أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أن الصاروخ الذي سقط في بولندا وأودى بحياة شخصين كان روسيًا.
وتأتي تصريحات زيلينسكي بعد ساعات على إعلان روسيا بأن صاروخًا أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني وراء انفجار وقع في بولندا أمس الثلاثاء.
كما أنها تأتي عقب تصريحات لأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الذي أفاد بأن نتائج التحقيق الأولية تظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا، أطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني ضد صاروخ كروز روسي.
وقال زيلينسكي في تصريحات متلفزة: "لا شك لدي بأنه ليس صاروخنا.. أعتقد أنه كان صاروخًا روسيًا، بناء على تقاريرنا العسكرية".
وشدد زيلينسكي على أن كييف لم تتسلم أي أدلة على أن الصاروخ أوكراني، مؤكدًا على ضرورة إشراك أوكرانيا في التحقيقات.
"أثر روسي" في انفجار بولندا
من جهته، قال أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، اليوم الأربعاء، أن أوكرانيا لديها أدلة على وجود "أثر روسي" في انفجار وقع بشرق بولندا، وتقول وارسو وحلف شمال الأطلسي إنه من المحتمل أن يكون ناجمًا عن صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وأضاف أن أوكرانيا تريد إجراء دراسة مشتركة لحادث أمس الثلاثاء مع شركائها والاطلاع على المعلومات التي وفرت الأساس لاستنتاجات حلفائها.
وكتب دانيلوف على صفحة المجلس الرسمية على فيسبوك أن كييف "منفتحة تمامًا على دراسة شاملة للوضع".
في ظل غياب الدلائل عن مصدر الصواريخ.. السلطات البولندية توجه أصابع الاتهام إلى #روسيا #بولندا تقرير: عبدالله بوزاري pic.twitter.com/y4mzMtfWfn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 16, 2022
من جهته، قال الرئيس البولندي أندريه دودا في مؤتمر صحافي عندما سُئل عن تعليق دانيلوف: "الإجراءات يتولاها خبراء بولنديون وأميركيون، وإذا سُمح لأي شخص بالمشاركة في هذه الإجراءات فسيحتاج على الأقل إلى موافقة الطرفين".
وردد دانيلوف ما قاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تحميل المسؤولية على "الإرهاب الصاروخي" الروسي. ولم يقدم دانيلوف تفاصيل بشأن الأدلة التي استشهد بها عندما أشار إلى "أثر روسي" وراء الحادث.
وقال دودا في وقت سابق إنه من "المحتمل جدًا" أن يكون الصاروخ قد أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني.
صاروخ موجه مضاد للطائرات
واليوم الأربعاء، قالت موسكو إنه لا صلة لها بالانفجار الذي أسفر عن مقتل شخصين. واتهم الكرملين بعض الدول الغربية، ولا سيما بولندا، بالرد "بشكل هستيري" على الحادث، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن أظهرا ضبط النفس.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "الصور التي نُشرت مساء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني في بولندا للحطام الذي عُثر عليه، حدده المختصون بصناعة الدفاع الروس بلا تردد بأنه مكونات صاروخ موجه مضاد للطائرات من نظام الدفاع الجوي إس-300 التابع للقوات الجوية الأوكرانية".
وأمس الثلاثاء، أعلن مسؤولون بولنديون وأميركيون، مقتل شخصين إثر سقوط صاروخيين روسيين طائشين داخل الحدود البولندية على مقربة من الحدود مع أوكرانيا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يتم توجيه أي ضربات ضد أهداف قرب الحدود الأوكرانية ـ البولندية.
واعتبرت الوزارة أن الحديث عن سقوط صواريخ روسية في بولندا يعد "استفزازًا متعمدًا بهدف التصعيد".
إقحام روسيا في مواجهة مباشرة مع الناتو
وفي حديث لـ"العربي"، اعتبر الباحث في الشأن الروسي ديمتري بريجع أن هناك محاولات لإقحام روسيا في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن التصعيد الذي نراه الآن يسبب أزمة كبيرة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من جهة وروسيا من جهة أخرى التي تنفي استهداف الأراضي البولندية".
واعتبر بريجع أن هناك محاولة لإقحام روسيا بتصعيد ضد حلف شمال الأطلسي في ظل انعقاد قمة مجموعة العشرين وربط استهداف بولندا بمخرجات القمة".
وفي سياق آخر، أعلنت الخارجية الروسية، الأربعاء، فرض عقوبات على 52 سياسيًا أيرلنديًا من بينهم رئيس الوزراء ونائبه بدعوى "شن حملة عدائية مناهضة لروسيا".
وأوردت الخارجية في بيان، أن أيرلندا تشن حملة عدائية مناهضة لروسيا بتعليمات من الاتحاد الأوروبي على حساب تقويض مصالحها الخاصة مع روسيا.
وتشمل قائمة العقوبات، بحسب البيان، رئيس الوزراء الأيرلندي ميخول مارتن، ونائبه ليو فارادكار، ورئيس مجلس دويل (مجلس النواب) شون أوفرجال، ووزير الخارجية ووزير الدفاع سيمون كوفيني، والمدعي العام هيلين ماكينتي، ووزير الخزانة باسكال دونوجيو، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء آخرين في مجلس النواب.
ويمنع السياسيون المدرجة أسماؤهم ضمن لائحة العقوبات من دخول أراضي روسيا.