يطرح التحوّل الرقمي واستحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الإنسان اليومية في عصرنا هذا إشكالية دور التلفزيون وطبيعة الوظائف في المستقبل.
ويرى المتخصص في التحوّل الرقمي، عبد الرحيم عبد القادر، أن التلفزيونات لا بد أن تظل موجودة، لأن المادة التي تقدمها تمتاز بالجودة العالية.
ويقول في حديث إلى "العربي" من الرياض: "إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مكمّل للتلفزيونات وتساعد في انتشارها وفي الوصول إلى المادة الإعلامية بشكل أسرع".
ويؤكد على تغيّر طريقة مشاهدة الجمهور للتلفزيون. ويقول: "عندما أتابع التلفزيون العربي عبر منصة تويتر أحصل على جميع الأخبار التي أكون منشغلًا لحظة إذاعتها".
ما هي وظائف المستقبل؟
وحول وظائف المستقبل في ظل الواقع الجديد، يشرح عبد القادر بأن التحوّل الرقمي في العالم والبيانات الضخمة للشركات والدول أثار اهتمامًا حول وظائف المستقبل. فبحسب دراسة لمعهد "ماكنزي" فإن 41% من الوظائف الموجودة اليوم هي قابلة للأتمتة، حيث تحل الآلة مكان الإنسان في هذه الوظائف. ويضيف عبد القادر: "إن ذلك يتطلب استثمارًا في التقنية" للتوصل لتنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع.
كما يشير إلى دراسات تؤكد أن الوظائف التي سيمارسها الناس بعد 50 عامًا هي غير موجودة اليوم. ويذكر أن أهمها الوظائف الخاصة بتقنية المعلومات والبرمجة، لذا تسعى الدول للاستثمار في التعليم. يضاف إليها أيضًا وظائف الذكاء الصناعي. ويقول: "عبر البرمجة نطوّر موقعًا إلكترونيًا، ولكن عبر الذكاء الصناعي نجعله أكثر تفاعلًا".
استثمار متزايد في التكنولوجيا
وتستثمر الشركات بشكل متزايد في التكنولوجيا حيث يزداد استخدام الروبوتات في المخازن والمؤسسات الخاصة بالرعاية الطبيّة ولا سيما في ظل جائحة كورونا.
ويتحدث عبد القادر عن وظائف الطاقة البديلة بصفتها وظائف المستقبل بسبب قلّة الموارد غير المتجدّدة وأهمية الطاقة البديلة في التصدي لتحديات تغيّر المناخ.
كما ظهرت حاجة ماسة جدًا لمتمرسي القانون الدولي بسبب توسع التجارة حول العالم وما يرتبط بها من منازعات، بحسب عبد القادر.
ضرورة التعلّم الذاتي
وبحلول عام 2025 سيستغني العالم عن 72 مليون وظيفة، لكن سيتم استحداث 97 مليون وظيفة، بحسب دراسة لمؤتمر الاقتصاد العالمي.
ويتوجه عبد القادر برسالة للموظفين الذين يخافون من احتمالية فقدان وظائفهم بفعل التحوّلات الراهنة؛ أن يباشروا بتعليم أنفسهم عبر منصات يؤمن بعضها تطوير المهارات بشكل مجاني، ومنها منصة "فرحة" للتعلّم الذاتي، التي أطلقها عبد القادر لخدمة الشباب العربي.