أبدت الخارجية الإثيوبية اليوم الجمعة، "اهتمامها" باستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة، بعد تعثر جولات عدة سابقة بين إثيوبيا ومصر والسودان.
فقد أصدرت الخارجية بيانًا سلطت الضوء فيه على التصريحات الأخيرة للمفاوض الإثيوبي السابق بشأن السد والسفير الحالي للبلاد لدى الولايات المتحدة سيليشي بيكيلي، التي قال فيها إن بلاده "مهتمة باستئناف المحادثات بشأن سد النهضة مع مصر والسودان".
وكانت وكالة "الأسوشيتد برس" قد نقلت هذه التصريحات التي أدلى بها بيكيلي خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي الخاص الجديد إلى القرن الإفريقي، مايك هامر.
مصر تصر على موقفها
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أمس الخميس، تمسك بلاده بـ"التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، والموقف المصري الثابت بالحفاظ على حقوقها التاريخية المكتسبة في مياه النيل".
وتتمسك القاهرة بـ "ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد على نحو يصون حق الأجيال الحالية والقادمة في مياه النيل المصدر الأساسي للمياه لمصر".
ومن المتوقع أن يوفر المشروع الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات الكهرباء لملايين الإثيوبيين، لكن السودان ومصر تخشيان من أن يؤدي الملء السريع للسد إلى تقليص حصة البلدين من مياه نهر النيل وتعارضاها بشدة.
في المقابل، تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد اقتصادية عديدة، ولن يُضر بدولتي المصب السودان ومصر.
ورغم الخوف المصري والسوداني، أعلنت إثيوبيا مطلع فبراير/ شباط الماضي، أنها بدأت في إنتاج الكهرباء من وحدة واحدة في السد.
الملء الثالث
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا المفتي للصحفيين إن ملء السد الثالث سيكون في موعده هذا العام في أغسطس/ آب المقبل.
وأضاف: "قلنا منذ بدء بناء السد إن المحادثات الثلاثية ستستمر".
أما مصر التي تعتمد بشكل أساسي على مياه النيل، فكانت تسعى خلال السنوات الماضية إلى تعزيز علاقاتها مع دول حوض النيل التي لمواجهة تعثر مفاوضات السد الإثيوبي، الذي تخشى أن يؤثر على حوالي 55 مليار متر مكعب من حصتها السنوية من المياه.