الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

إغلاق حكومي وشيك في الولايات المتحدة.. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

إغلاق حكومي وشيك في الولايات المتحدة.. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

شارك القصة

نافذة إخبارية تناقش خلفيات الخلاف في الكونغرس الأميركي وتداعيات الإغلاق الحكومي المحتمل (الصورة: غيتي)
أسقط نواب جمهوريون مشروع قانون لتمويل الحكومة بشكل مؤقت اقترحه زعيمهم مرجحين كفة إغلاق قد يؤثر على ملايين الموظفين وعدد من المؤسسات.

باتت الولايات المتحدة السبت على بعد ساعات من إغلاق مؤسسات فدرالية، فيما حذرت إدارة الرئيس جو بايدن من اضطرابات وشيكة عند الحدود وفي حركة السفر.

وسيكون الإغلاق الذي سيطال مؤسسات فدرالية بعد منتصف ليل السبت إذا لم يتم التوصل لاتفاق، الأول منذ عام 2019، وسيؤثر على ملايين الموظفين الفدراليين والعسكريين، ويفرض إغلاق متنزهات وطنية.

وتخيّم حال المراوحة على غرفتي الكونغرس، إذ ترفض مجموعة صغيرة من النواب الجمهوريين المتشددين أي تدبير موقت من شأنه تجنيب البلاد إغلاق مؤسسات فدرالية.

فقد أسقط نواب جمهوريون متشدّدون الجمعة خطة اقترحها زعيمهم لإبقاء التمويل ساريًا من خلال مشروع قانون لتمويل الحكومة بشكل مؤقت، ونصّت على اقتطاعات كبيرة في الإنفاق. وصوّت ضدّ المشروغ 232 عضوًا مقابل 198 صوتوا لصالحه. كما كان مستبعدًا إقراره في مجلس الشيوخ حيث الغالبية للديمقراطيين.

الفرصة متاحة للتوافق

وقالت مديرة مكتب الإدارة والميزانية شالاندا يونغ في تصريحات صحفية الجمعة: "إنه يتعين على النواب الجمهوريين المتشددين إيجاد حل للمأزق، مضيفة: "لا تزال هناك فرصة" لتجنّب إغلاق مؤسسات فدرالية.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار: "إن المحادثات لا تجري بين الرئيس و(كيفن) ماكارثي"، في إشارة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري. واعتبرت أنه "يجب أن تجري المحادثات بين رئيس مجلس النواب ماكارثي وتكتله الحزبي. هناك يكمن الحل، إنّها الفوضى التي نشهدها وهذا ما يجب أن يصب تركيزه عليه". 

لكن ماكارثي حمّل في وقت سابق الديمقراطيين مسؤولية ما آلت إليه الأمور، بقوله إنهم يعرقلون الحل.

"أكبر اقتصاد في العالم أمام خطر لا داعي له"

وسيضع الإغلاق الموارد المالية المخصصة للعاملين في المتنزهات الوطنية والمتاحف وغيرها من المواقع التي تعمل بتمويل فدرالي في مهبّ الريح.

وقالت مديرة المجلس الوطني الاقتصادي في البيت الأبيض لايل براينارد: "إن الإغلاق يضع أكبر اقتصاد في العالم أمام خطر "لا داعي له".

وأشارت براينارد إلى أن المخاطر تنسحب على تأخر الرحلات الجوية، إذ سيطلب من المراقبين الجويين العمل من دون رواتب، كما قد تحرم العائلات من بعض المنافع.

بدورها، حذّرت وزيرة الخزانة جانيت يلين من أن الإغلاق قد يؤدي إلى تأخير أعمال تحديث البنى التحتية.

خلافات متجدّدة

وفي حديث إلى "العربي" من ولاية ميشيغان الأميركية، يشرح أستاذ الاقتصاد بكلية أوكلاند مصطفى شاهين أن الولايات المتحدة اعتادت لدى مناقشة الموازنة الفدرالية الأميركية على الصراع والجدل بين الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي. 

ولفت إلى أن أزمة مماثلة لما يجري الآن شهدتها الولايات المتحدة لدى مناقشة رفع سقف الدين وانتهى الأمر بالموافقة على مطالب الجمهوريين. 

ويرى شاهين أن الإغلاق لن يطول، ولاسيما في ظل الخلاف داخل الحزب الجمهوري نفسه، مشيرًا إلى التوافق بين الرئيس الأميركي ورئيس مجلس النواب على تخفيض النفقات الحكومية.

ولفت إلى أن الإغلاق سيتم ابتداء من يوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول في حال عدم التوصل إلى اتفاق. وشرح أن 99% من الأميركيين يدفعون أقساطًا شهرية من ثمن المنازل التي يسكنونها، وبفعل الإغلاق لن يتقاضى نحو 4 ملايين موظف مرتباتهم، وبالتالي لن يتمكنوا من دفع هذه الأقساط. كما ستنخفض نفقات المواطنين الاستهلاكية وستغلق المنتزهات والحدائق أمامهم.

وأوضح شاهين أن وقف النفقات قصير الأجل سيوقف تمويل الحرب الأوكرانية. لكنه أشار إلى أن الحكومة الأميركية تسعى لاستثناء تمويل أوكرانيا من البرامج الحكومية لأنها تريد استمرار الحرب واستنزاف الروس. 

لكن شاهين يرجح التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بين الديمقراطيين والجمهوريين وبالتالي تجنب حدوث الإغلاق.

 واستمرت أطول فترة من شلل الميزانية في الولايات المتحدة 35 يومًا بين ديسمبر/ كانون الأول 2018 ويناير/ كانون الثاني 2019.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close