الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات وتوتر في قصر العدل.. ملف انفجار مرفأ بيروت إلى مزيد من التأزم

احتجاجات وتوتر في قصر العدل.. ملف انفجار مرفأ بيروت إلى مزيد من التأزم

Changed

مراسلة "العربي" في بيروت تتحدث عن التوتر الذي يشهده محيط قصر العدل إثر مواجهات بين محتجين وقوات الأمن (الصورة: تويتر)
يعتصم أهالي عدد من ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام قصر العدل وسط إجراءات أمنية مشددة دعمًا لمسار التحقيق الذي يقوده المحقق العدلي طارق البيطار.

ينفذ أهالي عدد من ضحايا انفجار مرفأ بيروت اعتصامًا أمام قصر العدل دعمًا لمسار التحقيق الذي يقوده المحقق العدلي طارق البيطار، الذي أشعل استئنافه التحقيق معركة قضائية في لبنان بين بيطار من جهة والنائب العام التمييزي غسان عويدات من جهة أخرى.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، فرضت اجراءات أمنية مشددة في قصر العدل الذي بدا أشبه بثكنة عسكرية مع انتشار كثيف لعناصر أمنية أمام مكتب عويدات. 

وأفادت مراسلة "العربي" في بيروت أن قوات الأمن اللبنانية اعتدت بالضرب على عدد من الشبان حاولو اقتحام وزارة العدل، قبل أن يصل الجيش اللبناني إلى محيط قصر العدل بعد حصول تدافع بين أهالي ضحايا انفجار. 

وحصل التوتر بعد تدافع وتضارب حصل داخل قصر العدل بين مرافقين لوزير العدل هنري خوري ونواب كانوا يجتمعون معه لمتابعة مسار قضية التحقيق في انفجار المرفأ والادعاء الأخير على المحقق العدلي في القضية القاضي طارق البيطار.

انقلاب على القانون 

وكانت اللجنة الرئيسية الممثلة لأهالي ضحايا الانفجار والمتضررين منه ندّدت بما وصفته بـ"الانقلاب السياسي والأمني والقضائي على القانون، وعلى العدالة" محمّلة "القوى الأمنية مسؤولية أمن القاضي بيطار وسلامته كما وسلامة المستندات الخاصة بالتحقيق". 

وأوقع الانفجار في الرابع من أغسطس/ آب 2020 أكثر من 215 قتيلًا و6500 جريح. وعزت السلطات اللبنانية الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية، واندلاع حريق مجهول الأسباب قبل أنّ يتبين أن مسؤولين على مستويات عدّة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يتصرفوا لمنع الكارثة. 

معركة قضائية

ويواجه البيطار منذ تسلمه التحقيق في الملف قبل عامين، عقبات وتدخلات سياسية منعتع من إتمام مهمته، مع اعتراض قوى سياسية عدّة أبرزها حزب الله على عمله واتهامه بـ"تسييس" الملف. وطالبت عشرات الدعاوى بعزله وعلّقت عمله منذ 13 شهرًا. 

لكن البيطار استأنف الإثنين تحقيقاته بالادعاء على ثمانية أشخاص، بينهم النائب العام التمييزي غسان عويدات ومسؤولان أمنيان رفيعان. وحدّد مواعيد لاستجوابهم مع آخرين في إطار دعاوى حقّ عام "بجرائم القتل والإيذاء والإحراق والتخريب معطوفة جميعها على القصد الاحتمالي". 

قرار جديد لعويدات

لكن عويدات رفض قرارات البيطار وادعى عليه بتهمة "التمرد على القضاء واغتصاب السلطة" وأصدر قرار بمنعه من السفر، وإخلاء الموقوفين الـ17 في التحقيق، في خطوة تعكس حجم الانقسام داخل الجسم القضائي وتهدّد بنسف التحقيق.

وأصدر المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، اليوم قرارًا طلب فيه "عدم استلام أي قرار او تكليف او تبليغ او استنابة او كتاب او إحالة او مذكرة مراسلة او أي مستند من أي نوع صادر عن المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، لكونه مكفوف اليد وغير ذي صفة"

وأثار إخلاء الموقوفين غضب أهالي شهداء انفجار المرفأ حيث نفذ بعضهم اعتصامًا ليل أمس أمام منزل عويدات وسط إجراءات أمنية مشددة. 

وكان عويدات استدعى البيطار للمثول أمامه اليوم الخميس عند الساعة العاشرة صباحًا، إلا أن "البيطار رفض المثول أمامه". 

وأكد البيطار الأربعاء أنه "لا يحق" لعويدات اتخاذ القرارات التي أعلنها كونه مدعى عليه في القضية. وأضاف: "مستمر بواجباتي وبتحمل مسؤولياتي في ملف المرفأ حتى النهاية". 

مفرج عنه يغادر لبنان

وأوضحت مراسلة "العربي" في بيروت جويس الحاج خوري أن ما يحدث هو جدل قانوني بين البيطار وعويدات، لافتة إلى أن الأخير متنحٍ عن الملف لصلة القربي التي تصله بأحد المتهمين وهو النائب غازي زعيتر. 

ويعقد مجلس القضاء الأعلى اجتماعًا بعد ظهر الخميس للتباحث في التطورات القضائية الأخيرة.

ورغم إصدار عويدات منع سفر بحق الموقوفين الذين أخلى سبيلهم، إلا أنّ أحدهم ويدعى زياد العوف، وهو لبناني أميركي شغل منصب رئيس مصلحة الأمن والسلامة في مرفأ بيروت، تمكّن من المغادرة إلى الولايات المتحدة.

وصرّح محامي العوف صخر الهاشم وكالة لفرانس برس الخميس قائلًا: "إن موكله وصل إلى الولايات المتحدة ولن يعود إلى لبنان"، موضحًا أن ترحيله "جاء بقرار أميركي، وقد غادر قبل تعميم قرار منع السفر الصادر بحقه على جهاز الأمن العام". 

المصادر:
العربي- وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close