أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الثلاثاء أن بلاده تأمل في تشغيل مطار كابل واستقبال المسافرين خلال الأيام القليلة القادمة، لكنه أضاف أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد بشأن كيفية إدارة المطار.
من جهته، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يزور الدوحة حاليًا، بالدور الذي لعبته قطر في عمليات الإجلاء، وأكّد أنّ حركة طالبان "تعهّدت مجدّدًا" بالسماح للأفغان بالمغادرة بحرية.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في العاصمة القطرية الدوحة: إن طالبان أبلغت الولايات المتحدة "بأنها ستسمح للأشخاص الحاملين لوثائق سفر بالمغادرة بحرية"، مشيرًا إلى أن بلاده ستعمل على التأكد من إيفاء الحركة بتعهدها.
ووصل بلينكن إلى الدوحة مساء الإثنين وأجرى محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وخلال لقائه مع أمير قطر، شكر بلينكن مضيفه على "الدعم الاستثنائي الذي قدّمته قطر في تسهيل العبور الآمن لمواطني الولايات المتحدة وشركائنا وغيرهم من الأفغان المعرّضين للخطر" خلال عمليات الإجلاء التي نظّمها الجيش الأميركي على عجل من مطار كابل وسادتها فوضى عارمة، حسب وزارة الخارجية الأميركية.
58 ألفًا تمّ إجلاؤهم عبر قطر
وفي مؤتمر صحافي مشترك، كشف وزير الخارجية القطري أنّه بحث مع بلينكن، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عمليات الإجلاء الأخيرة من أفغانستان، حيث كان تشديد على "ضرورة ضمان حرية التنقل وفتح الممرات الإنسانية".
وكشف أنّ عدد الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم من أفغانستان عبر قطر يقارب 58 ألفًا، مشيرًا إلى أنّ مطار كابل سيكون جاهزًا للرحلات الدولية خلال فترة قصيرة.
وقال: "عالجنا الكثير من المشاكل في مطار كابل لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق لإعادة تشغيله".
وأضاف: "مستمرون بتقديم الدعم الإنساني ولدينا رحلات يومية تقريبًا لإيصال المساعدات الإنسانية".
واشنطن "الشريك الأهمّ" لقطر
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية القطري أنّ الولايات المتحدة هي "الشريك الأهمّ" بالنسبة إلى الدوحة، لافتًا إلى أنّ هذه العلاقة "قائمة منذ عقود".
وأشار إلى أنّ البحث مع الجانب الأميركي شمل كذلك، "ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
وتؤدّي قطر دورًا رئيسًا في الأولويّة الحالية لواشنطن وعدد من الدول الغربية، والمتمثّلة في إخراج مواطنين لهذه الدول ما زالوا محاصرين في أفغانستان إلى جانب كثر من الأفغان الراغبين في الفرار.
نقل العمل الدبلوماسي إلى الدوحة "ليس صدفة"
من جهته، عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "امتنان" بلاده لدولة قطر "التي قامت بأهم دور في عملية الإجلاء من أفغانستان"، على حدّ قوله.
وأعرب عن "تقديره للدور الذي تقوم به قطر وتركيا لإعادة فتح مطار كابل"، مضيفًا: "لن ننسى ما قامت به قطر من دعم هائل للأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم من أفغانستان".
وفيما اعتبر بلينكن أنّ نقل الولايات المتحدة العمل الدبلوماسي من كابل إلى الدوحة "ليس صدفة"، كشف أنّ واشنطن تواصلت مع طالبان التي أكدت أنها ستسمح باستمرار عمليات الإجلاء من أفغانستان.
هل تواصل واشنطن تقديم المساعدات لكابل؟
وقال: "سنواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني بما يتوافق مع العقوبات القائمة"، جازمًا بأن "لا وجود لأميركيين يعملون على الأرض في أفغانستان حاليًا".
وشدّد على أنّ "على طالبان السماح لمن يريدون مغادرة أفغانستان بذلك"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة "تعمل على حصر أعداد الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم وأغلبهم من المتعاونين الأفغان".
وأكد بلينكن أنّ علاقات الولايات المتحدة مع قطر "أكثر عمقًا من أي وقت مضى"، كاشفًا عن "تعاون في مجالات التعليم والتغيرات المناخية وجائحة كورونا".
قطر تساهم بـ"أكبر عملية إجلاء في التاريخ"
من جانبه، أثنى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على دور قطر في تنظيم عملية الإجلاء في أفغانستان، التي وصفها بـ"الأضخم في التاريخ".
وقال أوستن: "نجحنا في تنظيم أكبر عملية إجلاء في التاريخ ولم نكن لنحقق هذا الإنجاز بدون دعم قطر".
وأضاف: "دعم قطر كان أمرًا حيويًا لضمان الانتقال الآمن للأميركيين وللشركاء والحلفاء والأفغان المعرضين للخطر".
وإذ أكّد أنّ "قطر تقف معنا في دعم الأمن في المنطقة"، أردف قائلًا: "فخورون بما قام به الجنود الأميركيون خلال عمليات الإجلاء".
وأعرب عن "التزام" الولايات المتحدة بعدم السماح لوجود أي تهديدات للولايات المتحدة من أفغانستان.