الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أزمة لبنان.. الجيش يداهم محطات الوقود وحاكم "المركزي" يتمسك برفع الدعم

أزمة لبنان.. الجيش يداهم محطات الوقود وحاكم "المركزي" يتمسك برفع الدعم

Changed

أعلن الجيش اللبناني أنه سيصادر كل كميات البنزين المخزّنة وسيوزعها مجانًا على المواطنين (الحساب الرسمي على تويتر)
أعلن الجيش اللبناني أنه سيصادر كل كميات البنزين المخزّنة وسيوزعها مجانًا على المواطنين (الحساب الرسمي على تويتر)
شهدت عدة بلدات لبنانية، اليوم السبت، احتجاجات شعبية حاشدة، تنديدًا بقرار المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات.

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، التي ترافقت في الأيام الماضية مع تصاعد أزمة المحروقات، التي تسببت بشلل قطاعات حيوية في البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين.

وشهدت الشوارع اللبنانية تظاهرات وقطع طرقات، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية وانقطاع التيار الكهربائي وندرة المحروقات، في وقت أعلن فيه الجيش وقوى الأمن التدخل لمصادرة كميات الوقود المخزّنة في المحطّات.

وفي الوقت نفسه، أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن تفاؤله في الموضوع الحكومي، مؤكدًا أن "مسار تشكيل الحكومة العتيدة سالك".

مصادرة البنزين المخزّن

وأعلن الجيش اللبناني، في تغريدة على تويتر، أنه صادر كميات من البنزين كانت مخزّنة، بعد عمليات دهم لمحطات الوقود.

وكانت قيادة الجيش قد قالت، في وقت سابق: "ستباشر وحداتنا عمليات دهم محطات تعبئة الوقود المقفلة، وستصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات، على ان يصار الى توزيعها مباشرة على المواطن دون بدل".

بدورها، أعلنت قوى الأمن الداخلي أنه ستقوم أيضًا بمداهمة محطات الوقود ومصادرة الكميات المخزّنة.

وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي: تقوم بعض محطّات المحروقات باحتكار المواد وتمتنع عن تزويد المواطن بها لأسباب عدّة، ممّا يؤدّي إلى استفحال الأزمة المعيشيّة والاقتصادية التّي يرزح تحتها اللبنانيون على الصعد كافّة".

وأضافت: "ستقوم قوى الأمن الدّاخلي بتوجيه دوريات لمراقبة مخزون المحطّات على الأراضي اللبنانية كافة، والتثبّت من كميّة المحروقات المتوفرّة في خزّاناتها".

وتابعت: "إن تمّ التأكّد من أنّ مخزون المحطّات كافٍ وقابل للتوزيع، وهي بالرغم من ذلك تمتنع عن تزويد المواطنين بها، فسنعمد إلى توزيعها بالطريقة التّي نراها مناسبة وفقًا لما تقتضيه المصلحة العامة ومصلحة المواطنين".

احتجاجات متنقلة

ومنذ صباح اليوم، عمد عدد من اللبنانيين إلى قطع بعض الطرقات في بيروت والشمال والجنوب، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردّية.

وشهدت عدة بلدات لبنانية، اليوم السبت، احتجاجات شعبية حاشدة، تنديدًا بقرار المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات.

ولفتت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن عشرات المحتجين قطعوا طريق الأوتوستراد في قرية شكا شمالي البلاد، بالقرب من إحدى محطات الوقود، احتجاجًا على إغلاقها وعدم السماح بتعبئة خزانات السيارات.

فيما افترش عشرات السائقين الأرض لقطع طريق رئيسي في منطقة ذوق مصبح، وأوتوستراد أنطلياس وبولفار ميرنا الشالوحي، احتجاجًا على امتناع محطات الوقود من تعبئة سياراتهم.

وجنوبًا، قطع محتجون أوتوستراد الدامور بالشاحنات، إضافة إلى عدة طرق في مدينة صيدا، تنديدًا بتدهور الأوضاع العامة في البلاد.

كما قام مجهولون بإطلاق النيران على عدد من السيارات المتراصة أمام محطة للوقود في منطقة البازورية، ما أدى إلى إصابة عدد منها.

التمسك برفع الدعم

وكان حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، قد أكد في مقابلة اليوم السبت، تمسّكه برفع الدعم، معتبرًا أن "الهروب من مسؤولية مواجهة الحقيقة واتخاذ التشريعات اللازمة لإبقاء التمويل هي الأسباب المسؤولة عما وصلنا إليه في البلاد".

وقال سلامة: "لا علاقة لنا بمنصة المحروقات ولم نشارك بالاجتماعات المتعلقة بها سوى مرة واحدة فقط، لذا نشدد على ألا علاقة لنا بمنصة الطاقة أو بتنظيم الطاقة أو بكهرباء لبنان".

وأكد سلامة أن "لا دولارات كافية للدعم، لذا البديل السريع إما يكون بإقرار القانون الذي يسمح للمركزي باستعمال التوظيفات الإلزامية، أو بتشكيل حكومة لها رؤية ونظرة تبدأ بالمشروع الإصلاحي في البلد".

أزمة الدعم

والأربعاء الماضي، أعلن المصرف المركزي توقفه كليًا عن دعم استيراد المحروقات، ولفت إلى أنه سيشرع بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراده وفق سعر الدولار بالسوق.

وفي يونيو/ حزيران، بدأ مصرف لبنان بإصدار اعتمادات لاستيراد الوقود بسعر 3900 ليرة للدولار.

ورجحت دراسة أعدتها شركة "الدولية للمعلومات"، زيادة سعر صفيحة البنزين (20 لترا) من 75 ألف ليرة إلى 336 ألفًا، وصفيحة المازوت (ديزل)، من 57 ألف ليرة إلى نحو 279 ألفًا بعد قرار رفع الدعم عن المحروقات.

تفاؤل رئاسي

على الصعيد السياسي، أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون، لوفد شبابي، أن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان هي "نتيجة سياسات مالية خاطئة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي على عزيمتنا في المضي قدمًا في معالجة تداعياتها".

وقال عون: "قراري الراسخ هو تحمّل مسؤولياتي الكاملة في مواجهة الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل وتلطّى البعض بحجج واهية للتهرب من تحمّل ما يترتّب عليه من واجبات".

وأضاف: " أي موقف أو قرار إصلاحي اتّخذناه جوبه بعراقيل جمّة لم يكن هدفها إلاّ وضع العصيّ في الدواليب لغايات باتت مكشوفة للجميع محليًا ودوليًا".

وتابع قائلًا: "مسار تشكيل الحكومة العتيدة سالك، وآمل أن يخرج الدخان الأبيض قريبًا؛ فتتشكّل حكومة تتمكّن من تحمّل الأعباء الواجبة لمواجهة تراكم الأزمات بما يرضي اللبنانيين".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close