الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

العدوان يطوي يومه الـ130.. تحذير أممي مستمر من كارثة فعلية في غزة

العدوان يطوي يومه الـ130.. تحذير أممي مستمر من كارثة فعلية في غزة

شارك القصة

قطاع غزة
دعت وزيرة الخارجية الألمانية إسرائيل الثلاثاء لتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفلسطينيين في رفح- رويترز
ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 28473 شهيدًا وسط مخاوف من مجازر إسرائيلية جديدة مع نية الاحتلال اجتياح مدينة رفح.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه التدميرية على قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهداء في اليوم الـ130 للعدوان أكثر من 28473 فلسطينيًا وإصابة 68146 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة.  

يأتي هذا مع استمرار هجوم جيش الاحتلال على المستشفيات والمراكز الطبية، حيث أكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن الأوضاع في مستشفى الأمل، ومجمع ناصر الطبي، الواقعين في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة باتت كارثية.

وأشارت نبال فرسخ في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إلى أن 8000 نازح اضطروا لمغادرة مستشفى الأمل في ظل استمرار القصف، لافتة إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر مجمع ناصر الطبي، حارمة المرضى والنازحين داخله من الخدمات الصحية. 

"جريمة في حق النازحين"

من جهتها، قالت حركة "حماس"، إن طلب الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب مجمع ناصر من النازحين مغادرة المستشفى يُنذر بعزمه "ارتكاب جريمة بحقهم".

وأضافت بيان أن ذلك، "يُنذر بعزمه ارتكاب جريمة بحق المواطنين النازحين في المستشفى الذين يتعرضون لإطلاق نار مستمر، طوال الأيام الماضية، من قبل القناصة".

وكان مراسل "العربي" في رفح جنوبي قطاع غزة، أحمد البطة قد أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي باتت تتمركز عند البوابة الشمالية لمجمع ناصر، وهي تطلب من النازحين الخروج فورًا من المستشفى وإخلائه.

ودعت الحركة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى "التحرك الفوري لحماية النازحين ومجمع ناصر الطبي الذي يتعرض لتهديد مباشر من قوات الاحتلال، في وقت يعاني فيه من نقص حاد في المستلزمات الطبية والدوائية".

عدد قتلى متزايد في صفوف الاحتلال

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت كتائب القسام، الثلاثاء، عبر قناتها في منصة "تلغرام"، تمكن مقاتليها من القضاء على قوة راجلة تابعة للاحتلال الإسرائيلي مكونة من 7 جنود في منطقة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خانيونس.

كما أفادت كتائب القسام بتمكن مقاتليها من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية أخرى مكونة من 5 جنود تحصنت داخل أحد المنازل في نفس المنطقة شرقي خانيونس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إصابة 19 جنديًا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع عدد جرحاه إلى 2882 منذ 7 أكتوبر الماضي.

وعليه، ارتفع عدد الضباط والجنود القتلى الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 569، من 566 الإثنين، بينهم 232 منذ بداية الحرب البرية في 27 من الشهر ذاته، وفق معطيات الجيش.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 3 عسكريين وإصابة اثنين آخرين خلال معارك جنوب قطاع غزة.

وفي سياق متصل بعمليات المقاومة، أفاد مراسل "العربي" أحمد دراوشة، بأن عدد القتلى الإسرائيليين يشير إلى حجم المعارك في مدينة خانيونس، حيث يصفها ضبّاط الاحتلال بستالينغراد قطاع غزة؛ لأن الثقل العسكري الكبير لحركة حماس فيها وليس في مدينة رفح التي يطمح الاحتلال للوصول إليها.

محادثات هدنة متوقفة

وفي ملف محادثات الهدنة في غزة والتي انطلقت في القاهرة، انتهت تلك المحادثات دون تحقيق انفراجة مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح جنوب القطاع الفلسطيني.

وذكرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات على موقعها الإلكتروني أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات في القاهرة مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بهدف الاتفاق على هدنة في غزة وحماية المدنيين وتوصيل المزيد من المساعدات إلى القطاع.

وأضافت: "تم تأكيد استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين"، وهو ما يشير إلى عدم تحقيق انفراجة.

ولم يشر البيان المصري إلى إسرائيل. وقال مراسل لـ"رويترز" إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة عائدًا إلى بلاده.

وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري، إن "الأطراف تبحث عن معادلة تكون مقبولة على حماس والتي تطلب بأن يكون هناك التزام من إسرائيل بإنهاء حربها وسحب قواتها من قطاع غزة حتى يكون التوقيع على اتفاق ممكنًا".

وأوضح أبو زهري أن حماس أبلغت المشاركين بأنها لا تثق في أن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأضاف لوكالة "رويترز"، "الاحتلال لازال يماطل ويتسبب في تعطيل أي جهود للتوصل إلى اتفاق وهو فقط يمارس لعبة تضييع الوقت لمواصلة حرب الإبادة على شعبنا في غزة".

"لا طعام يكفي في غزة"

إنسانيًا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن قلقه بشأن قلة الغذاء في قطاع غزة، قائلًا: إنه "لا أحد في غزة لديه ما يكفي من الطعام".

وقال غوتيريش في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن السلام والأمن الدوليين: "يؤسفني القول إن عالمنا اليوم يعج بأمثلة على العلاقة المدمرة بين الجوع والصراع". وأضاف: "في غزة، لا أحد لديه ما يكفي من الطعام".

وأفاد الأمين العام أن "من بين 700 ألف شخص يعانون من الجوع في العالم، يعيش 4 من كل 5 منهم في هذا القطاع الصغير".

قطاع غزة
أكد أمين عام الأمم المتحدة أن لا أحد في غزة لديه ما يكفي من طعام- رويترز

من جهتها، حذرت مسؤولة في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوكالة لن تتمكن من مواصلة أنشطتها في غزة إذا استمر تعليق تمويلها من قبل بعض الدول.

وقالت مارتا لورينزو مديرة مكتب الأونروا التمثيلي في أوروبا، إن الوكالة ستضطر لوقف عملياتها في غزة في غضون بضعة أسابيع إذا استمرت الدول التي علقت دعمها المالي للأونروا في قرارها.

جاء ذلك في كلمة ألقتها لورينزو، الثلاثاء، في جلسة نظمتها لجنتا الشؤون الخارجية والتنمية بالبرلمان الأوروبي. وحذرت من أن "الأونروا لن تكون قادرة على مواصلة عملياتها في غزة ما لم يتم التراجع عن تعليق التمويل".

ولفتت إلى أن عدد السكان في رفح بات أكبر بست مرات مما كان عليه قبل الحرب، مؤكدة أن "الكلمات تعجز عن وصف الظروف" في المنطقة.

وشددت لورينزو على أن الأهالي يعانون من الجوع والأمراض من جهة، بينما هم محاصرون في جنوب قطاع غزة من جهة أخرى.

وفي سياق متصل، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد دعت إسرائيل الثلاثاء لتوفير "ممرات آمنة" للمدنيين في رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.

وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي في برلين قبل توجهها الأربعاء إلى إسرائيل: "لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية" فيها.

وأضافت: "لا يمكن أن يختفي هؤلاء الآباء والأطفال والعائلات بكل بساطة. لا مكان يتجهون إليه، ليس جنوبًا على كل حال".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- وكالات
تغطية خاصة
Close