Skip to main content

استمرار المعارك في السودان.. هل تنجح المبادرات المحلية والدولية في وقف القتال؟

الإثنين 24 أبريل 2023

أعلن المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف أن هناك فرصة لإيقاف الحرب في السودان لوضع البلاد على الطريق الصحيح.

وخلال مبادرة أعلن عنها عبر تويتر، أشار خالد عمر يوسف إلى وجوب الجلوس حول طاولة تفاوض تضم العسكريين والمدنيين للوصول إلى حلول دائمة توقف النزاع المسلح وتعالج مسبباته وآثاره وتضمن السلام والحرية والتنمية والتداول السلمي للسلطة.

كما شدّد على أهمية تشكيل ما وصفه بأوسع جبهة مدنية تتصدى لمخططات النظام البائد وتناهض الحرب التي لن ينتصر فيها أحد، وفق قوله.

مبادرة سياسية من ثلاث خطوات

وتتضمن مبادرة العملية السياسة في السودان ثلاث خطوات هي إنجاح هدنة مستقرة لأغراض إنسانية، ثم التوقف الشامل والدائم لإطلاق النار ضمن آليات رقابة فعّالة، قبل الوصول إلى مرحلة التفاوض بين العسكر والمدنيين. 

وتأتي مبادرة المكون المدني هذه في ظل احتدام المعارك ودخولها الأسبوع الثاني وسط تحذيرات من كارثة إنسانية محققة في البلاد.

كما تأتي في ظل إخفاق الوسطاء من الخارج في إقناع طرفي النزاع ببلورة وقف دائم لإطلاق النار وإرساء هدنة ناجحة. 

مبادرة غامضة

واللافت في هذه المبادرة عدم تحديدها للمقصود بالقوى المدنية، التي ستتدخل في جهود وقف إطلاق النار والحوار مع العسكر.

فهل هي القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري فقط، أم تشمل القوى غير الموقعة عليه أيضًا.

كما أن أرضية الحوار التي دعت إليها المبادرة غير واضحة؛ فلم يُعرف إذا ما ستستند على مسودة الاتفاق السياسي النهائي الذي تم تأجيل التوقيع عليه مرتين قبل بدء الاقتتال، أم أنها ستبدأ من الصفر وتعيد البلاد إلى ما قبل خطوط الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي حين وُقع الاتفاق الإطاري. 

مبادرة تشمل القوى المدنية

في هذا السياق، يشير القيادي في حزب المؤتمر السوداني والعضو في قوى "الحرية والتغيير" إبراهيم حامد إلى أن التشكيك بالمبادرة المطروحة أمر طبيعي.

ويعتبر حامد، في حديث إلى "العربي" من فرنسا، أن هذه القوى لا ترغب في السلطة، لافتًا إلى أن "العالم تخلى عن السودانيين في ثورتهم".

ويرى حامد أن القوى المدنية المقصودة في المبادرة الأخيرة هي القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري، إضافة إلى تنظيمات لم توقع عليه، وكل الشخصيات المدنية في الداخل والخارج والنقابات والتجمعات النسائية، باستثناء نظام المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم في عهد عمر البشير) واشتقاقاته. 

كما يؤكد القيادي في حزب المؤتمر السوداني على وجود مبادرات خارجية، تزامنًا مع تحركات من المغتربين في الخارج.

دور محدود للولايات المتحدة

من جهتها، تعتبر السفيرة الأميركية السابقة سوزان بيج أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن يجب على طرفي النزاع الالتزام به.

وتوضح بيج، في حديث إلى "العربي" من ميشيغان، أنه "حتى الآن جرى السماح لدبلوماسيين أميركيين بالخروج من السودان، وأن الطرف الذي يسيطر على المطار هو الذي سمح بإجلاء آمن".

وتلفت بيج إلى أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكنها أن تفرض على أحد ما لا يود القيام به.

وترى أن طرفي النزاع يفقهان جيدًا الخطر الناجم عن استهداف دبلوماسيين من دول أجنبيةـ

توقف القتال مستبعد

بدوره، يستبعد مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات خالد حمادة فرضية توقف القتال في الوقت الحالي.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من بيروت: "إن تصوّر أن يتوقف القتال الآن، وإن كان مستبعدًا، لن يغيّر أي شيء لأن تداخل المجموعات العسكرية، يعني أن هناك محاولات من الطرفين للإمساك بنقاط القوة للدولة".

ويعتبر حمادة أن أي وقف لإطلاق النار لن يؤدي سوى إلى مجموعة كبيرة من خطوط التماس حول تلك النقاط الهامة، وبالتالي سيجدد القتال. 

كما يؤكد أنه لم تنضج لغاية الآن أي بنية تحتية لوقف القتال، فلم تصدر أي قرارات هامة على صعيد مجلس الأمن أو أي تحالف دولي وإقليمي.

المصادر:
العربي
شارك القصة