الثلاثاء 8 أكتوبر / October 2024

اكتشاف طبقة منصهرة جديدة في باطن الأرض.. هل لها تأثير على الزلازل؟

اكتشاف طبقة منصهرة جديدة في باطن الأرض.. هل لها تأثير على الزلازل؟

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على الاكتشاف العلمي الجديد في باطن الأرض (الصورة: غيتي)
كان يعتقد أن الغلاف الموري صلب في مختلف أجزائه، لكن الاكتشاف الجديد يشير إلى أن الطبقة العليا التي كان يعتقد أنها صخور صلبة، يمكن أن تكون أكثر رخاوة.

اكتشف فريق بحثي يضم جيولوجيين من جامعات أميركية، طبقة خفية من الصخور المنصهرة شديدة الحرارة تحت القشرة الأرضية مباشرة تتجاوز حرارتها 1400 درجة مئوية، وفقًا لدراسة نشرت في دورية "نايتشر جيو ساينس".

ويؤكد الباحثون أن هذه الطبقة المنصهرة تقع على عمق ما يقرب من نحو 161 كيلومترًا تحت السطح وهي جزء مما يعرف بالغلاف الموري الذي يمتد من 100 إلى 200 كيلومتر تحت سطح الأرض، وهي الطبقة الأضعف في قشرة الأرض.

في السابق، كان يعتقد أن الغلاف الموري صلب في مختلف أجزائه مع وجود بعض السوائل هنا وهناك لجعله أكثر مرونة، لكن هذا الاكتشاف الجديد يشير إلى أن الطبقة العليا التي كان يعتقد أنها صخور صلبة، يمكن أن تكون أكثر رخاوة مما ظنّه العلماء.

وذهب بعض الباحثين إلى أن الغلاف الموري مهم أيضًا لحدوث حالات زحزحة القارات، إذ إنه يشكل حدًا مرنًا نسبيًا يسمح لقاعدة الصفائح التكتونية بالتحرك.

وقد تساعد هذه النتائج ربما، في فهم كيفية تحرك الصفائح التكتونية التي يتكون منها الغلاف الصخري للأرض.

ما هو هذا الاكتشاف؟

متابعةً لهذا الملف، يقول الأستاذ والباحث في الجوفيات وعلم الزلازل عطا إلياس، إن في داخل الأرض عالم كبير ما زال الإنسان يجهله، وإن أكثر ما يدركه عنه يأتيه من الهزات الأرضية والزلازل.

فالموجات الزلزالية هي الوحيدة التي تدخل في عمق الأرض وتسبرها بحسب إلياس، وبالتالي فإن التسجيلات الملتقطة خلالها هي التي تسمح للعلماء بفهم هذا المكان العميق الذي يصعب على البشر الوصول إليه، وهذا ما قام به الفريق البحثي الأميركي.

ويضيف في حديث إلى "العربي"، من بيروت: "بعد تحليل بيانات عدة مئات من المحطات الزلزالية المنتشرة على سطح الأرض، تمكن الفريق العلمي من تحديد منطقة تقع على عمق نحو 161 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وهذه المنطقة يبدو أنها ليست منصهرة بشكل كامل، بل هي مزيج بين صخور صلبة وصخور منصهرة".

ويذكّر الباحث في الجوفيات وعلم الزلازل في هذا الإطار، بأن داخل كوكب الأرض كله مؤلف من صخور صلبة ما عدا منطقة واحدة تعرف باسم النواة الخارجية، فهي المنطقة الوحيدة السائلة في باطن الأرض.

فما تبقى هو جامد بشكل كامل ما عدا أيضًا المنطقة التي تم تحديدها بشكل دقيق مؤخرًا، والتي تعد بدورها منطقة توجد فيها صخور صلبة جزء منها منصهر، وفق إلياس.

ما علاقة الحرارة بالزلازل والبراكين؟

وعن تأثير درجة الحرارة العالية التي اكتشفت في الطبقة المنصهرة مؤخرًا، يوضح الأستاذ والباحث في الجوفيات وعلم الزلازل أن في داخل الأرض حرارات مرتفعة أكثر من الـ 1400 درجة التي تطرق إليها البحث الأخير، بحيث قد تصل درجة الحرارة في مركز الأرض إلى أكثر من 7000 درجة مئوية.

والبراكين مصدرها هذه الحرارة، ما يعني أن معرفة أماكن وجود مجموعات من المادة حرارتها مرتفعة أكثر من غيرها، وسيلة أساسية لتفادي حصول الثورات البركانية.

إنما فيما يخص باقي الظواهر الطبيعية التي تأتي من باطن الأرض، فيشرح إلياس أن هذا الاكتشاف الجديد يؤكّد على وجود طبقة هي نوعًا ما لزجة وهي ما يسمح بحركة الصفائح على سطح الأرض، التي بدورها تسبب الهزات الأرضية، والزلازل، والبراكين وغيرها.

وعليه يعتقد الباحث في علم الزلازل أن هذا الاكتشاف الجديد هو "خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو فهمٍ أفضل لما يوجب في باطن كوكبنا.. لنتمكن فيما بعد من فهم هذه الظواهر والحد من تحوّلها إلى كوارث".

تابع القراءة
المصادر:
العربي