تواصل روسيا هجومها العسكري على أوكرانيا لليوم الـ16 على التوالي، حيث باتت دباباتها تحاصر كييف، مع استمرار المساعي الدولية لإنهاء الحرب التي أدت إلى فرار 2.3 مليون شخص من أوكرانيا.
وبينما وصفت الصين الوضع في أوكرانيا بـ"المقلق"، يعقد مجلس الأمن الدولي عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، جلسة طارئة بطلب من روسيا للبحث في ملف "الأسلحة البيولوجية" التي تؤكد موسكو أن أوكرانيا تصنعها بدعم من الولايات المتحدة.
وتتهم روسيا الحكومة الأوكرانية بأنها تدير، بالتعاون مع الولايات المتحدة، مختبرات في أوكرانيا بهدف إنتاج أسلحة بيولوجية، وهو ما نفته كييف وواشنطن.
وسبق لروسيا أن اتّهمت الولايات المتحدة عام 2018، بأنّها أجرت سرًا تجارب بيولوجية في مختبر في جورجيا، وهي على غرار أوكرانيا جمهورية سوفياتية سابقة تسعى للانضمام إلى كلّ من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيميائية التي استخدمت خلال الحرب في سوريا الثلاثاء، اغتنمت واشنطن ولندن الفرصة لإثارة قضية أوكرانيا.
ومنذ الأربعاء، تحذّر الولايات المتحدة وبريطانيا من أنّ روسيا قد تلجأ إلى استخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا.
وقال نائب السفيرة الأميركية في مجلس الأمن ريتشارد ميلز: إنّ "الأكاذيب التي ضختها روسيا أخيرًا في محاولة لتبرير الحرب المتعمدة وغير المبررة ضد أوكرانيا يجب أن يوضح، بصورة نهائية، أنّه لا يمكن أيضًا الوثوق بروسيا عندما تتحدّث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا".
بدوره، قال نظيره البريطاني جيمس كاريوكي إنّ "روسيا تواصل حربها العدوانية على أوكرانيا، وتحاصر المدن، وتقتل مدنيين بشكل عشوائي، وتجبر ملايين الأشخاص على الفرار بحثًا عن الأمان".
وأضاف أنّ "أوجه التشابه مع سلوك روسيا في سوريا واضحة" و"المقارنة تمتدّ أيضًا إلى الأسلحة الكيميائية، إذ نرى شبح التضليل الروسي المألوف يلوح في الأفق في أوكرانيا" حول هذا الموضوع.
الصين تعرض المساعدة في الوساطة
إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الوضع في أوكرانيا بـ"المقلق"، مشيرًا إلى أنه من المهم دعم روسيا وأوكرانيا في محادثات وقف إطلاق النار.
وأقامت الصين وروسيا شراكة وثيقة على نحو متزايد، ورفضت بكين التنديد بهجوم روسيا على أوكرانيا أو وصفه بالغزو، كما أعربت مرارًا عن معارضتها لما تصفها بالعقوبات غير القانونية التي فرضها الغرب على روسيا، ودعت إلى حل تفاوضي للأزمة.
كما عرض وزير خارجيتها وانغ يي مساعدة بكين في التوسط من أجل تحقيق السلام بين البلدين.
ويأتي ذلك، بعد أن فشل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في إيجاد مخرج للأزمة أمس الخميس.
وعبّر كوليبا بعد اللقاء الذي عقد في مدينة أنطاليا التركية عن أسفه لعدم إحراز تقدم بشأن وقف لإطلاق النار، لكنّ في الوقت نفسه، أشار إلى أنه قرّر مع نظيره الروسي "مواصلة محادثاتهما بهذه الصيغة".
بدوره، أبدى لافروف استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا في إطار الصيغة الحالية في بيلاروسيا.
ووصلت الدبابات الروسية الخميس إلى المداخل الشمالية الشرقية لكييف في إطار محاولة روسيا لتطويق العاصمة الأوكرانية، في حين تواصل تدفّق الأوكرانيين الهاربين من المعارك في تحد "هائل" يواجه الاتحاد الأوروبي الذي يستعد لاستقبال ملايين اللاجئين.