Skip to main content

استئناف المحادثات النووية الإيرانية.. هل تكون الجولة الأخيرة والحاسمة؟

السبت 12 يونيو 2021
قال كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا عباس عراقجي إن أحدًا لا يمكنه الجزم ما إذا كانت هذه الجولة ستكون الأخيرة

استؤنفت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، اليوم السبت في فيينا، بينما يأمل المفاوضون أن تكون الأخيرة.

وأكد الاتحاد الأوروبي، في بيان، أن المشاركين في هذه الجولة سيُواصلون مباحثاتهم المكثّفة بهدف عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الموقّع مع إيران عام 2015، وامتثال كل الأطراف لالتزاماتها.

وبينما دعت ألمانيا إلى إبداء مرونة في المحادثات، أفاد المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف بأنه "لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الجولة هي الأخيرة، لكن كل المفاوضين يأملون ذلك".

وبدأت الجولة السادسة من المحادثات كالمعتاد باجتماع الأطراف المتبقية في الاتفاق وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في قبو فندق فاخر، بينما يُقيم الوفد الأميركي المُشارك في المحادثات في فندق على الجانب الآخر من الشارع، نظرًا لرفض إيران عقد اجتماعات مباشرة.

قضايا عالقة

وتوقّع مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي للمحادثات إنريكي مورا التوصّل لاتفاق خلال هذه الجولة من المحادثات. لكن مبعوثين آخرين أبدوا قدرًا أكبر من الحذر وقالوا إن الكثير من القضايا الصعبة لم تُحل بعد.

وقال متحدث من الاتحاد الأوروبي في بيان للصحفيين: "نحن نحرز تقدمًا، لكن المفاوضات محتدمة وهناك عدد من القضايا ما زالت عالقة بما في ذلك كيفية تنفيذ الخطوات" التي يتمّ الاتفاق عليها، مضيفًا أن الهدف يتمثّل في "إيجاد سبل تتيح التوصّل لاتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة".

بدوره، قال كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا عباس عراقجي إن ثمة قضايا أساسية ما زالت عالقة، و"لا أحد يمكنه الجزم ما إذا كانت هذه الجولة ستكون الأخيرة".

وأشار المبعوث الصيني للمحادثات إلى أن العقوبات الأميركية هي "النقطة الرئيسية المستعصية على الحل".

من جهته، قال السفير الصيني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وانغ تشون للصحفيين: "رسالتنا لهم (الولايات المتحدة) هي أن عليهم الكفّ عن التردّد بالتحرّك نحو اتخاذ قرار حاسم برفع العقوبات".

وفيما يتعلّق بالخطوات التي يتعيّن على إيران اتخاذها للعودة إلى الامتثال للاتفاق، قال وانغ: "إلى حد بعيد.. تمّ إنجاز القضايا الرئيسية من حيث المبدأ على الرغم من أن هناك بعض الأمور ما زالت عالقة".

ألمانيا تدعو للمرونة

من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي لا يشارك في المفاوضات، جميع الأطراف إلى إبداء المرونة في المحادثات.

وقال لوكالة رويترز: "الأمر يتعلق بالمرونة والبراغماتية من جميع الأطراف المشاركة، لأن التسويف ليس في مصلحة أحد".

وشهد الملف النووي تطوّرات متسارعة خلال اليومين الماضيين، مع بدء العدّ العكسي للانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وكانت الإدارة الأميركية رفعت، الخميس الماضي، العقوبات عن عدد من الشخصيات والكيانات الإيرانية "بعد عملية تقنية بحتة ومراجعة دورية" أجرتها وزارة الخارجية، بعد تلقيها التماسات بهذا الشأن.

وجاءت الخطوة الأميركية بعد ساعات من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ الولايات المتحدة مضطرة إلى رفع العقوبات عن بلاده، موضحًا أن حكومته تمكّنت من رفع العقوبات عن إيران عام 2015، وستتمكن من رفعها هذه المرّة أيضًا.

ومنذ مطلع أبريل/ نيسان 2021، تستضيف العاصمة النمساوية اجتماعات اللجنة المشتركة حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، من أجل تحقيق عودة الولايات المتحدة إلى الالتزام بالاتفاق النووي، ورفع العقوبات الأميركية عن إيران، وإحياء الاتفاق النووي بالكامل، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منه بعد ثلاث سنوات من إبرامه.

ويفرض الاتفاق، المعروف رسميًا بخطة العمل الشاملة المشتركة، قيودًا صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية بهدف تمديد الوقت الذي تحتاجه طهران للحصول على مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي، إذا اختارت ذلك، إلى عام على الأقل بدلًا من شهر أو شهرين.

وتنفي إيران باستمرار سعيها للحصول على أسلحة نووية وتقول إن أهدافها سلمية محضة.

المصادر:
العربي، رويترز
شارك القصة