وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى إسلام أباد اليوم الإثنين، في مستهل زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الباكستانية.
وتأتي الزيارة التي ستستمر حتى يوم الأربعاء، في وقت تسعى فيه الدولتان إلى إصلاح العلاقات بعد تبادلهما ضربات عسكرية غير مسبوقة هذا العام.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: "الرئيس الإيراني ترافقه زوجته ووفد رفيع المستوى"، مضيفة أن الوفد يضم أيضًا وزير الخارجية وأعضاء آخرين في الحكومة ومسؤولين كبار.
وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بإيران لاتخاذها موقفًا قويًا بشأن الوضع الإنساني في غزة ودعا إلى وقف فوري للأعمال القتالية هناك.
باكستان تشيد بموقف إيران نم غزة
وحث شريف، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي الدول الإسلامية إلى إبداء موقف موحد من أجل إنهاء الحرب على غزة.
وأغلقت السلطات طرقًا سريعة رئيسية في إسلام أباد في إطار الإجراءات الأمنية استعدادًا لوصول رئيسي. وأعلنت الحكومة عطلة رسمية في كراتشي.
وتمثل زيارة رئيسي خطوة رئيسية نحو تطبيع العلاقات مع إسلام أباد بعد التوترات الأخيرة.
وتبادل البلدان الضربات العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال يناير/ كانون لثاني من هذا العام على أهداف قال البلدان إنها تابعة لمسلحين.
ودعا وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني إلى تعاون أوثق في القضايا الأمنية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حينها، وعبّر عن استعداد إسلام أباد للعمل مع طهران في جميع القضايا.
إعادة تقارب بعد توترات أخيرة
وتحدث الوزيران بعد يوم من شن باكستان ضربات ضد ما قالت إنها أهداف لمسلحين في إيران ردًا على ضربات نفذتها طهران لاستهداف ما وصفته بقواعد لمسلحين في باكستان.
ولدى باكستان وإيران تاريخ طويل من العلاقات المتوترة على الرغم من إبرام الدولتين لعدد من الاتفاقيات التجارية. وتربط باكستان علاقات أوثق بشكل عام ومنذ فترة طويلة بالسعودية والولايات المتحدة.
اتفاقية الغاز
وأبرز اتفاق بين إيران وباكستان هو اتفاق إمدادات الغاز المعلق الذي تم توقيعه في 2010 لبناء خط أنابيب من حقل غاز جنوب فارس الإيراني إلى إقليمي بلوشستان والسند جنوب باكستان.
وعلى الرغم من حاجة باكستان الماسة للغاز، إلا أن إسلام أباد لم تبدأ بعد في بناء الجزء الخاص بها من خط الأنابيب، بسبب المخاوف من العقوبات الأميركية وهي مخاوف رفضتها طهران.
وقالت باكستان إنها ستسعى للحصول على إعفاءات من الولايات المتحدة، لكن واشنطن قالت إنها لا تدعم المشروع وحذرت من خطر الوقوع تحت طائلة العقوبات في التعامل مع طهران.
وبسبب احتمال فرض عقوبات على خرق عقد الاتفاق تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، أعطت باكستان مؤخرًا الضوء الأخضر لبناء خط الأنابيب بطول 80 كيلومترًا.
ويتصاعد التوتر أيضا في الشرق الأوسط بعد أن شنت إيران هجومًا غير مسبوق على إسرائيل قبل أسبوع ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق، وتعرض وسط إيران لما قالت مصادر إنه هجوم إسرائيلي يوم الجمعة.