الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

الأسلحة الكيميائية.. هل تستخدمها روسيا في أوكرانيا وكيف سيرد "الناتو"؟

الأسلحة الكيميائية.. هل تستخدمها روسيا في أوكرانيا وكيف سيرد "الناتو"؟

Changed

ناقش خليل جهشان، مدير مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من واشنطن، قدرة روسيا على استخدام أسلحة كيميائية في حربها على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
من غير المرجح أن يهاجم حلف شمال الأطلسي المواقع الكيميائية في روسيا مباشرة خوفًا من بدء حرب واسعة، لذلك فإن الرد العسكري سيكون مستحيلًا.

يُبدي القادة الغربيون قلقهم من أن فشل روسيا في تحقيق نصر سريع في هجومها على أوكرانيا يعني أنها قد تفكر في استخدام أسلحة كيميائية أو بيولوجية لتجنّب حرب مدن دموية.

فخلال قمة بروكسل الخميس، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن القادة الغربييّن يريدون الحفاظ على "القليل من الغموض" في أي رد.

بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سئل عمّا إذا كان حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيردّ بعمل عسكري إذا كانت روسيا ستستخدم الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا: "سنردّ إذا استخدمتها. ستعتمد طبيعة الاستجابة على طبيعة الاستخدام".

لكن عندما سئل عن الموضوع مرّة ثانية، كان بايدن أقل وضوحًا، إذ قال: "قد يؤدي إلى ردّ عيني. سنتخذ هذا القرار في ذلك الوقت".

وأوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه من الواضح من كلام بايدن أن "الرد العيني" كان المقصود به أن يكون رد فعل مدروس، وأن المناقشات الجادة لن تتمّ إلا بعد حصول هجوم بالأسلحة الكيميائية.

هل تستخدم روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا؟

روسيا هي واحدة من 193 دولة وقّعت على معاهدة دولية تحظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتنفي موسكو امتلاك أو استخدام مثل هذه الأسلحة.

ومع ذلك، استخدم عملاء روس غاز الأعصاب القاتل "نوفيتشوك" (novichok)، في مدينة ساليسبري في بريطانيا عام 2018، مما أسفر عن مقتل امرأة. كما استخدمته موسكو في محاولة تسميم المعارض أليكسي نافالني في أغسطس/ آب 2020.

كما يعتقد الصحافيون الاستقصائيون أن روسيا تحتفظ ببرنامج سري للأسلحة الكيميائية.

كيف سيكون رد "الناتو"؟

قال مسؤول إداري رفيع المستوى لوكالة "اسوشييتد برس" إن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدأ جهوده بعد أيام من الهجوم الروسي على أوكرانيا من خلال "فريق النمر"، ومجموعة إستراتيجية ثانية تعمل على مراجعة طويلة المدى لأي تحول جيوسياسي طارئ.

ويُجري الفريقان تخطيطًا للطوارئ لسيناريوهات تشمل احتمال استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية، واستهداف قوافل الأمن الأميركية في المنطقة، وتعطيل سلاسل الإمداد الغذائي العالمية، وأزمة اللاجئين المتزايدة.

ويعتمد رد "الناتو" على شكل الهجوم، حيث قال خبير الأسلحة الكيميائية هاميش دي بريتون جوردون إن هناك نوعين محتملين من الهجمات الكيميائية، الأول: هجوم بالكلور أو الأمونيا، وستحاول موسكو الادعاء بأنه حادث صناعي. والثاني: استخدام أسلحة كيميائية مصممة خصيصًا للقتل مثل غاز السارين أو "نوفيتشوك"، والذي استخدمه النظام السوري عام 2017.

وأضاف جوردون: "في الحالة الأولى، لست متأكدًا من أنه سيكون هناك رد فعل عسكري من الناتو، فالحلفاء سيرغبون على الأرجح في تزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر وأفضل واستخبارات إضافية إذا استطاعوا".

وقال: "إذا استخدمت روسيا غازات مصممة للقتل، فمن المرجح أن يرد الناتو عسكريًا كما فعلوا في سوريا".

وشنّت الولايات المتحدة ضربات ضد النظام السوري عامي 2017 و2018 بعد استخدام غاز السارين في استهداف المدنيين.

لكن الصحيفة أشارت إلى أنه من غير المرجح أن يهاجم "الناتو" المواقع الكيميائية في روسيا مباشرة خوفًا من بدء حرب واسعة، والتي يؤكد قادة الحلف على ضرورة تجنّبها، لذلك فإن الرد العسكري سيكون مستحيلًا.

هل هناك بدائل غير عسكرية؟

أوضحت صحيفة "الغارديان" أنه يمكن للدول الغربية أن ترد من خلال تكثيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بالإضافة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو، التي قد تشمل فرض عقوبات ضد البنوك الروسية الأخرى، وحظرًا كاملًا من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على واردات النفط والغاز، على الرغم من أن هذا سيكون، بالنسبة لبعض البلدان، قرارًا اقتصاديًا يصعب اتخاذه.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close