الأحد 5 مايو / مايو 2024

الدبابات تحاصر كييف.. المساعي الدولية مستمرة لإنهاء الحرب على أوكرانيا

الدبابات تحاصر كييف.. المساعي الدولية مستمرة لإنهاء الحرب على أوكرانيا

Changed

متابعة خاصة من "العربي" لعملية إجلاء المدنيين في منطقة إربين بعد تعرضها للقصف من قبل الجيش الروسي (الصورة: غيتي)
وصلت الدبابات الروسية إلى المداخل الشمالية الشرقية لكييف في إطار محاولة تطويق العاصمة، في حين تواصل تدفّق الأوكرانيين الهاربين من المعارك نحو الاتحاد الأوروبي.

استمرت روسيا لليوم الـ15 في حربها على أوكرانيا، رغم إعلان هدنة في عدد من المناطق لإجلاء المدنيين.

وتزامن إخراج الأوكرانيين من مناطق الصراع، مع اتصالات ولقاءات دولية، هدفت لإنهاء الصراع الذي أدى إلى هروب 2.3 مليون شخص من أوكرانيا بحسب الأمم المتحدة.

كما لم ينجح اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في إيجاد مخرج للأزمة.

اجتماع روسي أوكراني في تركيا

وعبرت أوكرانيا عن أسفها لعدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في البلاد، فيما أبدت روسيا استعدادها لمواصلة المفاوضات مع كييف.

جاء ذلك فيما يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ15 على التوالي، فيما عُقد اليوم الخميس في أنطاليا بجنوب تركيا أول اجتماع رفيع المستوى بين وزيري الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا والروسي سيرغي لافروف.

وفي التفاصيل، عبّر وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا عن أسفه لعدم إحراز تقدم بشأن وقف لإطلاق النار، وقال للصحافيين في أعقاب اجتماعه مع نظيره الروسي: "تحدثنا عن وقف لإطلاق النار ولكن لم يتم إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه".

لكنه أضاف أنه قرر مع وزير الخارجية الروسي "مواصلة محادثاتهما بهذه الصيغة".

وأوضح كوليبا أن نظيره الروسي سيرغي لافروف أكد له أن روسيا "ستواصل عدوانها حتى نقبل مطلبهم بالاستسلام".

وأضاف أن "أوكرانيا لم ولن تستسلم"، مؤكدًا أنها ستدافع "بإخلاص وتضحية عن أراضينا وشعبنا في مواجهة العدوان الروسي" طالما "لا توجد قرارات دبلوماسية".

وأشار إلى الاتفاق على "مواصلة الجهود لإيجاد حل إنساني على الأرض".

من جانبه، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بلاده مستعدة لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا في إطار الصيغة الحالية في بيلاروسيا.

وقال لافروف: إنّ "اجتماع اليوم أكد أن الصيغة الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا لا بديل لها". لكن لافروف أكد أن اجتماعًا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مدرجًا على جدول الأعمال حاليًا.

وأضاف: "أكدنا أن الرئيس بوتين لا يرفض لقاء الرئيس زيلينسكي. ستظهر على الأرجح ضرورة كهذه، كما آمل، يومًا ما إذا تم التفاوض على اتفاق مسبقًا. لكن من أجل ذلك هناك حاجة إلى عمل تحضيري".

اجتماع أوروبي

في السياق نفسه، بدد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الخميس آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتل، خلال اجتماع عاجل لمناقشة انعكاسات الهجوم الروسي لحليفة بروكسل أوكرانيا.

وستهيمن الحرب في أوكرانيا وإمدادات الاتحاد الأوروبي من الطاقة، على الاجتماعات التي تستمر يومين، وينضم خلالها القادة إلى مأدبة عشاء في "قاعة المرايا" نفسها حيث وضع الحلفاء الغربيون خريطة جديدة لأوروبا عام 1919 عقب الحرب العالمية الأولى.

وقال ماكرون لدى استقباله قادة الدول في قصر الملك لويس الرابع عشر: إن "أوروبا تغيرت مع الجائحة، وستتغير بشكل أسرع وأقوى مع الحرب".

وساهم النزاع في تصاعد التأييد داخل الاتحاد الأوروبي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أن القادة أكدوا في المحادثات أن مسارًا سريعًا للعضوية في الاتحاد، غير ممكن.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته لدى وصوله للمشاركة في المحادثات: "ليس هناك من مسار سريع".

وأضاف: "أود التركيز على ما يمكننا فعله لفولوديمير زيلينكسي الليلة وغدًا، وانضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي مسألة للمدى البعيد، إن حدث ذلك أصلا".

