وجّه الجيش اليمني، فجر اليوم الأحد، اتهامات لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي باقتحام منشآت نفطية بمحافظة شبوة في جنوب شرق البلاد، والاستيلاء على ممتلكات بملايين الدولارات، وذلك في بيان أصدره اللواء 21 ميكا (وحدة عسكرية مقرّها شبوة) التابع للجيش.
وأدان البيان "انتهاكات وخروقات نفذتها السبت قوات العمالقة ودفاع شبوة (موالية للانتقالي)"، متهمًا هذه القوات "بالهجوم على قوات حماية الشركات ونهب ممتلكات للجيش والشركة اليمنية للغاز المسال (حكومية) تقدر بملايين الدولارات"، إضافة إلى أسر "جنود من قوات حماية المنشآت خلال الهجوم".
وأضاف أن ذلك حدث "رغم صدور توجيهات رئاسية بعدم الاقتراب والتقدم باتجاه منشآت وحقول النفط".
وطالب "المجلس الرئاسي والتحالف العربي بالضغط لتنفيذ القرارات الرئاسية وفرض التهدئة ووقف الحرب وإطلاق جنود قوات حماية المنشآت الذين تم أسرهم وانسحاب قوات العمالقة ودفاع شبوة من المواقع النفطية".
والجمعة، أقرّت لجنة رئاسية مكلّفة بـ "تقصي الحقائق" في شبوة عددًا من الإجراءات لمعالجة الاشتباكات التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة، بين قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليًا وأخرى موالية للمجلس الانتقالي الذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال.
وتضمنت هذه الإجراءات "وقف إطلاق النار من جميع الأطراف واستمرار وحدات الجيش المسؤولة عن حماية المنشآت والشركات النفطية بتنفيذ مهامها السابقة".
مواجهات عينفة
وبدأ احتقان المشهد الأمني في عتق قبل عدة أيام من اندلاع المواجهات، عقب قرار محافظ شبوة، عوض ابن الوزير، إقالة قائد القوات الخاصة (حكومية) عبد ربّه لعكب.
وتقع شبوة ضمن ما تعرف بالمحافظات الجنوبية، وتعد واحدة من أهم محافظات اليمن كونها غنية بالنفط.
ومنذ أيام، كانت شبوة، في مرمى قصف طائرات مسيرة يرجح أنها إماراتية استهدفت مواقع للجيش اليمني بغارات عدة، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود بحسب ما قال، إلى جانب عدد من الإصابات بينهم مدنيين.
وفي سياق مواز، قالت مصادر عسكرية: إن قوات "ألوية العمالقة" المدعومة إماراتيًا سيطرت على معسكر نعضة الإستراتيجي، بعد معارك مع قوات الجيش اليمني، كما ذكرت مصادر يمنية أنها بسطت سيطرتها على حقول العقلة النفطية.
ومن أجل استكمال السيطرة على شبوة، أشارت تقارير أمنية إلى تحرك تعزيزات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي باتجاه المحافظة، وسط تحذيرات من معارك قد تفجر الوضع في المناطق الجنوبية.
وفي سياق تصاعد التوتر، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في هذه المحافظة، مشيرة إلى أنها أحصت نزوح أكثر من 400 أسرة يمنية في أقل من أسبوع هربًا من ويلات القصف وتدني الظروف المعيشية في المنطقة.