تُشكّل أزمة النفايات المتكدسة في كل مكان بقطاع غزة أكبر خطر على صحة السكان، في ظلّ عدم وجود إمكانيات لرفعها يوميًا، نتيجة استمرار الحرب وتعطّل خدمات البلديات في القطاع.
وتظل أزمة النفايات الأكبر خاصّة في المنطقة الشمالية، بعد أن تسبّبت في انتشار أمراض معدية كثيرة أصابت الأطفال الذين يُعانون من انعدام مستلزمات النظافة.
ويعيش سكان المنطقة الشمالية من القطاع ظروفًا صعبة، في ظل تدمير الاحتلال ناقلات النفايات، وتقييد الحركة في المناطق التي تضمّ مكبات النفايات، ما أدى إلى تكدّسها وانتشار روائح كريهة، بالإضافة إلى ظهور أنواع من الحشرات وبعض أنواع القوارض، لتُساهم في انتشار مزيد من الأوبئة والأمراض المعدية.
وفي المناطق الجنوبية من القطاع، تحوّلت الخيام التي تأوي النازحين في رفح إلى ما يُشبه الأفران. وقال نازحون إنّهم يعيشون في خيام هشّة لا تقيهم حرارة الشمس المرتفعة، خصوصًا أنّ رفح تقع في منطقة صحراوية منعزلة تفتقر للمياه أو الأماكن المخصّصة للاستحمام، وهو ما يُعمّق الأزمة الصحية إلى جانب الأزمة البيئية.
مياه ملوثة
وفي سياق متّصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ جميع مواطني القطاع يشربون مياهًا غير صالحة بسبب عدم القدرة على فحص مياه الشرب وعدم سماح الاحتلال بإدخال مادة الكلور لاستخدامها في التعقيم.
وأدى ذلك إلى تكدّس النازحين أينما وجد ملاذ للحصول على بعض المياه، وبذلك أضحى التعطيش سلاحًا آخر يستخدمه الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة.
وحذّرت الوزارة من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طوفان مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع، وبين خيام النازحين، وانتشار الزواحف، والحشرات، في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
ومنذ سنوات، يُعاني سكان غزة من مشكلة نقص وتلوّث المياه، إضافة إلى تسرّب مياه البحر الملوّثة إلى المياه الجوفية، بسبب الحصار على القطاع؛ وهي معطيات تؤكد أنّ القطاع كان يزامن أزمة بيئية مبكرة أصلًا، تفاقمت واشتدّت بسبب هذه الحرب.
