الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

إيطاليا تحتفل بـ"الفاتح الأوروبي".. ونداء من روما إلى العالم: "نحن هنا"

إيطاليا تحتفل بـ"الفاتح الأوروبي".. ونداء من روما إلى العالم: "نحن هنا"

Changed

مانشيني ورئيس الاتحاد الإيطالي يقدمون لرئيس الحكومة قميصًا تذكاريًا باسمه
مانشيني ورئيس الاتحاد الإيطالي يقدمون لرئيس الحكومة قميصًا تذكاريًا باسمه (غيتي)
عاشت إيطاليا يومًا تاريخيًا بعد أن استقبل الإيطاليون منتخبهم الفائز ببطولة اليورو لكرة القدم، وسط احتفالات؛ كما حل اللاعبون ضيوفًا على رئيسي الجمهورية والحكومة.

صدحت ساحات العاصمة الإيطالية أمس بعبارة" فراتيلي ديطاليا"؛ فالكلمات التي كان يصرخ بها لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم في ملاعب أوروبا، وتحديدًا في ملعب ويمبلي أول من أمس الأحد قبل الفوز ببطولة يورو 2020، كانت على لسان الآلاف الذين شاركوا القائد جورجيو كيليني وزملاءه النشيد الوطني للبلاد، خلال استقبالهم مع كأس البطولة في شوراع روما.

"زمن النهضة"

وعلى متن حافلة من طابقين، اخترق لاعبو الأزوري الحشود المبتهجة والهاتفة بأسماء اللاعبين والمدرب، وبدت البلاد التي عاشت كارثة تاريخية منذ عام ونصف وكأنها على شفا ولادة جديدة.

فعام 2017، كان لاعبو إيطاليا يجثون على ركابهم في أرضية ملعب روما الأولمبي، يذرفون دموع الخيبة لخسارتهم فرصة الالتحاق بالمنتخبات الكبرى إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخ البلاد منذ 60 عامًا. وبعد عام ونصف، كانت مستشفيات إيطاليا تعج بالجثث والمصابين بكوفيد-19، في واحد من أكثر المشاهد ترويعًا حول العالم عن تفشي الجائحة.

لكن أمس، بدت روما وكأنها تنفض عنها الموت الكروي والصحي. هذا ما جسده تمامًا المدرب روبرتو مانشيني الذي قال أمس: "يسعدنا أن نمنح الإيطاليين الفرح والأمل بعد هذه الفترة الصعبة".

من جهته، قال صبي إيطاليا "المشاغب" بونوتشي: "إنها نهضة كرة القدم الإيطالية".

ركب اللاعبون الإيطاليون المبتهجون في حافلتهم، وكانوا متعبين بشكل واضح، ولوحوا بكأسهم في اتجاه مشجعيهم، الذين خلّدوا هذه اللحظة التاريخية بهواتفهم المحمولة ولوحوا بالأعلام الإيطالية.

وطوال اليوم، تحرك الأبطال في حافلة مغلقة ذات نوافذ مظلمة لتجنب التجمعات، حيث كانوا يتجولون أمام الجماهير المتجمعة دون أن يرتدوا أقنعتهم، خلف حواجز معدنية. لكن السلطات غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة، ومنحتهم جولة متأخرة بالشكل المناسب.

الحكومة تشكركم

ولدى وصوله إلى مطار روما، خرج قائد الأزوري جورجو كيليني من الطائرة رافعًا الكأس القارية أمام عدد كبير من أنصار المنتخب، حضروا للاحتفال باللقب الأوروبي الثاني في تاريخ المنتخب بعد عام 1968.

وقفز ظهير أيسر منتخب إيطاليا ليوناردو سبيناتزولا، الذي تعرض للإصابة في وتر قدمه، على درجات سلم الطائرة قبل أن يسير على مدرج المطار مستعينًا بعكازيه، وسط تصفيق رجال وسائل الإعلام والأفراد العاملين في المطار، الذين سارعوا إلى التقاط الصور مع الأبطال.

وتوجّه أفراد المنتخب بعد ذلك إلى فندق قريب، حيث خلدوا إلى الراحة لبضع ساعات، قبل أن يتم استقبالهم من قبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجو ماتاريلا (79 عامًا) الذي تابع المباراة النهائية في الملعب. كما كان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي موجودًا، حيث التقط صور سيلفي.

وتوجه الرئيس ماتاريلا لأفراد البعثة بالقول: "لقد فزتم بلعب كرة قدم رائعة. لم يسمح لكم هذا فقط بالاستمتاع، ولكن أيضًا لكل من شاهدكم. أظهرتم الانسجام فريقًا، وفي طريقة لعبكم، ويستحق مانشيني شكرنا. لقد أظهر إيمانًا منذ توليه المنصب، وأحدث ثورة في طريقة بناء الفريق".

أما رئيس الحكومة فقال لهم: "سعدنا وتأثرنا وتعانقنا وابتهجنا بسببكم. لطالما كنت فخورًا بكوني إيطاليًا. نحن فخورون برؤية هذه الوحدة في الاحتفالات باسم إيطاليا".

إنها لنا

ولم يفوّت بونوتشي فرصة ليغيط بها الإنكليز، لاسيما أن صديقه القريب كيليني ترجل من الباص، لابسًا تاجًا مذهبًا، وهو الأمر الذي لم يستسغه مشجعو إنكلترا على وسائل التواصل.

وفي إشارة إلى عبارة الإنكليز "الكأس ستعود إلى وطنها"، قال بونوتشي: "سمعنا أن الكأس ستعود إلى لندن، موطنها. نحن آسفون منهم، ففي الواقع، ستقوم الكأس برحلة ممتعة إلى روما. إنها لجميع الإيطاليين، في جميع أنحاء العالم، لهم، ولنا".

وقال حارس المرمى جانلويجي دوناروما، أفضل لاعب في بطولة أمم أوروبا والرجل الحاسم في لندن بتصديه لركلتين ترجيحيتين: "لدينا مجموعة استثنائية، نحن نحب بعضنا البعض، ونعرف من أين أتينا".

وعاشت إيطاليا يومًا مميزًا أمس الإثنين، وأعادت ترتيب خريطة كرة القدم العالمية بعودتها إلى مصاف المنتخبات أصحاب المدارس الكبرى في اللعبة، بفضل المدرب مانشيني، الذي قال حين تولى تدريب المنتخب عام 2018: "أنا لا أملك عصا سحرية".

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close