين الدولتين".

وأضاف: "نؤمن بأن تمديد فترة اتفاقية شحن الحبوب لمدة 120 يومًا سيساهم في تخفيف معاناة الأشقاء في القارة الإفريقية"، مؤكدًا أن الأولوية في تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ستكون لدول القارة الإفريقية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close