الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

الحاجة إلى جرعة رابعة لمكافحة كورونا.. دراسات تكشف معلومات جديدة

الحاجة إلى جرعة رابعة لمكافحة كورونا.. دراسات تكشف معلومات جديدة

Changed

ناقش أستاذ العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي أهمية الجرعة الثالثة من لقاحات كورونا لتعزيز المناعة وإطالة أمدها (الصورة: غيتي)
أشارت دراسات حديثة إلى أن ثلاث جرعات من لقاح كوفيد-19، وربما حتى جرعتين فقط، كافية لحماية معظم الناس من الوفاة بسبب المرض لفترة طويلة.

مع انتشار متحوّرات عديدة من فيروس كوفيد-19، برزت الحاجة إلى جرعات معزّزة من اللقاح المضاد للفيروس. وبينما اتّفق معظم العلماء على أن فيروس كورونا سيصبح مرضًا متوطنًا بحيث سيصبح لزامًا على سكان العالم التعايش معه، يبرز السؤال ما إذا كانت هناك حاجة لجرعة رابعة معزّزة في المستقبل المنظور.

وفي هذا الإطار، أشارت سلسلة من الدراسات الحديثة إلى أن ثلاث جرعات من لقاح كوفيد-19 -وربما حتى جرعتين فقط- كافية لحماية معظم الناس من الأمراض الخطيرة والوفاة بسبب المرض لفترة طويلة، وأن عدة أجزاء من الجهاز المناعي يمكن أن تصنع استجابة مستدامة وفعّالة لأي نوع من أنواع فيروس كورونا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن المخزونات المتنوّعة من الأجسام المضادة المنتجة نتيجة اللقاح يجب أن تكون قادرة على حماية الناس من المتحوّرات الجديدة، حتى تلك التي تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الأصلية من الفيروس.

وقال جون ويري، مدير معهد علم المناعة في جامعة بنسلفانيا، إنه "على الرغم من أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أو المعرّضين لخطر كبير للإصابة بالمرض قد يستفيدون من جرعة لقاح رابعة، إلا أنها قد لا تكون ضرورية بالنسبة لمعظم الناس".

وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن للمتحوّر أوميكرون تجنّب الأجسام المضادة التي تنتج بعد جرعتين من اللقاح، ولكن جرعة ثالثة من لقاحات الحمض النووي الريبي (mRNA) تدفع الجسم لايجاد مجموعة متنوّعة من الأجسام المضادة، والتي سيكون من الصعب على أي متحوّر من الفيروس التهرّب منها.

وقالت الدكتورة جولي ماكيلراث، طبيبة الأمراض المعدية وأخصائية المناعة في مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان في سياتل، إنه "إذا تعرّض الناس لمتحوّر آخر مثل أوميكرون، فإنهم يحصلون الآن على بعض الذخيرة الإضافية لمكافحته".

قوة الخلايا التائية

ووفقًا لأربع دراسات على الأقل نشرت في مجلات من الدرجة الأولى خلال الشهر الماضي، يُمكن لأجزاء أخرى من الجهاز المناعي أن تتذكّر الفيروس وتدمّره على مدى أشهر عديدة إن لم يكن سنوات.

ووجدت الأبحاث أن الخلايا المناعية المتخصّصة التي تسمّى "الخلايا التائية" التي تنتجها بعد التلقيح، هي قوية بنسبة 80% ضد أوميكرون.

وقال الباحثون إنه بالنظر إلى مدى اختلاف طفرات أوميكرون عن المتغيّرات السابقة، فمن المرجح جدًا أن تشنّ "الخلايا التائية" هجومًا قويًا مماثلًا على أي متغير مستقبلي أيضًا.

وترتفع الأجسام المضادة بعد كل حقنة من اللقاح أو بعد كل تعرض للفيروس- وتنخفض حتمًا في غضون أسابيع قليلة إلى شهور.

لكنّ أليساندرو سيت، عالم المناعة، قال إنه مع مرور الوقت ستنخفض مستويات الأجسام المضادة، ولكن إذا كانت "خلايا الذاكرة ب" التي يتمّ انتاجها بعد الإصابة بالفيروس، والخلايا التائية لا تزال موجودة، ستعود الأجسام المضادة للعمل بسرعة.

وبمرور الوقت، تتعلّم خلايا الذاكرة التعرّف على مجموعة متنوعة من التسلسلات الجينية الفيروسية، ويتسع نطاق إحباط هذه المتحوّرات.

وأظهرت دراسة حديثة أن الجرعة الثالثة من اللقاح توجد مجموعة أغنى من خلايا الذاكرة، وبالتالي تتعرّف الأجسام المضادة التي تنتجها على نطاق أوسع من المتغيرات.

ومع ذلك، أشارت الدراسات الحديثة إلى أن المناعة المكتسبة من العدوى أو التلقيح لدى معظم الناس سوف تصمد لفترة طويلة.

وقال الخبراء إنه حتى إذا غيّرت الطفرات في المتغيرات الجديدة بعض المناطق الفيروسية التي تتعرّف عليها الخلايا التائية، فسيظل هناك عدد كافٍ من المناطق الأخرى للحفاظ على استجابة مناعية قوية بشكل معقول.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close