السبت 4 مايو / مايو 2024

الهجوم على بولندا.. موسكو تتهم كييف والناتو يرجح إطلاقه من أوكرانيا

الهجوم على بولندا.. موسكو تتهم كييف والناتو يرجح إطلاقه من أوكرانيا

Changed

الباحث في الشأن الروسي ديمتري بريجع يتحدث لـ"العربي" عن خلفيات وتداعيات الانفجار الذي وقع في بولندا (الصورة: غيتي)
أكدت موسكو أنه لا صلة لها بالانفجار الذي أسفر عن مقتل شخصين في بولندا، واتهم الكرملين بعض الدول الغربية بالرد "بشكل هستيري".

أعلنت روسيا أن صاروخًا أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني وراء انفجار وقع في بولندا أمس الثلاثاء، وأن أقرب الضربات الروسية في أوكرانيا تبعد عن الحدود البولندية مسافة لا تقل عن 35 كيلومترًا.

وقالت موسكو اليوم الأربعاء إنه لا صلة لها بالانفجار الذي أسفر عن مقتل شخصين. واتهم الكرملين بعض الدول الغربية، ولا سيما بولندا، بالرد "بشكل هستيري" على الحادث، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن أظهرا ضبط النفس.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "الصور التي نُشرت مساء 15 نوفمبر/ تشرين الثاني في بولندا للحطام الذي عُثر عليه، حدده المختصون بصناعة الدفاع الروس بلا تردد بأنه مكونات صاروخ موجه مضاد للطائرات من نظام الدفاع الجوي إس-300 التابع للقوات الجوية الأوكرانية".

وأمس الثلاثاء، أعلن مسؤولون بولنديون وأميركيون، مقتل شخصين إثر سقوط صاروخيين روسيين طائشين داخل الحدود البولندية على مقربة من الحدود مع أوكرانيا، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يتم توجيه أي ضربات ضد أهداف قرب الحدود الأوكرانية ـ البولندية.

واعتبرت الوزارة أن الحديث عن سقوط صواريخ روسية في بولندا يعد "استفزازًا متعمدًا بهدف التصعيد".

"رد فعل مسعور"

من جهته، صرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن عدة دول أصدرت "بيانات لا أساس لها" عن ضلوع روسيا في الهجوم "دون أن يكون لديها (تلك الدول) أي فكرة عما جرى".

وأضاف بيسكوف للصحافيين: "رأينا رد فعل آخر هستيريًا مسعورًا في نطاق التخويف من روسيا، لم يكن قائمًا على أي بيانات حقيقية".

ومضى قائلًا: إنّ "رد فعل مسعورًا من هذا النوع يبين أنه ليست هناك حاجة على الإطلاق للركون إلى الصواب في بيانات (تصدرها تلك الدول) يمكن أن تصعد الوضع، بخاصة في مثل هذه اللحظات الحرجة".

وأردف بيسكوف أن بايدن أظهر "ضبط النفس" في تعليقه على الانفجار.

وفي أول تعليق له على الحادث قال بايدن إن التقديرات الأولية تُظهر أن من غير المرجح أن يكون الصاروخ أُطلق من روسيا.

وتابع بيسكوف: "مرة أخرى أريد أن أدعوكم إلى الانتباه إلى رد الفعل الأكثر انضباطًا من جانب الأميركيين، والذي تناقض مع رد الفعل الهستيري تمامًا من الجانب البولندي وعدد من الدول الأخرى".

وقال: "لماذا حدث ذلك؟ ربما يجب أن توجهوا أسئلة إلى وارسو وأن تطلبوا من المسؤولين البولنديين أن يكونوا أكثر انضباطًا وأكثر توازنًا ومهنية عندما يتحدثون عن مثل هذه الموضوعات الحساسة والتي يمكن أن تكون خطيرة".

وقال مصدر في حلف شمال الأطلسي إن بايدن أبلغ مجموعة السبع والشركاء في حلف شمال الأطلسي أن الانفجار في بولندا نجم عن صاروخ أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني.

وسُئل بيسكوف عما إذا كان مسؤولون من روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تبادلوا الحديث خلال الليل عبر خط طوارئ ساخن مخصص لمنع تصعيد نووي فقال إنه لا علم له بحدوث أي اتصالات.

وفي وقت سابق، قال رئيس بولندا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، إن بلاده ليس لديها دليل ملموس لتحدد من أطلق الصاروخ الذي أصاب منشأة حبوب بولندية على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها لم تستهدف كييف خلال الضربات الواسعة التي نفذتها أمس الثلاثاء. وخلافًا لذلك، أفادت رويترز في المدينة بوقوع ضربات صاروخية استهدفت مباني سكنية وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء المدينة أمس خلال بعض أعنف الهجمات منذ بدء الصراع قبل تسعة أشهر.

"أطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني"

وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، إن نتائج التحقيق الأولية تظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا أمس الثلاثاء، أطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني ضد صاروخ كروز روسي.

جاء ذلك في تصريحات صحافية، الأربعاء، عقب ترؤسه اجتماعًا طارئًا لسفراء دول الناتو، غداة سقوط صاروخ على الحدود البولندية الأوكرانية.

وأضاف أن التحقيقات مستمرة حول الحادثة، مؤكدًا ضرورة انتظار نتائجها.

وأشار إلى أن سقوط الصاروخ على الأراضي البولندية، جاء عقب موجة هجوم صاروخي واسعة من قبل روسيا ضد العديد من المناطق الأوكرانية.

وأوضح أنه لا توجد مؤشرات على أن الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية، هو "اعتداء متعمد".

وأفاد بأن النتائج الأولية تظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا أطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني ضد صاروخ كروز روسي.

وأكد ستولتنبرغ أن هذا الأمر "ليس خطأ أوكرانيًا"، مشددًا على مواصلة الناتو دعم كييف.

وفي حديث لـ"العربي"، اعتبر الباحث في الشأن الروسي ديمتري بريجع أن هناك محاولات لإقحام روسيا في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي.

وأضاف أن التصعيد الذي نراه الآن يسبب أزمة كبيرة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من جهة وروسيا من جهة أخرى التي تنفي استهداف الأراضي البولندية".

واعتبر بريجع أن هناك محاولة لإقحام روسيا بتصعيد ضد حلف شمال الأطلسي في ظل انعقاد قمة مجموعة العشرين وربط استهداف بولندا بمخرجات القمة". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close