قد يفعلها تحالف "التغيير" الإسرائيلي ويُطيح برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يفشل في الحصول على ثقة الكنيست لتشكيلته الحكومية يوم الأحد المقبل؛ فيفوز نتنياهو صاحب أطول ولاية في رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل، بجولة على خصومه السياسيين، لتُحيي آماله بالبقاء على كرسيه.
بالنسبة للفلسطينيين، الذين عاشوا أكثر من عدوان إسرائيلي، كان آخرها العدوان على غزة في مايو/ أيار الماضي، وانتفضوا في كل أراضي بلادهم التاريخية رفضًا للجرائم الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح وقطاع غزة، لا يرون فرقًا بين حكومة احتلال يشكّلها نتنياهو أو غيره.
في هذا السياق، شكّل منصور عباس، الذي يرأس القائمة العربية الموحدة، سابقة في تاريخ إسرائيل بانضمامه إلى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
وبعد استنكار الفلسطينيين لهذه الخطوة، برّر عباس خطوته بأنها ستؤدي إلى "ترسيخ مكانة الأحزاب العربية بصفتها لاعبًا مؤثرًا وشرعيًا في الساحة السياسية".
فمن هو منصور عباس، الذي يؤكد حصوله على تعهدات فيما يتعلق ببعض السياسات الخاصة بفلسطينيي الخط الأخضر؟
الطبيب السياسي
الرجل البالغ من العمر 47 عامًا هو طبيب أسنان وسياسي من مواليد بلدة المغار في منطقة الجليل الأسفل.
ينتمي عباس إلى الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، التي انشقت عام 1996 إلى تيارين إثر قرار زعيمها عبد الله نمر درويش المشاركة في انتخابات الكنيست.
أما التيار الثاني الرافض للمشاركة بانتخابات الكنيست ويُطلق عليه اسم "الحركة الإسلامية ـ الجناح الشمالي"، فيقوده الشيخ رائد صلاح الذي يقضي حكمًا بالسجن بتهمة "التحريض"، وحظرت إسرائيل حركته عام 2015.
درس منصور عباس طب الأسنان في الجامعة العبرية بالقدس، وشغل منصب رئيس لجنة الطلاب العرب في الجامعة العبرية بين عامي 1997 و1998.
وانتخابه نائبًا لرئيس الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية عام 2010، كان سبقه انتخابه أمينًا عامًا للجناح قبل ثلاثة أعوام.
أما دخوله إلى الكنيست للمرة الأولى فكان عام 2019، عندما قاد القائمة العربية الموحدة في الانتخابات، ثم أُعيد انتخابه 4 مرات منذ ذلك الحين لعضوية الكنيست.
وفي مارس/ آذار الماضي، خاضت القائمة العربية الموحّدة الانتخابات منفصلة عن القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة وفازت بأربعة مقاعد.
وكان عباس أثار قبل الانتخابات جدلًا واسعًا عندما أعرب عن استعداده للعمل مع نتنياهو في مواجهة تفشي الجريمة في الوسط العربي.
وبعد تكليف الرئيس الإسرائيلي زعيم المعارضة يائير لابيد تشكيل الحكومة، سجّل عباس سابقة في إسرائيل بانضمامه على رأس حزب إسلامي إلى الائتلاف الحاكم؛ هذه الخطوة، لم تلقَ تأييدًا من الأحزاب العربية الأخرى.
وكانت المرة الأخيرة التي دعم فيها حزب عربي حكومة إسرائيلية دون المشاركة فيها في عام 1992 في عهد "حكومة السلام" برئاسة إسحاق رابين.
"اتفاق تاريخي"
وبرر عباس خطوته بأنها ستسفر عن ضخ أكثر من 53 مليار شيقل (16 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية ومواجهة العنف في المدن العربية.
وانتشرت صورة لعباس على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء توقيعه للاتفاق مع بينيت والنجم التلفزيوني السابق يائير لابيد؛ ما أثار استياء الفلسطينيين.
وكتب عباس، عبر صفحته على فيسبوك: "نوقّع اتفاقًا تاريخيًا لدخول الائتلاف الحكومي يوفر حلولًا لمشاكل مجتمعنا العربي الحارقة، في مقابل مكاسب وإنجازات هي الأضخم والأوسع لصالح مجتمعنا العربي وميزانيات ضخمة".
ورأى عباس أن هذه الخطوة ستؤدي إلى "ترسيخ مكانة الأحزاب العربية باعتباره لاعبًا مؤثرًا وشرعيًا في الساحة السياسية".
من ناحيته، أكد لابيد أن هذه الحكومة ستكون في خدمة جميع "مواطني إسرائيل" بمن فيهم الذين ليسوا أعضاء فيها؛ وستحترم من يعارضها وستبذل كل ما في وسعها لتوحيد مختلف "مكونات المجتمع الإسرائيلي".