تشكل المطاعم البيئية في باكستان وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، لتناول الإفطار والتمتع بأمسيات شهر رمضان.
فتحت ظلال أشجار تمثل موطنًا لعدد من الطيور المختلفة وملعبًا لعدة فصائل من القرود والأرانب البرية وحتى بعض الحيوانات المفترسة، يصبح الإفطار أمرًا غير تقليدي، ومثله المساءات في أحضان الغابات الخضراء.
ومن خلال أكثر من 12 مقهى ومطعمًا، وفّرت غابات جبال مرغلا المحيطة بإسلام آباد متنفسًا منعشًا للسكان في ربيع العاصمة.
فهناك تعيش 7 أنواع من الحيوانات المفترسة وثلاث فصائل من القرود، وتستوطن الجبال 3 أنواع من الحجل.
وفيما تعمل دوريات على مدار الساعة لحماية الحياة البرية، يتناوب على تنظيف الغابة مرتين في الأسبوع 12 فريقًا تطوعيًا.
خصوصية ونظافة وتنوع بيئي
ويلفت الناشط البيئي عقيل أحمد، إلى أن "المكان تختلط فيه حياة الغابات الطبيعية بحياة المدينة".
ويضيف: "نحن نحث البلدية والسكان على اتخاذ المزيد من الخطوات لخلق هذا التواؤم بين الحياة المدنية والحفاظ على البيئة، حتى تتشجع هذه الحيوانات اللطيفة على الاقتراب أكثر فتتولد الألفة مع البشر".
بدوره، يشير محمد عبد القدير، مدير مطعم، إلى أنه استأجر المكان وتم بناء الأكواخ من مكونات طبيعية من الغابة نفسها لتوفير بيئة متميزة للصائمين.
ويردف بأن مطعمه يقدم وجبات تقليدية، خصوصًا في فصل الربيع، حيث تكتسي الأشجار بالخضرة وتعود إليها القرود والطيور الجميلة.
من جانبها، تلفت الزائرة هادية طيبة إلى أنها جاءت مع أسرتها إلى المطعم في جبال مرغلا، حيث تتوفر الخصوصية أكثر بعيدًا عن التلوث وازدحام المدينة، لتناول الإفطار وقضاء الأمسية.
وتردف: "نحب بساطة هذا المكان وغناه الطبيعي، ونحن مستمتعون جدًا بالبيئة هنا".
يشاطرها الرأي الزائر عمر فاروق، الذي يكشف أنه يفضل قضاء أمسيته في هذه المطاعم حبًا بالتنوع البيئي".
ويقول: "رغم التحذيرات من وجود حيوانات مفترسة ومؤذية كالفهود والضباع والخنازير البرية، إلا أنني أحب روح المغامرة وهذا المنظر الطبيعي".
حماية للمكان وتوعية للزوار
من جانبه، يشير مدير هيئة الحفاظ على الغابات والحياة البرية طارق محمود بنغش، إلى اهتمام الهيئة بعدم المساس ببيئة الغابات المحيطة بالعاصمة والتي تحافظ على نقاء هوائها.
ويوضح أنها اكتفت بعدد قليل من المطاعم والمقاهي، التي تم إنشاؤها بطريقة لا تؤثر على مظهر الغابة والحياة فيها.
ويذكر أن طواقم الهيئة تعمل على حماية الحيوانات والنبتات والحفاظ على نظافة الغابة على مدار الساعة.
ويتحدث عن مهمتهم في توعية الزوار حول كيفية التعامل مع الحيوانات البرية في المكان كالغزلان والطيور والقرود ومنع صيدها وإيذائها، وكذلك التوعية حول أهمية الحفاظ على نظافة الغابة من التلوث وعدم رمي القمامة.