الإثنين 6 مايو / مايو 2024

الاحتلال يتعمد تدميرها.. إليكم أبرز المعالم الأثرية في قطاع غزة

دمر الاحتلال الإسرائيلي أجزاءً واسعة من مبنى قصر الباشا في حي الدرج شرقي مدينة غزة - الأناضول
دمر الاحتلال الإسرائيلي أجزاءً واسعة من مبنى قصر الباشا في حي الدرج شرقي مدينة غزة - الأناضول
الاحتلال يتعمد تدميرها.. إليكم أبرز المعالم الأثرية في قطاع غزة
الاحتلال يتعمد تدميرها.. إليكم أبرز المعالم الأثرية في قطاع غزة
الإثنين 19 فبراير 2024

شارك

حوّل الاحتلال الإسرائيلي يوميات الفلسطينيين في قطاع غزة، أو من نجا منهم، إلى مأساة غير مسبوقة.

لكنّ آثار قصفه لا تطال حاضرهم ومستقبلهم فحسب، بل تمتد أيضًا إلى ماضيهم من خلال تعمّد استهداف الموروث الثقافي وشواهد التاريخ والمعالم الحضارية التي توثق لواحدة من أقدم المدن في العالم، والتي خضعت لحكم الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيين والعهد الإسلامي.

المكتشَف من تلك المواقع الأثرية كان الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع منذ 17 عامًا، حيث حال دون توسيع دائرته من خلال إعاقة عمليات التنقيب، في حين وضعه ضمن دائرة أهدافه في اعتداءاته وحروبه على القطاع.

وقد تكرر الأمر نفسه مع العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي تنتهك فيه إسرائيل كل القوانين والمواثيق الدولية بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.

فبحسب المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان، تتعمد إسرائيل تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة في "استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني".​​

وبينما أظهرت الصور دمارًا كاملًا أو جزئيًا لحق بالعديد من المواقع الأثرية في غزة، ينتظر أن تنتهي الحرب وتنقشع سحب البارود والدخان ليتكشف مصير أخرى وسط مساحات الخراب، التي أحدثها قصف الاحتلال وآلياته.

في ما يأتي أبرز المواقع الأثرية في غزة:

  • مساجد غزة

تشتهر غزة، التي منحها العرب الكنعانيون هذا الاسم عند تأسيسها في الألف الثالث قبل الميلاد ثم تبدل اسمها مرات عدة في فترات لاحقة، بمساجدها.

أحدها مسجد السيد هاشم في حي الدرج بمدينة غزة، والذي ينسب اسمه إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد "ص"، الذي دفن في الحي بعد وفاته خلال رحلة تجارية في المنطقة.

أحد المساجد التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في قطاع غزة - رويترز
أحد المساجد التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في قطاع غزة - رويترز

ومن أشهر مساجد غزة أيضًا، المسجد العمري الذي يقع في وسط غزة القديمة وينسب اسمه إلى الخليفة عمر رضي الله عنه.

وقد عرف بفنائه الكبير وعواميده الرخامية المميزة، ومكتبته التي تحتوي على مخطوطات قديمة.

إلى ذلك، يعتبر مسجد ابن عثمان في حي الشجاعية من أكبر المساجد الأثرية بغزة. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بنى المسجد أحمد بن عثمان الذي وُلد في نابلس ثم نزل غزة، وأُنشئ على مراحل متعددة أثناء العصر المملوكي.

  • كنائس غزة

تعد كنيسة الروم الأرثوذكس في حي الزيتون أقدم الكنائس في غزة، وبُنيت على مراحل أقدمها في القرن الخامس الميلادي.

تمتاز الكنيسة، التي تضم قبر القديس برفيريوس الذي توفي عام 420، بعمارتها الفريدة وجدرانها الضخمة وأعمدتها الرخامية وتلك المصنوعة من الغرانيت.

