الخميس 2 مايو / مايو 2024

إنّهم "الحكّام الفعليون" لأفغانستان.. قطر: طالبان أظهرت "براغماتية"

إنّهم "الحكّام الفعليون" لأفغانستان.. قطر: طالبان أظهرت "براغماتية"

Changed

لعبت الدوحة دور الوسيط الرئيسي بين طالبان التي افتتحت مكتبًا سياسيًا في قطر عام 2013، والمجتمع الدولي بما في ذلك واشنطن (غيتي - أرشيف)
لعبت الدوحة دور الوسيط الرئيس بين طالبان التي افتتحت مكتبًا سياسيًا في قطر عام 2013، والمجتمع الدولي بما في ذلك واشنطن (غيتي - أرشيف)
أكدت مساعدة وزير الخارجية القطري أنّ الاعتراف بطالبان لن يأتي فورًا، موضحة: "نحن لا نتسرّع بالاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع الحركة".

أكّدت مساعدة وزير خارجية قطر لولوة الخاطر أنّ طالبان أظهرت "براغماتية"، وأنّه ينبغي الحكم على أفعالها، لأنها اليوم الحاكم الفعليّ لأفغانستان، "ولا شكّ في ذلك أبدًا".

لكنّ الخاطر التي دعت إلى "اغتنام الفرصة المتاحة"، كشفت في الوقت نفسه، أنّ "الاعتراف القطري" بحركة طالبان لن يأتي على الفور، مشيرة إلى أنّ الدوحة تسلك "الطريق الوسط".

وبرزت قطر في الأيام الأخيرة بصفتها لاعبًا رئيسًا في عمليات الإجلاء والجهود الدبلوماسية بشأن أفغانستان، علمًا أنّها تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة.

وقد لعبت الدوحة دور الوسيط الرئيس بين طالبان التي افتتحت مكتبًا سياسيًا في قطر عام 2013، والمجتمع الدولي بما في ذلك واشنطن إلى أن استكملت الحركة سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

قطر "لن تتسرّع" في "الاعتراف" بطالبان

وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، قالت الخاطر، في إشارة إلى حركة طالبان: "أظهروا قدرًا كبيرًا من البراغماتية. دعونا نغتنم الفرص المتاحة ونحكم على تصرفاتهم"، مضيفة: "إنّهم الحكّام الفعليون. لا شك في ذلك أبدًا".

وأشارت الخاطر، المتحدثة باسم السلطات القطرية، إلى ما وصفتها بـ"بعض الإشارات الطيبة" من حكام أفغانستان الجدد.

وأكدت أن "حقيقة تمكّن العديد من الذين تم إجلاؤهم من مغادرة كابل، بما في ذلك العديد من الطالبات، أمر مهم لأنه لولا تعاونهم لما كان ذلك ممكنًا".

وتابعت الخاطر أنّ الاعتراف القطري بحركة طالبان لن يأتي على الفور، موضحة: "نحن لا نتسرّع في الاعتراف، لكننا في الوقت ذاته لا نوقف انخراطنا مع طالبان (..) نحن نسلك الطريق الوسط".

وسُلّطت الأضواء الدولية على قطر بعدما ساهمت في تسهيل إحدى أكبر عمليات النقل الجوي في التاريخ في أعقاب سيطرة طالبان على البلاد. وأشرفت الخاطر إلى حد كبير على عمليات الإجلاء في الدوحة والتقت بعض الذين تم إجلاؤهم.

وعبر نحو نصف الذين تم نقلهم جوًا من أفغانستان، قطر التي تعمل أيضًا على إعادة فتح مطار كابل المتوقف عن العمل منذ الانسحاب الأميركي نهاية الشهر الماضي، ويبلغ العدد الكلي الذي تم إجلاؤه من أفغانستان 120 ألفًا.

لولوة الخاطر
قالت مساعدة وزير الخارجية القطري إن اعتراف بلادها بحركة طالبان لن يأتي على الفور (غيتي)

هل الصورة "ورديّة"؟

وأشارت الخاطر كذلك إلى أنّ حركة طالبان، ومنذ عودتها إلى السلطة، تركت إلى حد كبير السلطات الصحية الأفغانية، بما في ذلك المسعفات، يتمتعن بالحرية فيما يتعلق بمواصلة استجابتهن لفيروس كورونا.

وقالت: "هل الصورة وردية؟ لا، ليست كذلك"، مشددة على أنّ المخرج من الأزمة "سيكون عبر عملية بناء الثقة، وسيكون تدريجيًا". وأضافت: "لكن يجب أن نستجيب بشكل أساسي لجميع الخطوات الإيجابية من جانبهم (طالبان) عبر اتخاذ خطوات إيجابية من جانبنا".

وتكثفت الدعوات من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية للحركة من أجل احترام حقوق المرأة والأقليات بعد سيطرتها على الحكم.

وقالت الخاطر: "أفغانستان دولة ذات سيادة، ويجب أن تكون لشعب أفغانستان كلمته"، مضيفة: "عندما نتحدث عن تجاوب أفغانستان مع المجتمع الدولي، فهذا لا يعني أن المجتمع الدولي يمكنه أو ينبغي عليه أن يتحكّم في مصير الشعب الأفغاني".

"كنّا نسهّل تبادل الرسائل"

وردًا على سؤال حول الانتقادات التي تعرضت لها قطر لجهة إعطائها شرعية لحركة طالبان، قالت الخاطر: "لا تقتلوا الوسيط"، مضيفة "قطر كانت الوسيط، كنّا نسهّل" إيصال وتبادل الرسائل.

وقالت الخاطر: "كثيرون شكّكوا في وساطتنا ومقاربتنا، لكنني الآن أعتقد أنّنا نضع هذه (الشكوك) قيد الاختبار الحقيقي والعالم بأسره ينظر إلينا للمساعدة في هذه الوساطة وتسهيلها".

وتابعت: "إذا احترمت (طالبان) حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وخصوصًا التعليم، فستكون هناك فوائد لذلك. وإذا لم يفعلوا، فستكون هناك عواقب".

ورغم التحديات اللوجستية على الأرض، أكّدت المسؤولة القطرية أنّها تأمل في استئناف جهود إيصال المساعدات، معتبرة في الوقت ذاته أنّه لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة وعملها.

ورأت أنّ "المزيد من المشاركة من جانب الأمم المتحدة بشكل عام سيكون مفيدًا"، لكن "لا ينبغي تسييس وكالات الأمم المتحدة. يجب أن تركّز على المساعدات الإنسانية والتنموية".

ورسمت الصفقة التي أُبرمت بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب وطالبان في الدوحة في فبراير/ شباط من العام الماضي، مسار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الذي اتسم بالفوضى.

وفشلت المحادثات المتقطّعة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة التي أعقبت الاتفاق، في تقديم مخطط عملي لولادة حكومة جامعة.

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close