وقع الروبوت "بارد" للمحادثة من "ألفابت" - الشركة الأم لـ"غوغل" – في "أغلى خطأ" ارتكبه الذكاء الاصطناعي في التاريخ.
فبعدما سارعت الشركة مطلع شهر فبراير/ شباط الجاري، إلى الإعلان عن إطلاق الإصدار التجريبي الأول من هذا الروبوت، في منافسة للروبوت "تشات جي بي تي" المملوك لشركة "أوبن إيه آي"، أجاب "بارد" بصورة خاطئة على أحد الأسئلة التي وجهت إليه.
سؤال عن "جيمس ويب"
حصل الأمر في يوم الإطلاق. حينها استعرضت الشركة في بث مباشر من باريس إمكانيات روبوت المحادثة الجديد، وأثناء العرض التوضيحي لقدرات "بارد"، ظهر سؤال من المستخدم للروبوت عن الاكتشافات الجديدة من تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، التي يمكن أن يخبرها لطفله البالغ من العمر 9 أعوام.
على الأثر، قدّم الروبوت 3 إجابات في نقاط متتالية، وكانت الإجابة الأخيرة بأن "جيمس ويب" التلسكوب التقط أول صورة لكوكب من خارج المنظومة الشمسية. وهنا وقع الخطأ.
فبحسب وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، كانت أول صورة لأحد الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية قد التقطت بالتلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في عام 2004.
Bard is an experimental conversational AI service, powered by LaMDA. Built using our large language models and drawing on information from the web, it’s a launchpad for curiosity and can help simplify complex topics → https://t.co/fSp531xKy3 pic.twitter.com/JecHXVmt8l
— Google (@Google) February 6, 2023
هبوط سعر سهم غوغل
فور رؤية الخطأ سارعت وكالة "رويترز" إلى نشره، فشعر المستثمرون بخوف من عدم سيطرة غوغل على الوضع، ولا سيما أنها لم تبهر أحدًا بعرضها، وفقًا لهم.
ومن هناك، بدأت عملية هبوط سعر سهم شركة غوغل في تداولات البورصة، وبلغت خسائرها نحو 100 مليار دولار.
دفع هذا الخطأ برابهاكار راغافان، نائب رئيس غوغل للقسم البحثي، إلى توجيه رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين يطلب منهم مساعدة الشركة على التأكد من أن تقنيتها للبحث "بارد" تقدم الإجابات الصحيحة.
وحثّهم على إعادة كتابة الإجابات عن الموضوعات التي يفهمونها جيدًا.
بعد اجتيازه اختبار التخرّج في كلية الحقوق ولاية مينسوتا الأميركية.. إليكم قصة تطبيق chatgpt للذكاء الاصطناعي الذي يحقق نتائج مذهلة ويثير المخاوف من الاستخدام الخاطئ pic.twitter.com/axXM8VyEmj
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) January 31, 2023
"السرعة سبب عدم الدقة"
إلى ذلك، أحدث خطأ الروبوت "بارد" ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى عدد من المغردين في "سرعة إنجاز الروبوت بارد سببًا رئيسيًا في عدم دقته".
وفي هذ االسياق، أكد مهندس البرمجيات آكاش يادجودا، أن الأخطاء تحدث حين يكون الشخص في عجلة من أمره.
وأضاف: "كان العالم كله يتوقع إنجازًا كبيرًا من غوغل، لكن ما حصل في النهاية هو خطأ كلفها 100 مليار دولار من قيمتها السوقية".
بدوره، أشار الكاتب آنكور باتيل إلى أنه "بغض النظر عن مدى السرعة والذكاء، الذي يمكن أن يكون عليه الذكاء الاصطناعي في هذه الأيام، فمن المحتمل أن يرتكب أخطاء في بعض الأحيان".
أما المهندس آليكس كومبيسي، فاعتبر أن "ما يجب التركيز عليه هو المخاطر الحقيقية للذكاء الاصطناعي وليس فقط مخاطر السمعة الناتجة عنه، وكذلك على الصناعات التي يجب أن تشعر بالقلق بسبب انتشاره في المجالات كافة".