الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"إعلان مبتكر".. هكذا تسعى المخابرات الأميركية إلى تجنيد جواسيس روس

"إعلان مبتكر".. هكذا تسعى المخابرات الأميركية إلى تجنيد جواسيس روس

Changed

تقرير عن التظاهرات حول العالم المنددة بالاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا (الصورة: غيتي)
وصف خبراء مكافحة التجسس إستراتيجية أف بي آي بالإعلانات المستهدفة بأنها "فرصة كبيرة" لهذه الأجهزة لتجنيد أشخاص جدد.

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يستخدم إستراتيجية جديدة لتجنيد الأفراد الناطقين بالروسية المستائين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، عبر إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف المحمولة الموجودة داخل مبنى السفارة الروسية في واشنطن أو خارجها مباشرة.

ووصف خبراء مكافحة التجسس هذه الإستراتيجية بأنها "فرصة كبيرة للاستخبارات الأميركية لتجنيد أشخاص جدد".

وذكرت الصحيفة أن الإعلانات، التي تظهر على "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل"، "مستهدفة جغرافيًا بعناية"، وصُمّمت لـ "الاستفادة من أي استياء أو غضب من الهجوم الروسي على أوكرانيا، داخل الدوائر الدبلوماسية أو المخابرات الروسية، أو بين المهاجرين الروس إلى الولايات المتحدة".

وتلقّى مراسل الصحيفة الذي كان يقف بجوار السفارة، صباح الأربعاء، الإعلان على صفحته على "فيسبوك"، لكن الإعلان اختفى عندما وقف المراسل بعيدًا عن السفارة.

إعلان مقتبس من بوتين

وتستخدم الحملة الإعلانية كلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشجيع الأشخاص العاملين في السفارة أو الذين يزورونها للتحدث إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.

ويقتبس الإعلان فكرته من اجتماع عقده بوتين، الشهر الماضي، ووبّخ فيه علانية رئيس استخباراته سيرغي ناريشكين، مصححًا موقف رئيس المخابرات من السياسة الروسية تجاه المناطق الشرقية الانفصالية في أوكرانيا. وكان ناريشكين تلعثم في الاجتماع، وبدا غير متأكد مما يريده بوتين منه أن يقوله.

ويعيد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي استخدام كلمات بوتين بالروسية وبطريقة أخرى: "تحدث بوضوح... نحن مستعدون للاستماع".

أما النص الذي يظهر فوق الإعلان فيقول: "المعلومات التي يقدمها العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي هي من أكثر الوسائل فعالية لمكافحة التهديدات. إذا كانت لديك معلومات يمكن أن تساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي، فيرجى الاتصال بنا".

اعلان أميركي لتجنيد عملاء روس

ويحتوي الإعلان على رابط إلى موقع الكتروني لمكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، يشجّعهم باللغتين الروسية والإنكليزية للحضور شخصيًا إلى هذا المكتب إذا كانوا يريدون الإدلاء بمعلومات، على أن يتم التعامل معهم بطريقة سرية.

وأشاد بيتر لاب، مسؤول تجسس سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالإعلانات باعتبارها "استخدامًا ذكيًا ومبتكرًا للتكنولوجيا الجديدة لإجراء عمليات تجنيد قديمة الطراز".

وقال: "إنها استراتيجية تجنيد رائعة، لأنني أعتقد أن هناك الكثير من الأشخاص داخل الحكومة الروسية غير راضين بشكل كبير عن حرب بوتين، وبالتالي فهي فرصة رائعة لمعرفة ما إذا كان أي من هؤلاء الأشخاص يمكن أن يساعدنا في فهم نوايا بوتين بشكل أفضل".

ورجّح لاب ألا يكون موظفو السفارة الروسية، بما في ذلك ضباط استخباراتها، على دراية بالإعلانات، لأنهم منشغلون الآن بمراقبة ضباطهم للتأكد من عدم انشقاقهم".

وبينما لم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب الصحيفة للتعليق على الأمر، قال "اف بي آي"، في بيان، إن روسيا "لطالما شكلت تهديدًا لمكافحة التجسس بالنسبة للولايات المتحدة، وإن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيواصل تكييف تقنياته في التحقيق والتواصل لمواجهة هذا التهديد وغيره. ويود مكتب التحقيقات الفيدرالي التحدث إلى أي شخص يمكنه المساعدة في تقليل هذه التهديدات والحفاظ على أمن بلدنا ".

وبداية مارس/ آذار الحالي، خرج آلاف الأشخاص في مدن أوروبية عدة للتنديد بالهجوم الروسي على أوكرانيا. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close