أعلنت السلطات الأميركية تعليق مهام ثلاثة من عناصر الشرطة، بعد نشر مقاطع على الإنترنت تظهرهم وهم يضربون بعنف رجلًا أثناء اعتقاله في ولاية أركنسو.
وأظهر المقطع المصور، الذي أثار غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر الشرطة وهم يثبتون رجلًا أبيض على الأرض، ويقومون بلكمه بقوة على رأسه وركله على ركبتيه وضرب وجهه بالأرض.
ويقول شخص لا يظهر في اللقطات: "إنه أمر خطير". وعندما حاول مارة التحدث إلى عناصر الشرطة أمرهم أحدهم بالابتعاد.
"شعرت بصدمة واشمئزاز"
وتتصدر مقاطع فيديو تُظهر عنف الشرطة غالبًا ضد أميركيين من أصول إفريقية، عناوين الصحف في الولايات المتحدة، حيث لا تزال حادثة مقتل جورج فلويد تحت ركبة شرطي في مايو/ أيار 2020، راسخة في الأذهان.
A man was accused of making threats at an Arkansas convenience store and allegedly attacked a deputy. Rather than deescalating the situation, officers chose further violence — brutally punching & kneeing the man. These officers have rightly been suspended for excessive force! pic.twitter.com/a9AS2eJg0I
— Ben Crump (@AttorneyCrump) August 22, 2022
وقال غاري باكستر رئيس بلدية مدينة مولبيري، التي صُور فيها الفيديو في بيان مساء أمس الأحد: "على غرار كثيرين منكم شعرت بصدمة واشمئزاز لما رأيته"، معلنًا أن أحد العناصر وُضع في "إجازة إدارية" بانتظار نتائج التحقيق.
كما تم تعليق مهام الشرطيين الآخرين، اللذين يعملان في مقاطعة كروفورد، ووعد المسؤول فيها بأنه سيتخذ "الإجراءات المناسبة".
تحقيق "حول استخدام القوة"
ووقعت عملية الاعتقال العنيفة الأحد قرابة الساعة 10:40 (15:40 ت غ) أمام متجر للمواد الغذائية، وفقًا لشرطة ولاية أركنسو، التي فتحت تحقيقًا حول "استخدام القوة" من قبل الشرطة.
ونُقل الموقوف ويُدعى راندال ورسستر (27 عامًا) إلى المستشفى قبل سجنه، بحسب المصدر نفسه. ووُجهت إليه عدة تهم منها رفض الانصياع لأوامر ومقاومة الاعتقال والاعتداء.
وقال جيمي دامانتي، قائد شرطة مقاطعة كروفورد، لقناة محلية إن المشتبه به متهم بتهديد عامل في محطة وقود اتصل بالشرطة.
وأضاف أن ورسستر كان متعاونًا في البداية، قبل أن يصبح عنيفًا، ويحاول مهاجمة عناصر الشرطة.
بدوره، أفاد الحاكم الجمهوري للولاية آسا هاتشينسون في تغريدة على تويتر، بأنه تحدث مع قائد شرطة الولاية وأنه سيتم "التحقيق في الوقائع وفقًا لأدلة الفيديو وبناء لطلب المدعي العام".
تبعات لأعمال العنف المميتة
وفيما تتسبب أعمال العنف التي تمارسها الشرطة في الولايات المتحدة بسقوط وفيات، أفادت دراسة أجرتها جامعة واشنطن ونُشرت في دورية "ذا لانسيت" الطبية البريطانية نهاية العام الماضي، بأن أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن أعمال عنف مارستها الشرطة الأميركية في الفترة من 1980 إلى 2018 ليست مدرجة في قاعدة البيانات الحكومية الرئيسة.
وقال الباحثون إنّ سجلات النظام الوطني للإحصاءات الحيوية في الولايات المتحدة أشارت إلى دور للعنف الشرطي في مقتل 13700 شخص خلال تلك الفترة.
غير أن الدراسة أظهرت أنه بالبحث في ثلاث قواعد بيانات غير حكومية مفتوحة المصدر، تبيّن أنها تقدّر أن العدد الحقيقي بلغ نحو 30800 شخص من الذين توفوا عن طريق العنف الشرطي.
وأكدت الدراسة أن تبعات أعمال العنف المميتة، التي تمارسها الشرطة الأميركية تشكل أزمة ملحة للصحة العامة في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن عمليات القتل على يد الشرطة تطال بدرجات متفاوتة أشخاصًا من أعراق بعينها؛ مما يشير إلى عنصرية ممنهجة تتبعها الشرطة.