الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

"أطباء السودان" تدعو إلى وقف القتال.. هل يحدث انقسامًا داخل الجيش؟

"أطباء السودان" تدعو إلى وقف القتال.. هل يحدث انقسامًا داخل الجيش؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول السيناريوهات المحتملة والأكثر احتمالًا في المشهد السياسي والعسكري القادم في السودان (الصورة: القوات المسحلة السودانية)
ناشدت نقابة أطباء السودان المجتمع الدولي والإقليمي بالمساعدة العاجلة في وقف الصراع، وحثت الدول على الامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع، ويزيد اشتعاله.

دعت نقابة أطباء السودان، اليوم السبت، المجتمع الدولي إلى "المساعدة العاجلة" لوقف المواجهات المسلحة في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وذكر بيان صادر عن النقابة السودانية: "نناشد المجتمع الدولي والإقليمي للمساعدة العاجلة في وقف هذه الصراع الدموي، وحث الدول على الامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع، ويزيد اشتعاله وانتشاره في البلاد".

كما ناشد البيان، "المجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع لفتح ممرات آمنة لنقل المعينات والجرحى والجثث".

وأضاف: "ندعو للالتزام بعدم التعرض للمرافق الصحية وسيارات الإسعاف ومراقبة الهدنة التي بدأت الجمعة وتعاني من الخروقات مثل سابقاتها ومعرفة من يقوم بخرقها".

ومساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان، موافقته على هدنة لمدة 3 أيام، وذلك بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال الذي أودى بحياة 413 شخصًا منذ اندلاعه في 15 أبريل/ نيسان الجاري، وفق منظمة الصحة العالمية.

الاشتباكات تدخل أسبوعها الثاني

وتأتي هذه الدعوات في وقت، دخلت فيه المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تسمع صباح السبت في العاصمة السودانية، بعد تراجع في حدة القتال ليل الجمعة، إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتسببت المعارك خلال الأسبوع الفائت بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت بعد قبول الطرفين بهدنة لمناسبة عيد الفطر. لكن صباح السبت استؤنف إطلاق النار.

واندلع العنف في 15 أبريل/ نيسان، بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، والذي تحوّل إلى عدوه اللدود.

وبشأن السيناريوهات المحتملة والأكثر احتمالًا في المشهد السياسي والعسكري القادم في السودان، يشير الخبير العسكري ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية سامي راغب إلى أن الدعم السريع أصبحت تعزز قواتها في ولاية الجزيرة وشمال كردفان.

ويلفت في حديث لـ"العربي" من القاهرة، إلى أن قوات الدعم السريع لن تركز في معركتها فقط على السيطرة على العاصمة، لكنها قد تبقى في المناطق التي سيطرت عليها بالنيران أو على الأرض، وهي مناطق إستراتيجية مثل الحرس الجمهوري، والمطار، والقيادة العامة.

ويضيف راغب أن المناطق العسكرية التي تعتبر مهمة بالنسبة للبرهان لم تسقط، وهي المدرعات في جنوب الخرطوم. والمهندسين غرب بالخرطوم والإشارة شمال العاصمة، مشيرًا إلى حميدتي فشل بالسيطرة على هذه المناطق الثلاث.

وفيما لفت إلى أن ما يميز حميدتي في هذا الصراع هو خفة الحركة في حرب الشوارع، وأن لديه 100 ألف مقاتل، 60 ألفًا منهم على تخوم العاصمة، يشير إلى البرهان يملك الحاضنة الشعبية وجيشًا نظاميًا (150 ألف مقاتل) كما أنه يمثل الشرعية في السودان.

هل يحدث انقسامًا داخل الجيش؟

ويوضح أنه في حال فشل حميدتي في تعزيز قواته في ولاية الجزيرة، فسيأخذ قواته ليقاتل في الفاشر والجنينة ونيالا، ودارفور، كردفان، ليبدأ بذلك سيناريو ما وصفه بالاحتراب الأهلي، مشيرًا إلى أن الإقليم يحارب المركز ويسعى للانفصال.

ويقول الخبير العسكري: في حال تم دحر حميدتي من الخرطوم وولاية الجزيرة المتاخمة، "فسيعود قائد قوات الدعم السريع إلى مناطق القوة لتدبير احتياجاته اللوجستية من المناطق التابعة له، ويحشد أيضًا رجالًا من إفريقيا الوسطى، أو من تشاد من خلال دفع الأموال، منبهًا إلى إمكانية حدوث انقسام داخل الجيش السوداني، ليصبح فصائل متعددة.

وكان الحليفان السابقان استوليا على السلطة كاملة في انقلاب في العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة مع العسكر، من الحكم. لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما، وإن بقيت كامنة في فترة أولى.

ويصعب كثيرًا معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقل، ويؤكد كل من الطرفين تفوقه على الأرض، الأمر الذي لا يمكن التحقق منه. كما لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close