Skip to main content

إجلاء رعايا أجانب من السودان.. دائرة الاشتباكات تتسع في الخرطوم

السبت 22 أبريل 2023

تتصاعد الاشتباكات اليوم السبت في محيط المطار والقيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية الخرطوم.

وأفادت مراسلة "العربي" درة قمبو، بأن هذه الاشتباكات بدأت هادئة ومتقطعة في الصباح الباكر، ثم ارتفعت وتيرتها واتسعت دائرتها بعد الساعة السابعة بالتوقيت المحلي.

ولفتت إلى أن الاشتباكات التي أصبحت قوية للغاية استُخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. 

ماذا عن الوضع الإنساني؟

وأكدت مراسلة "العربي" أن الوضع الإنساني يتدهور بشكل كبير جدًا، مشيرة إلى أن المواطنين يحاولون وسط هذه الأوضاع الخروج من قلب المدينة فرادة أو في مجموعات صغيرة للغاية.

وبينما أوضحت أن المواد الغذائية آخذة في التناقص بشكل سريع، قالت إن المخابز في المناطق التي يتواجد فيها خبز في الأحياء القديمة بالخرطوم باتت تحدد الكميات للمواطنين، ولا تسمح لهم بأخذ ما يفوق قيمته الـ1000 جنيه، أي ما يزيد بقليل عن دولار واحد.

ولفتت إلى أن المدنيين يسعون في المقابل إلى تخزين الخبز بكميات كبيرة في المنازل عن طريق تجفيفه أو حفظه في الثلاجات إن توفرت الكهرباء، وذلك أمام احتمال صعوبة الحركة أو تمدد القتال إلى أحيائهم.

ومساء أمس الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان موافقته على هدنة لمدة ثلاثة أيام بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة من القتال، الذي أودى بحياة 413 شخصًا منذ اندلاعه في 15 أبريل/ نيسان الجاري، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي بيان لاحق، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب خروق عديدة للهدنة، لكنه أكد تمسكه بها.

إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

في غضون ذلك، أفادت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية اليوم السبت بأن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالات من رؤساء عدد من الدول لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد. 

وأشارت في بيان، إلى أن البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك لمختلف الدول.

وبحسب البيان، ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة، حيث ستقوم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جوًا بطائرات نقل عسكري تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم ويتوقع الشروع في ذلك فورًا.

ولفتت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية إلى أنه جرى في وقت سابق إجلاء البعثة السعودية برًا إلى بورتسودان ومنها جوًا إلى المملكة العربية السعودية، كما سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية في وقت لاحق بالأسلوب نفسه.

ويرى الخبير العسكري محمد عجيب أن الحرب الدائرة الآن لا يمكن التنبؤ بنهايتها، لكن المؤشرات على الأرض تؤكد أن الأمر يتجه نحو نهاياته بانكسار قوات الدعم السريع.

ويعلق في حديثه إلى "العربي" من الخرطوم، على الربط بين ترتيب عمليات الإجلاء ومسألة أن النزاع سيكون طويلًا، قائلًا إن المقاربة ليست دقيقة.

ويشير إلى أن "القوات المسلحة بحكم أنها مؤسسة وطنية على رأسها رئيس البلاد تحرص حرصًا شديدًا وتقع عليها المسؤولية القانونية والأخلاقية وعملًا بالأعراف الدبلوماسية بالحفاظ على حياة وسلامة كل مسؤولي ورعايا الدول الأجنبية، وكذلك حياة وسلامة الشعب السوداني.

وبينما يلفت إلى أنها تعمل على أن يتم إجلاء الرعايا، يلفت إلى أن "من يعيق الأمر هو قوات الدعم السريع، التي تسعى إلى إرباك المشهد وتعقيد الأوضاع"، على حد تعبيره.

المصادر:
العربي
شارك القصة