تعمل شركات اللقاحات ضد فيروس كورونا على تصنيع الجيل الجديد من لقاحات كورونا الذي سينضمّ إلى قائمة متنوّعة من خيارات اللقاحات التي تجعل الناس يبحثون عن أفضل طريق للحماية.
وسمحت بريطانيا باستخدام جرعة معزّزة من لقاحات BA.1 "ثنائية التكافؤ"، إلى جانب الجيل الأول من لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال "mRNA"، تستهدف كلًا من الفيروس الأصلي لكورونا ومتحوّر أوميكرون.
وتظهر البيانات المختبرية أن لقاحات BA.1 ثنائية التكافؤ، تحفّز إنتاج الأجسام المضادة التي يمكنها "تحييد" الفيروس، أي منعه من إصابة الخلايا المضيفة.
أما في الولايات المتحدة ودول أوروبا الأخرى، تعتزم السلطات السماح بجرعة من تسلسلات البروتين من متحوّري BA.4 وBA.5، وهما المتغيّران المهيمنان في هذه الدول.
هل يجب انتظار لقاح أوميكرون؟
في بلدان مثل الولايات المتحدة، كان الأشخاص المؤهلون للحصول على جرعة معزّزة في الصيف، يتصارعون مع خيار أخذ جرعة معزّزة من اللقاح الأصلي، أو الانتظار بضعة أشهر أخرى للحصول على نسخة من اللقاح الخاص بأوميكرون.
وفي هذا الإطار، قال عدد من الأطباء لمجلة "نايتشر" الطبية: إن القرار يجب أن يكون شخصيًا، ويجب على الناس أن يأخذوا في الاعتبار ما إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، ومعدل الإصابة في مجتمعهم ومدى قدرتهم على حماية أنفسهم.
كما أشار أطباء إلى أن ذلك يعتمد أيضًا على مدة الانتظار للحصول على اللقاح الخاص بأوميكرون.
ومع ذلك، يجادل آخرون بأنه لا تزال هناك حاجة لتأخير جرعة معزّزة عدة أسابيع من أجل تلقي لقاح جديد لم يثبت أنه يقدم ميزة كبيرة على اللقاحات القديمة.
ما هي مدة الانتظار بين الجرعات المعزّزة؟
يتفق الباحثون على أنه من الأفضل الانتظار أربعة أشهر على الأقل بين الجرعات. وعلى الرغم من أن تلقي جرعة معزّزة خلال وقت قريب لا يسبب ضررًا، إلا أنه لا يحمل الكثير من الفوائد.
ووجدت إحدى الدراسات أن الاستجابة للقاحات كانت أضعف لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة قبل الحصول على اللقاح، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من الأجسام المضادة قبل التلقيح.
هل يمكن الحصول على أكثر من جرعة معززة؟
قال الأطباء للمجلة: "طالما أن الجرعات المعزّزة متباعدة بشكل معقول، لا يوجد في الواقع شيء اسمه أكثر من اللازم".
ومع ذلك، فإنه من وجهة نظر الصحة العامة، يمكن أن يؤدي التركيز على إعطاء الجرعات المعزّزة للجميع إلى تحويل الانتباه والموارد بعيدًا عن الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة إليها، على غرار الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية سابقة.
وأضاف الأطباء أن الجرعات المعزّزة يمكن أن تقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطيرة لهذه المجموعات. أما بالنسبة للأشخاص الأصغر سنًا الذين ليس لديهم عوامل خطر، تكون فوائد الجرعات المعزّزة أقل وضوحًا، ولكن من الممكن أن يقاوم الشخص الذي حصل على جرعة معزّزة قبل فترة وجيزة من الإصابة؛ الفيروس بشكل أسرع، وبالتالي يتسبّب بعدوى أقل في مجتمعه.