Skip to main content

وسط استمرار المعارك.. ما تأثير إجلاء الرعايا على مسار الصراع في السودان؟

الأحد 23 أبريل 2023

في اليوم الثامن تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط ارتفاع أعمدة الدخان من مطار الخرطوم، حيث لم يتغير مشهد الاقتتال ولم تطرأ أي اختلافات جوهرية عن الأيام الماضية.

وارتفعت المناشدات الدولية لوقف القتال، في وقت تبدو فيه الأوضاع الإنسانية متردية وكارثية، مع تواصل الاتهامات بين طرفي الصراع بكسر الهدنة.

وأمام ذلك، تتراكم مزيد من الهدن المنهارة، وآخرها هدنة الأيام الثلاثة التي كان من المفترض أن تكون هدنة عيد الفطر، وسط وساطات ما انفكت أطراف دولية تبذلها.

ويبدو أن المشهد ما يزال معقدًا على الرغم من عمليات إجلاء الرعايا الأجانب والتي بدت مؤشرًا على استمرار الصراع، في وقت أعلنت فيه دول غربية بدء عمليات الإجلاء لرعاياها.

بالمقابل، تبرز دعوات محلية بأن يبقى رعايا تلك الدول في السودان كي لا يتفرد أطراف الصراع بالمدنيين، حيث أوعز قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بتسهيل عمليات الإجلاء عقب تلقيه اتصالات من رؤساء عدد من الدول، في وقت أعلنت فيه قوات الدعم السريع على فتح جميع المطارات جزئيًا أمام حركة الملاحة الجوية لتحقيق هذه الغاية.

إلا أن واشنطن لم تكتف بالضمانات السودانية، فقررت إرسال طائرات عسكرية لإجلاء الرعايا ضمن قاعدتها في جيبوتي.

معركة كسر عظم

وفي هذا الإطار، قال الكاتب والباحث السياسي خالد باطرفي: إن "إجلاء الرعايا الأجانب من السودان يدل على خطورة الموقف هناك، حيث أن هذه العملية لا تحصل إلا في أسوأ الظروف، وبالتالي من الواضح أن المشهد العسكري والأمني في الخرطوم تدهور كثيرًا".

وأضاف باطرفي في حديث لـ"العربي" من جدة، أنه "في ظل الضبابية في المشهد هناك خوف من انقطاع وسائل الاتصالات والخدمات الأخرى".

ولفت باطرفي إلى أن "الضمانات حتى لو قدمها طرفا الصراع فإنها غير مضمونة، في ظل ضعف التواصل بين قيادات الجيش وقوات الدعم السريع".

ومضى قائلًا: "إن السعودية التي هي ضمن اللجنة الرباعية حول السودان إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات، تعمل مع الجميع لإيجاد مخرج، وخاصة أن هناك دولًا لها تأثير أكبر على الأرض مثل مصر".

لا جهود للتسوية

بدوره، رأى الباحث في المجلس الأطلسي ونائب وزير الأمن الداخلي الأميركي سابقًا توماس واريك أن "الطرفين في السودان لا يبديان أي جهود للتسوية السلمية".

وأشار واريك، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن "الدول الغربية والعربية رأت أن إجلاء الرعايا هو الأنسب في هذا التوقيت خشية من تدهور الأوضاع".

واعتبر واريك أنه "لن يكون هناك تدخل من الولايات المتحدة عسكريًا، لذلك فإن الطائرات التي وصلت جيبوتي هي لإجلاء الرعايا فقط".

وذهب واريك للقول: "لن يكون هناك حل دبلوماسي في السودان، خصوصًا وأن الصراع قائم بين شخصين على السلطة".

ضغط دولي

من جهتها، اعتبرت الكاتبة وعضو المكتب التنفيذي لتجمع السودانيين في الخارج شادية عبد المنعم أن "إجلاء الرعايا الأجانب في هذا الوقت هو خطوة تجر السودانيين للمزيد من الخطر".

وأضافت عبد المنعم في حديث لـ"العربي" من برلين، أن "عمليات الإجلاء من دون التوصل لوقف إطلاق النار يشير إلى تزايد الصدام ورفع وتيرة الحرب".

واستدركت عبد المنعم قائلة: "إن الدول الكبرى لم تستنفد أوراقها في الضغط، لذلك فإن هندسة المشاريع السياسية للبلاد هو من قاد لهذا الوضع".

ومضت قائلة: "يمكن للمجتمع الدولي أن يصدر قرارًا بأن أيًا من طرفي الصراع حتى لو انتصر في هذه الحرب لن يأخذ فرصة في الحكم".

المصادر:
العربي
شارك القصة