استقطبت الحرب الروسية على أوكرانيا التي دخلت شهرها الخامس، عددًا كبيرًا من المقاتلين الأجانب والمرتزقة والمتطوّعين والمقاتلين المسلّحين غير التقليديين.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن عدم دمج هؤلاء المقاتلين رسميًا في القوات المسلّحة الأوكرانية والروسية على حد سواء، من شأنه تأزيم الوضع أكثر.
وهذا الشهر، ظهرت تقارير تفيد بأن القوات الروسية تقوم الآن بتجنيد السجناء لملء وحدات الخطوط الأمامية المستنزفة.
وبينما لا يتلقّى المقاتلون غير التقليديين أي تدريب مسبق، بحيث تكون لديهم قدرة أقل على الالتزام بقواعد القانون الإنساني الدولي، فان هذا يهدّد أمن المدنيين في أوكرانيا، ويعزّز فرص حدوث جرائم حرب.
تنوّع كبير
وتختلف التقديرات حول عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في الحرب في أوكرانيا وتنوّع البلدان التي قدموا منها؛ فقد يكونون عدة آلاف من داخل الأراضي الأوكرانية والروسية وخارجها، وقد حملوا السلاح من كلا الجانبين، وقد يكون العدد أكثر أو أقل.
كما دفعت الحرب آلاف المتطوعين المدنيين الأوكرانيين العاديين، الذين ليس لديهم خبرة عسكرية، إلى الانضمام إلى "قوات الدفاع الإقليمية" التي أنشأها الجيش الأوكراني للدفاع عن الوطن.
كما عزّز المتطوعون الأجانب القوات الأوكرانية، والعديد منهم لديهم خبرة قتالية من العراق وأفغانستان وسوريا كجزء من الفيلق الأوكراني الدولي للدفاع الإقليمي.
وعلى المقلب الآخر، تمّ تعزيز القوات الروسية بـ"متطوّعين" وجماعات مسلحة لا تخضع بالكامل لسيطرة القوات الحكومية.
كما انضم مرتزقة إلى جانب مقاتلين أجانب وقوات أخرى من الشيشان وسوريا وأماكن أخرى، إلى المجهود الحربي الروسي.
واعتمد الجيش الروسي، بشكل كبير، على مجموعة "فاغنر"، وهي منظمة من المرتزقة مقرها روسيا، ومتورّطة في عدد من جرائم الحرب المزعومة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.
المزيد من جرائم الحرب
وتكشف هذه الأمثلة عن اتساع وتنوّع المقاتلين غير التقليديين العاملين في ساحات القتال في أوكرانيا، وتُظهر أن هذه الجماعات المسلحة غير التقليدية تخلق مخاطر إضافية على المدنيين؛ حيث لا يمكن التحكّم بها، وقليلًا ما تذعن لمبدأ الامتثال لقوانين الحرب الدولية.
ويواجه القادة العسكريون في الحرب معضلة قيادية صارخة، فهم بحاجة إلى تحفيز مقاتليهم على القتال، لكنهم بحاجة أيضًا إلى السيطرة على العنف وتقييده.
كما يمكن أن تزيد الطبيعة الفوضوية للحرب من احتمال إلحاق الأذى بالمدنيين، ولا سيما عندما تصبح الخطوط الفاصلة بين المدنيين والمقاتلين غير واضحة، أو عندما يعتقد المقاتلون أن استهداف المدنيين سيساعدهم على تحقيق مكاسب في ساحة المعركة.
"أبناء قديروف" يفشلون في اغتيال #زيلنسكي قوات النخبة الشيشانية الموالية لموسكو، في مواجهة "كتيبة آزوف" اليمينية المتطرفة في #أوكرانيا.. ماذا تعرفون عنهما؟ #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية @AnaAlarabytv pic.twitter.com/lKNcg0Jn7u
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 2, 2022
وغالبًا ما يعمل المقاتلون غير التقليديين خارج سيطرة القيادة المباشرة، ما يمنعها من تقييد سلوك هؤلاء، وبالتالي زيادة جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات.
وبالنظر إلى أن المقاتلين غير التقليديين قد يتمتعون بخبرة عسكرية قليلة، فإنهم لا يهتمون بحماية أرواح المدنيين، ويكونون أقل امتثالًا لقواعد القانون الإنساني الدولي. وهذا النقص في التدريب والتوعية بقانون الحرب يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الفظائع في الصراع.
تكشف هذه الإشكاليات أن وجود مقاتلين غير تقليديين يمكن أن يجعل ساحات القتال الحديثة الخطرة بالفعل، أكثر خطورة على المدنيين.
ويفرض وجود الجماعات المسلّحة والمرتزقة والمقاتلين الأجانب وغيرهم ممن يفتقرون إلى تدريب مكثف على معايير حماية المدنيين، مخاطر أكبر للمدنيين.
وللحد من هذه المخاطر، شددت المجلة على أهمية تعزيز هياكل إنفاذ قواعد القيادة، والتدريب على حماية المدنيين لمجموعة واسعة من الجماعات المسلحة المنخرطة في الصراع في أوكرانيا، وحول العالم أيضًا.