وإلى جانبها، يضم قطاع غزة كنيسة العائلة المقدسة التابعة للطائفة الكاثوليكية، والتي تأسست في القرن التاسع عشر، والكنيسة المعمدانية التي تأسست في منتصف القرن الماضي في حي الزيتون بمدينة غزة.

  • المقامات والزاوية الأحمدية

تشتهر غزة بالعديد من المواقع الدينية والروحانية من بينها مقام الخضر وسط مدينة دير البلح، والذي يقع أسفله دير القديس هيلاريون الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.

وفي ما يخص الزاوية الأحمدية بحي الدرج، فقد أنشأها والي غزة في العهد المملوكي، وتتميز بتصميمها وقبابها الداخلية.

والمبنى الذي يعد واحدًا من أوجه الفن المعماري الإسلامي، يضم فراغين رئيسيين أولهما مخصص للصلاة على شكل مسدس الأضلاع، والثاني مؤلف من ثلاثة إيوانات تتوسطها نافورة رخامية، بالإضافة إلى العديد من الزخارف.

قلعة برقوق

كانت بُنيت على شكل مجمع حكومي كامل بجدرانها العالية ومبناها الذي يضم مسجدًا ونزلًا لاستقبال المسافرين وأبراج مراقبة.

والقلعة التي أنجز بناؤها بحسب "وفا" في العام 1387، اندثرت مبانيها الداخلية تدريجيًا بعد منتصف القرن الماضي، فيما بقيت إحدى البوابات والمئذنة وأجزاء من السور.

قصر الباشا

في ديسمبر الماضي، كشفت بلدية غزة أن الاحتلال الإسرائيليي دمر أجزاءً واسعة من مبنى قصر الباشا في حي الدرج شرقي مدينة غزة.

بحسب مراسل "العربي"، لا يُعرف بالتحديد تاريخ بناء القصر، لكن يقال إنه يعود إلى نهاية العهد المملوكي وبداية العهد العثماني.

وقد تعددت أسماؤه على فترات تاريخية مختلفة، إذ سمي بدار السعادة وبـ"نيابة غزة"، وكذلك بقصر آل رضوان، وأخيرًا بقصر الباشا، وهو الإسم المتعارف عليه حاليًا.

وكان القصر تحول في العام 2010 إلى متحف، يحوي عملات نقدية نادرة وأواني فخارية وتماثيل وأدوات قديمة، كتلك التي كانت تستخدم للزراعة أو الصناعة.

الخرب والتلال الأثرية

يضم قطاع غزة عددًا من التلال التي تحتوي على آثار قديمة من بينها تل المنطار في حي الشجاعية، وتل أم عامر جنوب معسكر النصيرات، وتل الرقيش على ساحل دير البلح، وتل الذهب في بيت لاهيا، وتل رفح.

ويندرج في هذا السياق أيضًا تل العجول الأثري، الذي يعتبر أحد أقدم المواقع الأثرية في قطاع غزة. ويقول الباحثون إن التنقيب على عمق أمتار قليلة سيكشف عن قطع أثرية تاريخية يصل عمرها إلى آلاف السنين.

وكان أيمن حسونة، أستاذ التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية، تحدث في إطلالة أرشيفية على شاشة "العربي" عن تقارير تدل على وجود مدينة كنعانية قديمة في المكان.

الأرضيات الفسيفسائية

تقع قرب ميناء غزة واكتشفت في العام 1966. وبحسب "وفا"، فإن رسومًا حيوانية وطيورًا وكتابات تزين تلك الأرضيات التي يرجع تاريخها إلى بداية القرن السادس الميلادي.

ويعني النص الكتابي التأسيسي باللغة اليونانية القديمة: "نحن تاجري الأخشاب ميناموس وأيزوس أبناء ايزيس المباركة أهدينا هذه الفسيفساء قربانًا لأقدس مكان من شهر لونوس من عام 569 الغزية/508/509م".

إلى ما تقدم يضم قطاع غزة الفلسطيني بيوتًا وحمامات أثرية ومقابر رومانية وأسواقًا قديمة منها سوق القيسارية، الذي تنشط فيه تجارة الذهب.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك

Close