الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

وسط تجدد الاشتباكات.. أي دور مصري لوقف الاقتتال في السودان؟

وسط تجدد الاشتباكات.. أي دور مصري لوقف الاقتتال في السودان؟

Changed

اللواء نصر سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية لـ"العربي": الحل في السودان يجب أن يكون داخليًا ومصر مستعدة للوساطة (الصورة: وسائل التواصل)
أعلنت قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جميع المطارات بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياها.

تجددت الاشتباكات بشكل متقطع اليوم السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط العاصمة السودانية، حسبما أفاد مراسل "العربي" من الخرطوم.

ومساء الجمعة، تردد دوي قصف متقطع في الخرطوم، رغم الهدنة التي أعلن عنها الجانبان المتحاربان، في حين أفادت قوات الدعم السريع التي تخوض قتالًا ضد الجيش السوداني أنها مستعدة للسماح بإعادة فتح المطارات لإجلاء الرعايا الأجانب.

وبدأت قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعًا عنيفًا على السلطة في مطلع الأسبوع، فيما لقي المئات حتفهم حتى الآن، وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة.

والجمعة، أعلن الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين أنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر.

وجاء في بيان الجيش "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".

من جهته، أفاد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، السبت أنه تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأضاف حميدتي في منشور على حسابه على فيسبوك: "أكدنا على ضرورة الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية".

وقالت قوات الدعم السريع في وقت متأخر أمس الجمعة إنها مستعدة لفتح جميع مطارات السودان بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياها.

ومنذ أسبوع، أيام يؤكد المعسكران السيطرة على العديد من المرافق الإستراتيجية وبينها المطار، لكن كثافة الغارات الجوية والنيران المتبادلة والمعارك تجعل من المستحيل التحقق ميدانيًا من صحة ما يعلن كل طرف، حسب وكالة فرانس برس.

"وضع كارثي"

وفي هذا الإطار، يصف أستاذ العلوم الإستراتيجية في أكاديمية نصر العسكرية اللواء نصر سالم الوضع في السودان بـ"الكارثي" بكل المقاييس في دولة تنهار أمام العالم، وسط اقتتال بين شعب واحد، وبين قوتين عسكريتين يدمران كيان البلاد، مشيرًا إلى أن الخاسر في هذا الصراع هو السودان دولة وشعبًا.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة المصرية القاهرة، يوضح سالم، أن المشكلة تكمن في التداخل الحاصل بين القوات المتنازعة في شوارع المدن، رغم اتفاق الهدنة، والاتهامات المتبادلة، وفي ظل التصريحات التي يحاول الطرفان من خلالها إعلان سيطرته على سير المعارك.

ويتابع أن هذه التطورات تأتي في ظل غياب أي آلية لفرض وقف إطلاق النار، وأي قوات تراقب وقف إطلاق النار بين الطرفين، متسائلًا عن دور القوى المدنية والأحزاب السودانية في هذا الصراع.

ويرى سالم أن المعركة ستستمر إن لم يجلس الطرفان معًا، في حضور وبوساطة من السودانيين أنفسهم ومن القوى السودانية، معربًا عن خشيته أن تفرض الولايات المتحدة حظرًا جويًا على أراضي السودان كما حصل في ليبيا والعراق من قبل، بعد التصريحات الأميركية التي أبدت استعدادها لتنفيذ كل ما يطلب منها.

وفيما أفاد سالم أن مصر على استعداد أن تقوم بالوساطة والصلح بين الطرفين، يشدد على وجوب أن يكون هناك اتفاق بين الجانبين المتقاتلين على قبول هذه الوساطة، لافتًا إلى أن القاهرة تتمتع بثقة كلا الطرفين والشعب السوداني، لأنها الأكثر حرصًا على أن ينتهي هذا الخلاف بين الأشقاء، وأن يكون السودان موحدًا بلا نزاع وبلا اقتتال داخلي.

وعلى صعيد الوضع الإستراتيجي والعسكري، يوضح سالم أن الجيش السوداني هو الطرف الأقوى في الصراع، لأنه يمتلك قدرات وقوات جوية ومدرعات، كما أن الشعب السوداني يقف بجانبه.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close