الأحد 12 مايو / مايو 2024

مفاوضات شائكة وميدان ملتهب.. تخوف من أزمة غذاء كبيرة في أوكرانيا

مفاوضات شائكة وميدان ملتهب.. تخوف من أزمة غذاء كبيرة في أوكرانيا

Changed

كاميرا "العربي" ترصد الأضرار التي خلفها القصف الروسي جنوبي كييف (الصورة: غيتي)
يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا في يومه الثلاثين. وفيما أقرّت روسيا بمقتل 1351 من جنودها، كشف جيشها أنه سيركز من الآن فصاعدًا على "تحرير" شرق أوكرانيا.

يوم آخر يُضاف إلى عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا، اشتدت فيه حدّة المعارك والمواقف إزاء الحرب المستعرة.

لا خارطة نهائية لمواقع سيطرة القوات الروسية على الأرض، وسط الحديث عن هجمات مضادة ينفذها الجيش الأوكراني، وتمكنه من استرداد عدّة بلدات. 

غير أن الروس تمكنوا من رسم خط واضح لموطئهم، يشمل "كل الأراضي الممتدة من دونيتسك وصولًا إلى شبه جزيرة القرم" باعتراف هيئة الأركان العامة في أوكرانيا التي اعترفت بهذه الخسارة، وفق مراسل "العربي".   

في غضون ذلك، وبينما أقرّت روسيا بمقتل 1351 من جنودها منذ بدء الهجوم، كشف جيشها أنه سيركز من الآن فصاعدًا على "تحرير" شرق أوكرانيا، شارحًا أنه حقق الأهداف الأولية للعملية العسكرية، التي ينفذها منذ 24 فبراير/ شباط.

وعلى صعيد المفاوضات، أعلنت روسيا أن المحادثات مع أوكرانيا لم تحرز تقدمًا حول النقاط الرئيسة، في حين لفت وزير الخارجية الأوكراني إلى أن المفاوضات "بالغة الصعوبة".

الدفع بالروبل

من جهة أخرى، أفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شركة "غازبروم"، عملاق الطاقة الروسي، بقبول مدفوعات صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بالروبل، لافتًا إلى أنه يجب عليها تحديد كيفية تحويل المبيعات التي تُقدر بمليارات الدولارات إلى الروبل في غضون الأيام الأربعة المقبلة.

وكان نائب رئيس مجلس الأمن القومي والرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف قد أكد أنه من "الحماقة" الاعتقاد بأن العقوبات الغربية على الشركات الروسية يمكن أن يكون لها أي تأثير على حكومة موسكو، مشددًا على أن العقوبات لن تؤدي إلا إلى توحيد المجتمع الروسي، ولن تسبب استياء شعبيًا من السلطات.

بموازاة ذلك، أعلنت ألمانيا أنها ستخفض اعتمادها على موارد الطاقة الروسية بشكل حادّ وسريع، باستغنائها عن واردات الفحم بحلول الخريف وعن واردات النفط بحلول نهاية العام.

أما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد أعلنا تشكيل "فريق عمل" بهدف الحد من اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري الروسي.

وستحاول الولايات المتحدة من خلال هذه المبادرة، التي كشفها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، المساعدة في إمداد أوروبا بـ15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال هذا العام.

وبايدن كان قد وصل اليوم إلى مدينة زيسوف البولندية للاطلاع مباشرة على الجهود الدولية لمساعدة ملايين اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم، والحديث إلى القوات الأميركية التي تعزّز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وزار بايدن مدينة جيشوف، التي تبعد 80 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية، حيث حيّا "شجاعة" الشعب الأوكراني و"صموده"، مكررًا وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب".

ما جديد الميدان؟

بالعودة إلى التطورات الميدانية في اليوم الثلاثين من الحرب الأوكرانية، أفاد مراسل "العربي" بأنّ القوات الروسية تتقدم في محيط العاصمة كييف، وخصوصًا في المنطقة الشرقية، في مقابل تقدم للقوات الأوكرانية في المنطقة الشمالية الغربية، حيث تمكّنت من السيطرة على نحو 80% من مدينة إربين، التي شهدت معارك ضارية جدًا في الفترة الماضية.

كما تحدّث عن تعرض محيط كييف لقصف صاروخي روسي، استهدف هذه المرّة أحد مستودعات الوقود في منطقة فاسيلكوف جنوبي العاصمة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباري جديد، أن القوات الأوكرانية استرجعت بلدات ومواقع دفاعية على بعد 35 كلم شرق كييف، مشيرة إلى أن القوات الروسية تحاول محاصرة ميكولايف جنوبي أوكرانيا ثم التوجه نحو أوديسا.

من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول استئناف العمليات الهجومية على الجبهة الشمالية الشرقية. وأشارت إلى أنّ القوات الروسية تواصل حصار سومي وخاركيف، لافتة إلى أن بعض وحداتها انسحبت بعد تكبدها خسائر كبيرة في الأرواح.

بدورها، كشفت شرطة مدينة خاركيف أن قصفًا روسيًا أصاب عيادة كانت تعمل كمركز للمساعدات الإنسانية في المدينة، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى.

ولفت أوليكسي دانيلوف، أكبر مسؤول أمني في أوكرانيا، إلى أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على مدينة ماريوبول المحاصرة ولن يسلمها أحد.

وفي سياق متصل، قالت رئيسة فريق حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أوكرانيا ماتيلدا بوجنر، إن المراقبين تلقوا معلومات متزايدة عن مقابر جماعية في ماريوبول، بما في ذلك واحدة يبدو أنها تحتوي على 200 جثة.

وبشأن أوديسا، فقد أفاد مراسل "العربي" بأنّ صفارات الإنذار لا تزال تُسمَع من حين لآخر في المنطقة، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية شنّت خلال ليل أمس هجومًا على خيرسون في محاولة لاستعادتها.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة اليوم إن عشرات المسؤولين والصحافيين والنشطاء الأوكرانيين المعارضين للهجوم الروسي اعتُقلوا بشكل تعسفي أو فُقدوا، معتبرة أن بعض الحالات ترقى إلى مستوى "احتجاز الرهائن".

وأعلن "برنامج الأغذية العالمي" التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن 45% من سكان أوكرانيا قلقون من عدم العثور على ما يكفي من الغذاء جراء الحرب التي شنتها روسيا.

أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أعربت عن "قلقها" بعد أن حذّرت أوكرانيا من قصف القوات الروسية لبلدة يعيش فيها تقنيون يعملون في محطة تشيرنوبيل النووية.

وذكرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان أنّ أوكرانيا أبلغتها "بأنّ القوات الروسية تقصف نقاط تفتيش أوكرانية في مدينة سلافوتيتش، حيث يعيش العديد من العاملين في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية القريبة منها، ما قد يعرّضهم للخطر". 

إلغاء شرط الترخيص

من جهة أخرى، أفاد الموقع الإلكتروني للحكومة الأوكرانية بأن الحكومة ألغت اشتراط الحصول على تراخيص تصدير للذرة وزيت دوار الشمس لموسم 2021-2022.

وكانت أوكرانيا قد علقت صادراتها من بعض الحبوب ومن الملح والسكر واللحوم والماشية، في الوقت الذي تكافح فيه هجوم القوات العسكرية الروسية، وفرضت الحصول على تراخيص لتصدير القمح والذرة وزيت دوار الشمس.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close