الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

استخدام اليد اليسرى.. دراسة تكشف سببًا يفسر هذا الاختلاف

استخدام اليد اليسرى.. دراسة تكشف سببًا يفسر هذا الاختلاف

Changed

جين مشارك في تحديد شكل الخلية يفسر سبب استخدام اليد اليسرى - غيتي
جين مشارك في تحديد شكل الخلية يفسر سبب استخدام اليد اليسرى - غيتي
أُثبت أن بإمكان طفرات جينية لدى عدد قليل من الأشخاص، تحديد الجينات الدالة على آليات تطور عدم تناظر الدماغ لدى جميع البشر. 

ألقت دراسة جديدة الضوء على مكون وراثي مسؤول عن استخدام بعض الأشخاص اليد اليسرى، حيث حدد الباحثون طفرات نادرة من جين له دور في تحديد شكل الخلايا، ووجدوا أنها أكثر شيوعًا بنحو 2.7 مرة عند الذين يستخدمون اليد اليسرى.

ويتقاسم نحو 10% من البشر في العالم فقط سمة عُسْر، في حين يستخدم غالبية الناس حول العالم يدهم اليمنى.

ومن بين مشاهير العالم الذين يستخدمون يدهم اليسرى: ليدي غاغا، وباراك أوباما، وبيل غيتس، وبول مكارتني، وجاستن بيبر، وجيمي هندريكس، وجودي غارلاند، وديفيد بوي.

دور تناظر الدماغ في استخدام اليد اليسرى

ووفق الدراسة الجديدة، لا تمثل هذه الطفرات الجينية التي حددها الباحثون سوى جزء صغير لا يتخطى 0.1%، من الأسباب المسؤولة عن استخدام اليد اليسرى.

لكن العلماء أوضحوا أن الدراسة التي نشرت مؤخرًا في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" تظهر أن هذا الجين المسمى "تي يو بي بي 4 بي"، قد يلعب دورًا في تطور ما يُعرف بعدم تناظر الدماغ، وهو الأمر المسؤول عن تحديد اليد المهيمنة.

فيكون لشطري الدماغ عند معظم البشر تركيب تشريحي متباين قليلًا، وهما مسؤولان عن وظائف مختلفة.

ويشرح كلايد فرانكس العالم المتخصص في علم الأعصاب الحيوي بمعهد ماكس بلانك لعلم النفس اللغوي في هولندا، والمعد الرئيسي للدراسة أنه "على سبيل المثال، يهيمن الفص الأيسر من الدماغ على اللغة عند معظم البشر، بينما يتولى الفص الأيمن المهام التي تتطلب توجيه الاهتمام البصري إلى مكان ما".

وأضاف: "عند معظم الناس أيضًا، يتحكم نصف الدماغ الأيسر في اليد اليمنى المهيمنة. وتعبر الألياف العصبية ذات الصلة من اليسار إلى اليمين في الجزء السفلي من الدماغ. ولدى الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى، يتحكم النصف الأيمن في اليد المسيطرة.. والسؤال هنا هو ما الذي يجعل عدم تناظر الدماغ يتطور بشكل مختلف عند مستخدمي اليد اليسرى؟".

ويوضح العالم المتخصص، أن الجين "تي يو بي بي 4 بي" يتحكم في بروتين يندمج في خيوط تسمى الأنابيب الدقيقة توفر البنية الداخلية للخلايا، وأن تحديد الطفرات النادرة في هذا الجين، والتي تكون أكثر شيوعًا في أصحاب اليد اليسرى، يشير إلى أن الأنابيب الدقيقة تشارك في تكوين عدم التناظر الطبيعي للدماغ.

في المقابل، على الرغم من أن نصفي الدماغ يبدأن التطور بشكل مختلف في الأجنة، ولكن تبقى آلية تطورهما غير واضحة.

وقد يكون تحديد اليد المهيمنة عند معظم الأشخاص نتيجة الصدفة، حيث كشف فرانكس "أن معظم حالات العُسر تحدث ببساطة نتيجة الاختلاف العشوائي في أثناء نمو دماغ الجنين، دون تأثيرات وراثية أو تأثر بالمجتمع المحيط". 

واستندت نتائج البحث الجديد إلى بيانات وراثية تغطي أكثر من 350 ألف شخص في منتصف العمر وكبار السن في بريطانيا، 11% منهم عُسْر.

التأثير الثقافي والنفسي

في السياق، ذكر فرانكس أن انتشار استخدام اليد اليسرى يختلف في أجزاء مختلفة من العالم، مع انخفاض المعدلات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وأميركا الشمالية.

وأضاف: "يعكس هذا على الأرجح قمع استخدام اليد اليسرى في بعض الثقافات، مما يجعل الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى يتحولون إلى استخدام اليمنى، وهو ما كان يحدث أيضًا في أوروبا وأميركا الشمالية".

فقد استخفت العديد من الثقافات على مر القرون بالعُسر، وحاولت إجبار مستخدمي اليد اليسرى على استخدام أيديهم اليمنى. 

من جهة ثانية، قد تفيد هذه النتائج الجديدة مجال الطب النفسي، حيث يؤكد الأطباء أنه في حين أن الغالبية العظمى من العُسر لا يعانون من مشكلات نفسية، إلا أن المصابين بالفصام هم أكثر عرضة بنحو الضعف لأن يستخدموا اليد اليسرى أو يجيدون استخدام كلتا اليدين، كما أن المصابين بالتوحد هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا.

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close