من جانبه حذر رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتي من إعطاء كييف الانطباع أن "كل شيء يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها".

إجلاء المدنيين

ميدانيًا، أعلنت الحكومة الأوكرانية الخميس إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من مناطق محيطة بمدينتي كييف وسومي خلال اليومين الماضيين، في حين كانت القوات الروسية تحكم الطوق حول العاصمة الأوكرانية.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في تسجيل فيديو نُشر على تطبيق تلغرام: "أجلينا أكثر من 60 ألف شخص في غضون يومين" من مدينة سومي الشمالية الشرقية والأماكن المجاورة.

وأضافت أنه "تم إجلاء نحو 20 ألف شخص" من مناطق شمال غرب العاصمة كييف، مشيرة إلى أن ثلاثة آلاف آخرين جرى نقلهم "بصعوبة" من مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا.

ووفقا للأمم المتحدة، فر نحو 2,3 مليون شخص من أوكرانيا في الأسبوعين الماضيين منذ شن الرئيس فلاديمير بوتين حربا على جارته الدولة السوفياتية السابقة في 24 شباط/فبراير.

اجتماع حكومي روسي

من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو ردًا على هجومها على أوكرانيا، قد تؤدي إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية عالميًا.

وقال بوتين في اجتماع حكومي لمناقشة تبعات العقوبات: إن "روسيا وبيلاروسيا من أكبر مزودي الأسمدة المعدنية. إذا استمروا في اختلاق المشكلات للتمويل والخدمات اللوجستية الخاصة بتسليم سلعنا، عندئذ سترتفع الأسعار وهذا سيؤثر على المنتج النهائي، السلع الغذائية".

وشدد على أن روسيا تبقي على صادراتها من المحروقات رغم النزاع في أوكرانيا والعقوبات الدولية، معتبرا أن موسكو غير مسؤولة عن ارتفاع الأسعار العالمية.

وأكد بوتين خلال الاجتماع المتلفز "أننا نحترم كل واجباتنا على صعيد إمدادات الطاقة".

وأضاف: "حتى نظام نقل الغاز في أوكرانيا مملوء بالكامل بموجب عقود".

ووبخ بوتين أيضًا واشنطن بشأن مساع أميركية للتوقيع على عقود طاقة مع خصمي الغرب، إيران وفنزويلا على ما قال.

وأضاف: "إنهم يحاولون بأي ثمن التوصل إلى اتفاق مع الدول التي هم بأنفسهم فرضوا عليها قيودًا غير قانونية".

وتابع: "وهم أيضًا مستعدون للسلام مع إيران والتوقيع فورًا على كل المستندات. ومع فنزويلا. ذهبوا إلى فنزويلا للتفاوض معهم".

حصار كييف

ويواصل الجيش الروسي الحصار الذي يفرضه على مدن كبرى وحملة القصف المكثف على غرار تلك التي استهدفت مستشفى للأطفال الأربعاء في ماريوبول، الميناء الإستراتيجي على بحر آزوف (جنوب شرق) المحاصر من قبل القوات الروسية.

كما وصلت الدبابات الروسية الخميس إلى المداخل الشمالية الشرقية لكييف في إطار محاولة روسيا لتطويق العاصمة الأوكرانية، في حين تواصل تدفّق الأوكرانيين الهاربين من المعارك في تحد "هائل" يواجه الاتحاد الأوروبي الذي يستعد لاستقبال ملايين اللاجئين.

وأعلنت رئاسة بلدية ماريوبول الخميس مقتل ثلاثة أشخاص بينهم فتاة صغيرة في حصيلة جديدة وإصابة 17 شخصًا بجروح. وعلى صعيد منفصل قتل شخص رابع في غارة صباح الخميس.

ووصف الاتحاد الأوروبي قصف المستشفى في ماريوبول الذي استدعى موجة إدانات دولية، بأنه "جريمة حرب شنيعة"، فيما دان البيت الأبيض الاستخدام "الوحشي" للقوة ضد المدنيين.

كذلك ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بهجوم "غير أخلاقي"، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم هو "عمل حربي مشين".

لكن وزارة الدفاع الروسية اعتبرت أن "الضربة الجوية المزعومة هي تلفيق تام لغايات استفزازية من أجل مواصلة تأليب الشعوب الغربية ضد روسيا".

وقتل ما لا يقل عن 71 طفلًا في أوكرانيا وجرح أكثر من مئة منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، على ما أعلنت ليودميلا دينيسوفا المكلفة بحقوق الإنسان لدى البرلمان الأوكراني الخميس.

وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الخميس أن نصف سكان العاصمة الأوكرانية فروا منذ بدء الهجوم.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close