Skip to main content

اصطفاف وتمييز.. تغطية الإعلام الغربي للحرب في أوكرانيا تواجه انتقادات

السبت 26 مارس 2022

سدّدت المدن الأوكرانية عبر ما شهدته من دمار ثمنًا مقابل حرب أثمانها كثيرة، وقد تكون الحقيقة أيضًا أحد ضحاياها.

ففيما كان الأوكرانيون يطلون على خسائرهم من بين الحطام، كان الإعلام الغربي يطلّ من زوايا أخرى على حرب تخاض هذه المرة على أرض الأوروبيين، وعلى صراع يُستدعى فيه التاريخ بأحقاده، ولا تتحرك فيه السياسة على حدود الجغرافيا فقط، بل على ذبذبات الأصوات التي تنقل وقائع الحرب.

فقد ذكرت المعارك صحافيين غربيين بانتماءاتهم وماضيهم وهوياتهم؛ فإحداهن أخبرت العالم بتأثر بالغ بأن ما يحصل هو في أوروبا لا في دول نامية، وعلى الشاكلة نفسها فعل صحافي في قناة فرنسية. 

بذلك، لم تكن الحرب في أوكرانيا تشطر وبقوة العالم إلى معسكرين فقط، بل يظهر فيها الصحافيون الغربيون في لبوس بدا غير معتاد، وهم يصرّون على التمييز بين هم ـ أي الغرباء والأعداء ـ ونحن أي الديمقراطيات المهددة.

وفيما ذهبت شاشة إلى تصوير موسكو على أنها الخطر الداهم على الديمقراطية، تنقل وجهة النظر هذه على أنها حقيقة، وعليه لا تسرد الوقائع فقط، بل بجرعة من مشاعر قومية ووطنية.

وقد قاد هذه الاندفاعة أحد الصحافيين إلى نشر تغريدة، أجابت على سؤال: "أين تلقي زجاجة المولوتوف؟"، مقدمة دليلًا للمتطوعين الأوكرانيين يظهر نقاط الضعف في الدبابات والدروع الروسية.

لكن ألا يحتاج الإعلام في لحظة فارقة كهذه أن يصطف إلى جهة ما، حيث الضحايا الذين يُعتدى عليهم ويُقتلون؟ هل ينفع الحياد حين تستشعر كتلة جغرافية التهديد؟

يراقب كثيرون على مسافة بعيدة هذه الحرب كصراع شائك يصعب فيه الفصل في أصل النزاع والمنخرطين فيه، ويردد آخرون أنها لحظة استقطاب عالمي حاد صارت فيها الدعاية بديلًا عن الإعلام.

تمييز بين اللاجئين

وكانت الحرب في أوكرانيا قد أظهرت عنصرية من حيث التفريق بين اللاجئين، ففيما يواصل المدنيون الهرب عبر الممرات الإنسانية من مناطق القتال إلى الأمان في دول الجوار وإن كان مؤقتًا، تشرّع الأبواب في وجوههم ويستقبلون برحابة ويقدم لهم ما يزلمهم.

في الآن عينه، توصد الحدود في وجه من يشاطرهم الألم ذاته من دول أخرى، ويواجَهون بخراطيم المياه والعنف في بعض الحالات.

وكان بيان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتهم السلطات الدنماركية بالتمييز بين اللاجئين الأوكرانيين والسوريين، قد أكد أن الانحياز للإنسانية مبدأ لا نزاع عليه يطبق على الجميع من دون استثناء.

المصادر:
العربي
شارك القصة