الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أزمة الغواصات.. هل تشكل بداية لتغيير خارطة التحالفات الدولية؟

أزمة الغواصات.. هل تشكل بداية لتغيير خارطة التحالفات الدولية؟

Changed

تعتبر فرنسا أنها طُعنت بالظهر بعد أزمة الغواصات التي خسرت خلالها نحو 60 مليار يورو، كما يدور الحديث حول مراجعات في قائمة الشركاء وإنشاء قوى جديدة.

تعتبر فرنسا أنها خُدعت وأن هناك من يرغب في إيذائها والطعن في مصالحها والحد من دورها.

فقد خسرت باريس نحو 60 مليار يورو جراء صفقة الغواصات التي كان من المقرر أن تسلمها فرنسا لأستراليا قبل أن تستبدلها الأخيرة بصفقة مع الولايات المتحدة.

في المقابل يحاول الرئيس الأميركي استرضاء فرنسا وتهدئة غضبها. وهو يصر على إجراء مكالمة مع نظيره إيمانويل ماكرون.

وإثر هذه الواقعة، يدور الحديث حول مراجعات في قائمة الشركاء وإنشاء قوى جديدة لا تميل عنها واشنطن حيث تميل مصالحها.

وفي موقف متقدم، ندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم الإثنين بـ"قلة وفاء" الولايات المتحدة في أزمة الغواصات بين باريس واشنطن.

وقال ميشال لصحافيين في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الاتحاد الأوروبي يطالب واشنطن بـ"توضيح، لمحاولة فهم بشكل أفضل للنوايا وراء" إعلان شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "لأنه أمر لا يمكن تفسيره".

مواجهة تنامي القدرات الصينية

أستاذ الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الوطنية ديفيد ديروش اعتبر أن إبعاد فرنسا عن صفقة الغواصات مع أستراليا لم يكن مقصودًا من قبل الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن شركاء باريس هم من جاؤوا إلى واشنطن.

وأشار في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن الأستراليين وصولوا إلى خلاصة بأن هذه الغواصات الفرنسية لن تؤمن أمنهم بإمكانياتها الحالية ولا سيما في ضوء تنامي القدرات الصينية، وبالتالي شعرت أستراليا بأنها بحاجة إلى قدرات نووية لهذه الغواصات.

وقال ديروس: "أتفهم سبب الإحباط لدى الفرنسيين ويمكن أن يكون لباريس آفاق لتواصل إنتاج الغواصات النووية".

"ابتزاز أميركي"

الباحث المتخصص في الشؤون الفرنسية بيار لويس ريموند أشار إلى حصول خرق للأصول الديبلوماسية تمثل بعدم إبلاغ فرنسا بهذه الصفقة.

وتحدث لـ"العربي" من فرنسا عن استغراب فرنسي وصعوبة في تقبل ما وصفه بـ "الابتزاز" الأميركي الذي جاء بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار.

 وقال :"إن ما حصل جاء مخالفًا للأعراف والأخلاق خصوصًا بين حلفاء تقليديين كفرنسا والولايات المتحدة".

توجهات دفاعية جديدة

راسل فوستر المحاضر في العلوم السياسية بكلية كينغز في لندن يرى أن الأمور تغيرت بصورة جذرية في الآونة الأخيرة وخصوصًا مع مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن "بريطانيا تبحث عن علاقات مع بلدان أخرى في العالم خارج أوروبا، إلا أن ذلك لا يعني أن تتخلى عن التزاماتها مع فرنسا".

وأشار لـ"العربي" من لندن إلى أن هناك التزامات عسكرية بين لندن وباريس، معتبرًا أن ما حصل ليس تخليًا عن الاتفاقيات إنما توجهًا لتعزيزها.

ورأى أن التوجهات الدفاعية الغربية تحولت نوعًا ما عن حلف شمال الأطلسي إلى اتفاقيات جديدة في المحيطين الهندي والهادئ في ظل سعي الصين لاكتساب قوة ونفوذ أكبر في تلك المنطقة على حد تعبيره.

وقال: "الدول الغربية تطور الآن استراتيجياتها لتعزيز مصالحها من خلال التحالفات الديبلوماسية والعسكرية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close