عيّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، المصرفي البارز حسن عبد الله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي خلفًا لطارق عامر الذي عين مستشارًا للرئيس.
ويأتي قرار التعيين بعد يوم واحد من استقالة المحافظ السابق. وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت الأربعاء استقالة طارق عامر من منصب محافظ البنك المركزي، قبل أكثر من عام على انتهاء مدته الثانية، وتعيينه مستشارًا للرئيس السيسي، "تكريمًا لجهوده خلال فترة توليه مسؤولية البنك".
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان مقتضب الخميس أن السيسي أصدر "قرارًا جمهوريًا بتعيين حسن عبد الله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي".
وأضاف راضي أن السيسي التقي عبد الله وأكد له "على ضرورة تطوير السياسات النقدية لتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، والعمل على توفير مصادر متنوعة للموارد من العملات الأجنبية".
استقالة طارق عامر
ووفقًا للرئاسة المصرية، فقد طلب عامر عدم الاستمرار في منصب محافظ البنك المركزي بهدف ضخ دماء جديدة.
وكان الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل مدحت نافع قد قال في حديث إلى "العربي": "إن محافظ البنك المركزي هو صانع السياسة النقدية والمسؤول عن استقلاليتها، وبالتالي يجب ألا يتأثر هذا المنصب بسياسة الدولة"، مؤكدًا على أهمية "وجود المحافظ في اجتماع لجنة السياسة النقدية".
وتأتي الاستقالة في وقت تخوض مصر مباحثات مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض مالي لم تعلن قيمته الحقيقية، لكن بنوك استثمار أمريكية قدرته بـ 15 مليار دولار.
ويطالب الصندوق بإصلاحات كبيرة قد تؤثر على استقرار المجتمع المحلي، لأنها تطال الدعم، وقد تمتد -وفق مراقبين- إلى تعويم ثان للعملة المحلية (الجنيه).
كما تأتي استقالة عامر، الأربعاء، قبل يوم من اجتماع للمركزي المصري (الخميس) لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة.
وحسن عبد الله رئيس مجلس إدارة المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، شغل سابقًا مناصب في معهد التمويل الدولي، والمجلس الاستشاري للأسواق الناشئة EMAC، والبنك المركزي المصري، والبورصة المصرية.
من هو حسن عبد الله؟
ولد حسن عبدالله في 1960 بالقاهرة، حيث تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية والثانوية بمدرسة بورسعيد بالزمالك، ثم التحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة، حيث حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
وبحسب صحيفة "الأسبوع" المصرية، فقد بدأ عبد الله عمله في البنك العربي الإفريقي الدولي، وهو أول بنك متعدد الجنسيات في مصر. وانتقل عام 1988 إلى فرع البنك بمدينة نيويورك ليدير محفظة الخزانة وسياسات التحوط، واستمر لمدة عام قبل أن يعود إلى القاهرة.
وفي 1999 تولّى عبد الله منصب مدير عام البنك، واستمر ذلك حتى عام 2002 حينما صدر قرار بتعيينه نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب.
وساهم عبد الله بدور كبير في عملية دمج بنك مصر أميركا الدولي بالبنك العربي الإفريقي بعد الاستحواذ على كامل أسهم الأول. وبعد عملية الاستحواذ بـ10 سنوات قاد عبد الله البنك للاستحواذ على محفظة بنك نوفاسكوشيا الكندي في مصر عام 2015.
وشغل حسن عبد الله عضوية مجالس إدارات معهد التمويل الدولي والمجلس الاستشاري للأسواق الناشئة EMAC، والبنك المركزي المصري، والبورصة المصرية وشركات "غبور أوتو" وكوكاكولا، و"إنديفور" مصر، والشركة المصرية للاتصالات، و"أوراسكوم" للإنشاءات. كما شغل منصب عضو مجلس إدارة المجلس الوطني للتنافسية.