الخميس 9 مايو / مايو 2024

البحر الأحمر على صفيح التصعيد.. هل نشهد مرحلة أخطر من التوتر؟

البحر الأحمر على صفيح التصعيد.. هل نشهد مرحلة أخطر من التوتر؟

Changed

استهدف الحوثيون السفينة " ترو كونفيدنس" بعد رفض طاقمها الاستجابة لرسائل تحذيرية
استهدف الحوثيون السفينة "ترو كونفيدنس" بعد رفض طاقمها الاستجابة لرسائل تحذيرية- رويترز
ما هي مسارات التصعيد بين الحوثيين وواشنطن وحلفائها؟ وما هي انعكاسات ذلك على أمن واستقرار  المنطقة وسلامة الملاحة عبر مضيق باب المندب؟

نحو مزيد من التصعيد، يتّجه الصدام بين جماعة الحوثي في اليمن وما يُعرف بتحالف "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة ضد هجمات الجماعة في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأجّجت نيران التصعيد حادثة مقتل ثلاثة من أفراد طاقم سفينة شحن، تقول القيادة المركزية الأميركية إنّها ليبيرية وترفع علم "بربادوس"، بعد استهدافها بصاروخ باليستي في خليج عدن.

وخلافًا لذلك، تقول جماعة الحوثي إنّ السفينة المستهدفة وتدعى" ترو كونفيدنس" أميركية، تمت مهاجمتها بعد رفض طاقمها الاستجابة لرسائل تحذيرية.

عقب الحادثة مباشرة، أعلن الجيش الأميركي شنّ ضربات جوية على طائرتين مسيرتين في منطقة يُسيطر عليها الحوثيون باليمن.

كما أفاد الإعلام الحوثي بشنّ الطيران الأميركي والبريطاني غارات على مطار الحديدة ومنطقة راس عيسى بمديرية الصليف.

ومرة أخرى، حمّل مسؤولون في جماعة الحوثي ما وصفوه بالاحتلالين الأميركي والبريطاني مسؤولية عسكرة منطقة البحر الأحمر، مجدّدين التأكيد على أنّ وقف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية والسفن الأخرى المتّجهة لإسرائيل مرهون بوقف العمليات العسكرية الأميركية في اليمن والعدوان الإسرائيلي على غزة.

مشهد ضبابي

وبين إصرار جماعة الحوثي على المضي قدمًا في هجماتها، وإصرار واشنطن وحلفائها على وقف الهجمات، يبدو المشهد ضبابيًا في منطقة لا ينقصها مزيد من التصعيد والتعقيد.

في سياق ذلك، لا تُخفي واشنطن رغبتها في احتواء التوتر عبر حلول سلمية تتمثّل في موافقة جماعة الحوثي على وقف هجماتها دون شروط.

ويحكم هذا التوجه الأميركي سببان أساسيان أحدهما معلن ويتمثّل في عدم الرغبة في خلق بؤر توتر جديدة، والثاني غير معلن، تحدثت عنه بعض وسائل الإعلام، فحواه صعوبة تدمير أسلحة الحوثيين الموجودة في مخازن محصنة، هذا فضلًا عن ضعف استخباراتي أميركي كبير في اليمن، وفقًا ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين أميركيين.

فما هي التداعيات المحتملة لمقتل أفراد من طاقم سفينة الشحن في خليج عدن؟ وما هي مسارات التصعيد بين جماعة الحوثي وواشنطن وحلفائها؟ وما هي انعكاسات ذلك على أمن واستقرار  المنطقة من جهة وسلامة الملاحة عبر مضيق باب المندب من جهة أخرى؟

واشنطن تحاول عسكرة البحر الأحمر

وفي هذا السياق، يوضح حزام الأسد عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين، أنّ استهداف السفينة يندرج في إطار مساندة الشعب الفلسطيني في غزة، لا سيما مع تعاظم المجازر وحملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بمشاركة وإسناد أميركي وبريطاني.

ويقول الأسد في حديث إلى "العربي" من صنعاء، إنّ الولايات المتحدة تحاول عسكرة البحر الأحمر لإيجاد بؤر صراع للتخفيف عن إسرائيل وحماية السفن الإسرائيلية، إضافة إلى تداعيات ذلك من عدوان غاشم وسافر على اليمن.

زيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة

بدوره، يشير جيرالد فايرستين السفير الأميركي السابق في اليمن، إلى أنّ مقتل المدنيين الأبرياء من طاقم السفينة، يزيد الضغوطات على الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة للردّ بشكل أعنف على هجمات الحوثيين.

ويقول فايرستين في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إنّ الضغط الأميركي البريطاني سيتزايد لحماية الشحن العالمي والممر الآمن عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

الحوثيون يصرّون على مواصلة الهجمات في ظل استمرار الحرب على غزة - غيتي
الحوثيون يصرّون على مواصلة الهجمات في ظل استمرار الحرب على غزة - غيتي

ويرجّح أنّ الولايات المتحدة ستزيد وجودها العسكري في المنطقة، وقد تكون أكثر فعالية في توقّع والحؤول دون وصول المعدات العسكرية للحوثيين، إضافة إلى استهداف مواقع الأسلحة بشكل أعنف.

الأمن في البحر الأحمر يتطلّب استقرارًا إقليميًا

من جهته، يرى حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، أنّ الولايات المتحدة لن تستسلم لهذه الهجمات، ولكنّ لديها قناعة بأنّ ما تقوم به جماعة الحوثي يأتي في سياق ما يقوم به محور المقاومة للتضامن مع غزة.

ويقول البراري في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إنّ الولايات المتحدة تُخفق في فهمها لما يجري في هذه المنطقة، على اعتبار أنّه يُمكن الفصل بين الملفات، لكنّ الملفات متشابكة والأمن في هذه المنطقة ليس أمنًا فرديًا بمعنى أنّه لدولة ما، بل جماعيًا بمعنى أنّ الأمن في البحر الأحمر يتطلّب استقرارًا إقليميًا.

ويضيف أنّ الدولة التي تعبث بالاستقرار الإقليمي هي إسرائيل، والدولة التي تدعم هذا العبث هي الولايات المتحدة التي تقدّم نوعًا من المشروعية لإسرائيل في تصرّفاتها في المنطقة، وكأن شعوب هذه المنطقة لا تتمتع بانتماءات قومية أو عربية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close