السبت 27 أبريل / أبريل 2024

الحيوان أم الإنسان.. أي منهما ينقل فيروسات أكثر إلى الآخر؟

الحيوان أم الإنسان.. أي منهما ينقل فيروسات أكثر إلى الآخر؟

Changed

يُعتبر البشر والحيوانات مضيفين لعدد لا يحصى من الميكروبات
يُعتبر البشر والحيوانات مضيفين لعدد لا يحصى من الميكروبات - رويترز
كانت الحيوانات البرية على وجه الخصوص، أكثر عرضة لانتقال العدوى من الإنسان إلى الحيوان مقارنة بالعكس.

لطالما انتقلت بعض من أكثر الأمراض فتكًا بالبشرية من الحيوانات إلى البشر، على غرار الفيروس المُسبّب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، الذي انتقل من الشمبانزي إلى الإنسان.

كما يعتقد خبراء كثيرون أنّ الخفافيش نقلت فيروس كورونا إلى البشر.

لكنّ دراسة بريطانية حديثة كشفت أن انتقال الفيروسات ليس أحادي الاتجاه، لا بل إنّ البشر ينقلون فيروسات إلى الحيوانات أكثر مما يلتقطون منها.

نتائج مدهشة

وأجرى علماء في جامعة كوليدج البريطانية، تحليلًا لكل تسلسلات الجينوم الفيروسي المتوافرة عنها معلومات، وأسفر التحليل عن نتيجة مدهشة مفادها أنّ البشر ينقلون من الفيروسات للحيوانات مثلي العدد من الفيروسات التي ينقلها الحيوانات للبشر.

وفحص الباحثون في الدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر إيكولوجي آند إيفليوشن"، نحو 12 مليون جينوم فيروسي، واكتشفوا أنّ هناك نحو 3 آلاف حالة تقريبًا لفيروسات تنتقل من نوع إلى آخر.

ومن بين هذه الحالات، كان 79% منها يتعلق بفيروس ينتقل من نوع حيواني إلى نوع حيواني آخر. أما ما تبقى من 21% فهي تتعلق بالبشر.

ومن بين هذه الحالات، كان 64% منها عبارة عن حالات انتقال من الإنسان إلى الحيوان، والمعروفة باسم أمراض الأنثروبونوسيس، و36% عبارة عن حالات انتقال من الحيوان إلى الإنسان، وتسمى الأمراض الحيوانية المنشأ.

وشملت الحيوانات المتضرّرة من أمراض الأنثروبونوسيس، الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب، والحيوانات المستأنسة مثل الخنازير والخيول والماشية، والطيور مثل الدجاج والبط، والرئيسيات مثل الشمبانزي والغوريلا وأنواع من القردة، وحيوانات برية أخرى مثل الراكون، وحيوان مارموسيت أسود الشعر والفأر الإفريقي ذو الفراء الناعم.

وكانت الحيوانات البرية على وجه الخصوص، أكثر عرضة لانتقال العدوى من الإنسان إلى الحيوان مقارنة بالعكس.

ويُعتبر البشر والحيوانات مضيفين لعدد لا يحصى من الميكروبات التي يُمكنها الانتقال إلى أنواع أخرى عبر المخالطة عن قرب.

خطر تطور الفيروسات

وفحصت الدراسة عمليات النقل الفيروسي التي تشمل جميع مجموعات الفقاريات من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك.

وعلى مدى آلاف السنين، نجمت الأوبئة التي أودت بحياة ملايين الأشخاص عن مُسبّبات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات التي انتقلت إلى البشر من الحيوانات.

وتبقى الأمراض الحيوانية المنشأ مصدر القلق الرئيسي فيما يتعلّق بالأمراض المعدية الناشئة الخطيرة.

وحذّر سيدريك تان، المُعدّ الرئيسي للدراسة، من أنّ الفيروسات التي تنتقل عن طريق الإنسان يُمكن أن تُشكّل "تهديدًا محتملًا للأنواع".

وأضاف: "قد تُسبّب أيضًا مشاكل جديدة للبشر من خلال التأثير على الأمن الغذائي إذا كانت هناك حاجة لإعدام أعداد كبيرة من الماشية لمنع انتشار الوباء، كما حدث خلال السنوات الأخيرة مع سلالة إنفلونزا الطيور H5N1؛ بالإضافة إلى ذلك، إذا أصاب فيروس يحمله البشر نوعًا حيوانيًا جديدًا، فقد يستمر الفيروس في الازدهار حتى لو تم القضاء عليه بين البشر".

وحذّر الدكتور تان من أنّ الفيروسات قد "تطوّر تكيّفات جديدة قبل أن ينتهي الأمر بإصابة البشر مرة أخرى".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close