Skip to main content

أوستن في كابل.. زيارة تقييم للموقف من الإنسحاب الأميركي

الأحد 21 مارس 2021

وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة إلى كابل، اليوم الأحد، حيث التقى الرئيس الأفغاني أشرف غني، قبل أسابيع من الموعد المقرّر لاستكمال انسحاب الجنود الأميركيين بموجب الاتفاق المبرم بين واشنطن وحركة "طالبان" العام الماضي.

وتُصارع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول كيفية إنهاء دورها في حرب عمرها حوالي 20 عامًا دون السماح للأمن بالتفكّك.

وقال القصر الرئاسي الأفغاني إن أوستن وغني بحثا المخاوف من تصاعد العنف، والحاجة إلى سلام دائم وعادل كحلّ رئيسي للوضع الحالي في البلاد. 

واختتم اوستن جولته الآسيوية في أفغانستان، في زيارة جسّ نبض لسلام أفغاني إزاء اتفاق سلام وموعد للانسحاب النهائي للجنود الأميركيين.

وقال أوستن، فور وصوله إلى كابل: "عملنا لوقت طويل مع قوات الأمن الأفغانية، وسنستمرّ بالعملية المتّفق عليها، ونأمل أن نصل إلى عملية انتقالية مسؤولة". 

وغرّد أوستن على "تويتر" قائلًا: "جئت إلى أفغانستان لأستمع وأتعلّم. لقد كانت هذه الزيارة مفيدة للغاية بالنسبة لي".

 

من جهتها، رجّحت وكالة "أسوشييتد برس"، أن يلتقي أوستن برئيس أركان الجيش المُعين حديثًا الجنرال ياسين ضياء، الذي تمّ تعيينه وزيرًا للدفاع بالإنابة هذا الأسبوع.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أوستن،  قوله للصحافيين الذي رافقوه إلى كابل: إن كبار المسؤولين الأميركيين يريدون رؤية "نهاية مسؤولة لهذا الصراع"، مضيفًا: "ستكون هناك دائمًا مخاوف، لكن مع استثمار الجهود الدبلوماسية نريد أن نرى تحسنًا على الأرض في أفغانستان".

وأشارت الصحيفة إلى أن أوستن، وفي لقاء مع عناصر من القوات الأميركية في كابل، اعتبر أن نشر القوات "ليس سهلاً بشكل واضح، لكن تواجدنا هنا مهم"، وتوجّه إلى العناصر، قائلًا: "استمرّوا في الاعتناء ببعضكم البعض، والتركيز على المهمة التي تقومون بها".

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها لأفغانستان منذ تولّي بايدن منصبه، وتأتي قبل الموعد النهائي في الأول من مايو/ أيار لسحب جميع القوات الأميركية المنصوص عليه في اتفاق تم توقيعه مع "طالبان" في الدوحة العام الماضي.

ووفقًا للبنتاغون، لا يزال هناك حوالي 2500 جندي أميركي في أفغانستان. 

وقال السفير الأميركي السابق في أفغانستان رونالد نيومان، لـ"العربي"، إن هدف الزيارة هي لفهم الموقف الأفغاني من عملية الانسحاب، في ظلّ المراجعة التي تُجريها الإدارة الأميركية لخطّة الانسحاب.

وأضاف أن الزيارة "لا ترمي إلى اتخاذ قرار"، مبديًا شكوكه في أن تكون الزيارة "تهدف إلى تسهيل الأمور بين الحكومة الأفغانية وطالبان". 

وأوضح أن بايدن يبحث عن أدلة تدعم خطّة الانسحاب، ولكنّ حالة انعدام الثقة بين الطرف الأميركي والأفغاني هو الذي يُرجىء الانسحاب، وزيارة أوستن تصبّ في خانة التقييم للموقف الميداني في أفغانستان.

وإذ أشار إلى أن القوات الأميركية أخفقت في الفوز بالحرب، إلا أنها نجحت في منع "طالبان" من الفوز، الأمر الذي يُرغم "طالبان" على اتخاذ خطوة تُفسح المجال أمام السلام. 

مؤتمر موسكو حول أفغانستان

وكانت الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" اتفقتا، الجمعة، على تسريع محادثات السلام بينهما خلال اجتماع استضافته موسكو، والذي أعقب مؤتمرًا دوليًا بشأن عملية السلام في العاصمة الروسية.

وكان مؤتمر موسكو هو الأول الذي يشارك فيه ممثل كبير للولايات المتحدة في المحادثات بشأن أفغانستان، في إطار صيغة أطلقتها روسيا في 2017.

وقام زلماي خليل زاد، المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان بجولة في المنطقة في الاسابيع القليلة الماضية، حاملًا مقترحات تشمل تشكيل حكومة انتقالية وعقد قمة في تركيا لإنعاش عملية السلام خلال الشهر المقبل، برعاية الولايات المتحدة أيضًا، اشترط الرئيس الأفغاني حضوره بحضور هيبة الله أخوندزاده، زعيم "طالبان" الأعلى.

وتأتي زيارة أوستن، بعد أقلّ من أسبوع، من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أن استكمال عملية انسحاب قوات بلاده بحلول المهلة النهائية سيكون أمرًا "صعبًا".

لكن أوستن نفى أن تكون إدارة بايدن اتخذت أي قرار بشأن موعد سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وقال خلال زيارته للهند: "مثل هذه الأمور تخضع لمسار مراجعة صارم، وإن بايدن لا يزال يعمل على اتخاذ القرار بهذا الشأن".

كل الخيارات ممكنة 

وسبق أن أعلنت واشنطن أن جميع الخيارات ممكنة عندما يتعلق الأمر بالموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الذي حُدد وفق اتفاق الدوحة.

وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن خيار إبقاء قواته في أفغانستان حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وردًا على ذلك، حذّرت "طالبان" من عواقب عدم التزام الولايات المتحدة بالموعد النهائي.

وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/ أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عامًا من النزاعات المسلحة بأفغانستان، لكنّها تعثّرت إلى حد كبير بسبب اتهامات الحكومة للمقاتلين بعدم وقف العنف.

وقبلها، أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و"طالبان"، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وتعاني أفغانستان حربًا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنّى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة