اعتذر الرئيس التشيكي ميلوس زيمان الثلاثاء عن الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا السابقة عام 1999، والتي شاركت فيها بلاده عندما كان رئيسًا للوزراء.
وكانت هذه الضربات التي استمرت ثلاثة أشهر تهدف إلى إرغام رجل بلغراد القوي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش على وقف القمع العنيف للانفصاليين الألبان في كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008.
وأدت الحملة التي قادتها الولايات المتحدة إلى إنهاء النزاع في كوسوفو، الفصل الدموي الأخير في عملية تفكيك يوغوسلافيا السابقة، الذي قتل فيه أكثر من 13 ألف شخص.
وأعلن ميلوس زيمان رئيس الوزراء التشيكي بين عامي 1998 و2002 قبل أن يصبح رئيسًا في 2013، أن بلاده كانت في ذلك الوقت "الأخيرة" داخل الحلف الأطلسي التي وافقت على مبدأ هذه الضربات الجوية.
"قلة شجاعة"
وقال ميلوس زيمان خلال زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لبراغ "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعتذر عن قصف يوغوسلافيا السابقة".
وأضاف الرئيس التشيكي البالغ 76 عامًا، الذي يواجه تحديات بسبب تقربه من روسيا، أن بلاده بحثت "يائسة" عن شركاء في الحلف لمعارضة القصف لكنها فشلت. وقال "كانت هناك قلة شجاعة". وأضاف "مع طلب الصفح هذا أتخلص من عقدة ذنب قديمة لأن تأنيب الضمير يحرر".
من جهته شدد ألكسندر فوتشيتش على أن الصرب "سيكونون ممتنين إلى الأبد" لميلوس زيمان. وأضاف: "الكلمات التي قالها للتو عن الضربات لم تقل أبدا من قبل".
ومثّلت الحملة الجوية التي استمرت 11 أسبوعا أول تدخل عسكري للحلف ضد دولة ذات سيادة في تاريخ المنظمة، التي تأسست قبل خمسين عامًا. ونتيجة لهذا القصف تحظى الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة بشعبية في كوسوفو.