الخميس 2 مايو / مايو 2024

استهداف فريق العربي بكييف.. اشتداد المعارك في عاشر أيام الهجوم الروسي

استهداف فريق العربي بكييف.. اشتداد المعارك في عاشر أيام الهجوم الروسي

Changed

تقرير لـ"العربي" حول تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا في يومها العاشر (غيتي)
تعرض مراسل "العربي" عدنان جان والمصور حبيب ديمرجي إلى إطلاق نار مباشر من قبل القوات الروسية التي كانت تتقدم في إربين شمال العاصمة الأوكرانية.

استأنف الجيش الروسي مهاجمة مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية السبت، وواصل التقدم في أماكن أخرى في أوكرانيا، مع استمرار القتال العنيف حول العاصمة كييف، في حين أعرب صندوق النقد الدولي عن قلقه من التداعيات الاقتصادية "المدمرة" لتصعيد النزاع.

وشهدت مدينة إربين شمالي العاصمة مواجهات عنيفة بين الجيشين الروسي والأوكراني، حيث تم استهداف فريق "العربي" بإطلاق نار مباشر.

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه "نظرًا لغياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار، استؤنفت العمليات العسكرية عند الساعة 18,00 بتوقيت موسكو".

وكان الأوكرانيون قد أرجؤوا قبل ذلك بساعات إجلاء المدنيين من ماريوبول المطلة على البحر الأسود ومدينة أخرى محاصرة، وبرروا ذلك بانتهاك القوات الروسية وقف إطلاق النار.

نتيجة لاستمرار القتال في أوكرانيا، تفاقمت الأزمة الإنسانية مع بلوغ عدد اللاجئين إلى خارج البلاد 1,37 مليون شخص منذ بدء الغزو في 24 فبراير/ شباط، وفق أحدث إحصائيات الأمم المتحدة.

استهداف فريق "العربي"

وتعرض فريق التلفزيون "العربي" المكون من الزميل عدنان جان والمصور حبيب ديمرجي لإطلاق نار مباشر من قبل القوات الروسية التي كانت تتقدم في منطقة إربين شمال العاصمة الأوكرانية كييف.

وأكد الزميل عدنان أنه عالق، مع المصور ديمرجي، في منطقة بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، حيث تدور اشتباكات عنيفة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأضاف الزميل عدنان أنهما رفعا الراية البيضاء على السيارة التي كانت تقل الفريق، لإظهار أنهما فريق صحافي، إلا أنهما تعرضا لإطلاق نار مباشر من قبل القوات الروسية التي تحاول التقدم في منطقة إربين.

وأوضح المراسل أنه يحتمي مع المصور، في بيت إحدى العائلات الأوكرانية التي سمحت لهما بالاختباء، بعد التأكد من أنهما صحافيان.

مراسل "العربي" عدنان جان والمصور حبيب ديمرجي
مراسل "العربي" عدنان جان والمصور حبيب ديمرجي

الإجلاء في ماريوبول

في جنوب شرق أوكرانيا، ستكون السيطرة على مدينة ماريوبول التي قصفها الروس وحلفاؤهم لعدة أيام، نقطة تحول مهمة في اليوم العاشر من الغزو، بينما تستعد موسكو وكييف لجلسة تفاوض ثالثة الإثنين.

وستؤدي السيطرة على المدينة إلى التحام القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي استولت مؤخرًا على بيرديانسك وخيرسون، والقوات الانفصالية والروسية في دونباس وتوحيد هذه القوات للتحرك شمالًا.

وسيسمح ذلك للجيش الروسي بتشديد الضغط العسكري على وسط أوكرانيا وشمالها حيث يحتدم القتال، لا سيما في كييف وخاركيف.

وأعلنت بلدية ماريوبول إرجاء إجلاء المدنيين "لأسباب أمنية" لأن الروس "يواصلون قصف ماريوبول ومحيطها".

من جهتها، أكدت موسكو أنها احترمت وقف إطلاق النار واتهمت "القوميين" الأوكرانيين بمنع المدنيين من مغادرة المدن المحاصرة مثل ماريوبول واستغلال الهدنة لتعزيز دفاعاتهم.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت إن "المشاهد اليوم في ماريوبول وفي مدن أخرى مفجعة".

الوضع في كييف

ويأتي حصار ماريوبول مع اقتراب القوات الروسية من كييف في مواجهة مقاومة شديدة في بعض الأحيان وقصف طال مباني سكنية لا سيما في تشيرنيغوف على بعد 150 كيلومترًا شمال العاصمة، حيث قتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة.

وأقر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في منشور على فيسبوك صباح السبت، بأن الروس تقدموا في اتجاهات عدة، لكنه أكد أنهم لا يسيطرون إلا على "جزء صغير" من أراضي البلاد وأن المقاتلين الأوكرانيين "يتصدون لهم".

واتهم موسكو بتغيير تكتيكها واستهداف المدنيين بعدما واجهت مقاومة أوكرانية عنيدة قال إنها تقوض الخطط الروسية لغزو مدن كبرى وإطاحة حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي بسرعة.

وواصل الرئيس الأوكراني تحدي موسكو وأعلن السبت أن القوات الأوكرانية شنّت هجومًا مضادًا حول خاركيف ثاني مدن البلاد التي شهدت بعض أعنف عمليات القصف منذ بداية الحرب.

وواصل الجيش الروسي قصف المنطقة المحيطة بكييف في الشمال الغربي والشرق على وجه الخصوص.

تحذير جديد من بوتين

وستعقد جولة ثالثة من المفاوضات مع الروس الإثنين، بحسب المسؤولين الأوكرانيين.

لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة جدًا، فقد حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن الحوار مع كييف لن يكون ممكنًا إلا إذا تم قبول "كل المطالب الروسية" بما في ذلك ضمان وضع أوكرانيا  كدولة "محايدة وغير نووية" و"إلزامها بنزع سلاحها".

وأشار بوتين السبت إلى أن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفًا في النزاع، وأكد من جهة ثانية أن بلاده لا تعتزم فرض الأحكام العرفية.

وانتقد الرئيس الأوكراني حلف شمال الأطلسي بشدة لرفضه فرض منطقة حظر طيران، معتبرًا أنه "أعطى الضوء الأخضر لمواصلة قصف مدن وقرى أوكرانية".

واعتبر وزير الخارجية الأوكراني السبت أن قرار الحلف "مؤشر ضعف".

وبرر رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي السبت قرار الحلف قائلًا: إنه "إذا تمّ الإعلان عن منطقة حظر جوي، فسيتعيّن على شخص ما فرضها، وسيتوجب علينا إذًا أن نذهب ونحارب القوات الجوية الروسية بفاعلية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close