بدّل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا جدول مختلف وسائل الإعلام في العالم، لتتركز التغطية الإعلامية بشكل شامل على الحرب بالدولة الواقعة في شرق أوروبا.
وسافر المراسلون لنقل الوقائع الإخبارية، واستضاف الإعلاميون في الأستوديوهات الضيوف والخبراء السياسيين، إلا أن المستغرب هنا فكان بث العديد من وسائل الإعلام الغربية آراء وصفت بالعنصرية للغاية، ولا سيما بحق الدول العربية.
فعلى سبيل المثال، قال موفد شبكة الـ"سي بي إس" الأميركية إلى كييف تشارلي داغاتا خلال رسالة إخبارية له يوم 26 فبراير/ شباط: "مع كل الاحترام، هذا ليس مكانًا مثل العراق أو أفغانستان حيث يدور صراع محتدم منذ عقود".
وأضاف المراسل: "كما تعلمون هذه مدينة حضارية نسبيًا وأوروبية نسبيًا".
ليعود كبير المراسلين الأجانب في المحطة ليعتذر للجمهور في اليوم التالي، على هذه التصريحات المسيئة، بعد أن زعم على الهواء أن الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنته بالحرب في العراق وأفغانستان لأن الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية أكثر "حضارة".
وتوجّه بالقول: "أريد توضيح شيء بخصوص ما قلته بالأمس في وصف الصراع هنا.. لقد تحدثت بطريقة مؤسفة وأريد الاعتذار".
وتمت مشاركة مقطع تعليقات داغاتا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تمت مشاهدة الفيديو أكثر من 1.5 مليون مرة وانهالت عليه وابل من التعليقات الساخطة المناهضة للعنصرية.
"هذه ليست #سوريا أو #العراق".. مشاهد وُصفت بـ"العنصرية" خلال التغطية الإعلامية الغربية للهجوم الروسي على #أوكرانيا pic.twitter.com/jju7GaAesz
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 27, 2022
لكن مراسل "سي بي إس" لم يكن الوحيد، فقد برزت في أوروبا أيضًا تصريحات شبيهة حيث قال فيليب كورب أحد المحللين على قناة "BFMTV" الفرنسية يوم الجمعة: "نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين".
وأردف: "نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا... لإنقاذ حياتهم". بينما أردف معلق آخر على القناة: "نحن في القرن الحادي والعشرين، ونحن في مدينة أوروبية، ولدينا نيران صواريخ كروز كما لو كنا في العراق أو أفغانستان، هل يمكنكم أن تتخيلوا؟".
كذلك، أثار النائب العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفارليدزي، جدلًا كبيرًا خلال مداخلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث قال: "الأوروبيون أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر يقتلون".
أما ميدانيًا، فقد أكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل نحو 4500 جندي روسي منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضدّ الأراضي الأوكرانية، في وقت يشير هذا الرقم إلى حدة المعارك والاشتباكات التي تدور بين الطرفين على عدّة جبهات منذ يوم الخميس الفائت شرقي البلاد ومحيط العاصمة كييف.