أجلت الصين "معظم" مواطنيها الذين حوصروا في أوكرانيا جراء الهجوم الروسي، على ما أعلنت الإثنين سفارتها في كييف.
وتأتي خطوة بكين، فيما يدخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ12، إذ يواصل الجيش الروسي هجومه الشامل في البلاد، حيث يقصف خاركيف ثاني مدن البلاد ويحاول تطويق العاصمة كييف، في وقت من المقرر أن تعقد خلال ساعات جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية.
إجلاء معظم المواطنين الصينيين
وقبل الهجوم، تجاهلت بكين تحذيرات أجهزة المخابرات الأميركية من أن هناك هجومًا روسيًا وشيكًا لأوكرانيا، تاركة بذلك نحو ستة آلاف من مواطنيها تحت التهديد.
وبسبب التدهور السريع للوضع، تخلت البعثة الدبلوماسية الصينية عن عملية إجلائهم جوًا مباشرة من أوكرانيا، واختارت نقلهم برًا إلى بلد ثالث.
وقالت السفارة الصينية في أوكرانيا في بيان: "في الوقت الحاضر، تم إجلاء معظم المواطنين الصينيين"، داعية من لا يزالون موجودين في أوكرانيا إلى المغادرة "في أقرب وقت ممكن".
والسبت هبطت أول طائرة تقل عائدين من رومانيا في هانغتشو (شرق) بالقرب من شنغهاي.
وامتنعت بكين حليفة موسكو عن إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا، رافضة الحديث عن حصول هجوم.
وأكدت الصين أنها تؤمن باحترام وحدة أراضي جميع البلدان، لكنها قالت إنها ترى أن الأزمة الأوكرانية لها خلفية تاريخية معقدة وخاصة.
والشهر الماضي، انتقدت الصين تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بأن أي بلد يدعم الهجوم الروسي "سيوصم بأنه شريك"، وقالت إن البلدان التي تتدخل في الشؤون الخارجية لغيرها هي التي ستلطخ سمعتها.
صمت الصين "المخيف"
في غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي سكورت موريسون، اليوم الإثنين، أنه على الصين أن تتصرف بناء على ما أعلنته من تشجيع السلام العالمي، وأن تنضم إلى الجهود المبذولة لوقف الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأشار موريسون في كلمة إلى أن الهجوم الروسي لم يسِر وفقًا لخطة الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال: إنه "بالغ في تقدير القدرة على طريقة متابعة هذه الحرب غير القانونية".
وقال موريسون ردًا على سؤال بعد كلمة ألقاها في معهد لوي إنستيتيوت: إن "الصين تقول منذ فترة طويلة أن لها دورًا كواحدة من القوى الكبرى في العالم، وأنها تساهم في السلام والاستقرار العالميين. لن يكون لأي دولة تأثير أكبر من الصين في إنهاء هذه الحرب المروعة في أوكرانيا".
وأضاف موريسون أنه مستاء من تحفظ الصين. وأردف أنه كان هناك صمت مخيف من جانب الحكومة الصينية عندما تعلق الأمر بإدانة تصرفات روسيا.
وشكك موريسون فيما إذا كان الهجوم سار وفقًا لخطة بوتين كما أعلن هو ذلك، وقال: "ما من شك في أن السيد بوتين لا يحصل على ما كان يسعى إليه"، مضيفًا: "أعتقد أنه بالغ في تقديره لقدرته على متابعة هذه الحرب غير القانونية".
وتوقع رئيس الوزراء الأسترالي "تزايد المقاومة في أوكرانيا بمرور الوقت".
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.