الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

"العربي" يتقصّى.. ما علاقة السفينة التي احتجزها الحوثيون بإسرائيل؟

"العربي" يتقصّى.. ما علاقة السفينة التي احتجزها الحوثيون بإسرائيل؟

شارك القصة

استولى الحوثيون على سفينة "Galaxy Leader" الإسرائيلية دعمًا لغزة فب العدوان الإسرائيلي عليها
استولى الحوثيون على سفينة "Galaxy Leader" الإسرائيلية دعمًا لغزة تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي عليها - رويترز
كشفت وحدة التحقّق في "التلفزيون العربي" علاقة مالك السفينة "Galaxy Leader" التي احتجزها الحوثيون في البحر الأحمر بتل أبيب.

في التاسع عشر من الشهر الحالي، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع استيلاء القوات البحرية اليمنية على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

من جهتها، تنصّلت إسرائيل من ملكيتها للسفينة، وغرّدت صفحاتها الرسمية بادعاءاتٍ تقول: إنّ السفينة ليست إسرائيلية، ولا وجود لطاقم إسرائيلي على متنها، واصفةً العملية بالهجوم الإيراني على سفينة دولية.

السفينة دولية أم إسرائيلية؟

وفي هذا الإطار، تقصّت وحدة التحقّق من خلال المصادر المفتوحة في "التلفزيون العربي" حقيقة السفينة وكشفت علاقة مالكها بتل أبيب.

ومن خلال تحليل صور العملية العسكرية التي نشرها الحوثيون، تأكد فريق "العربي" أنّ السفينة "غالاكسي ليدر" (Galaxy Leader)،  وهي حاملة مركبات صُنعت عام 2002، كانت ترفع علم جزر البهاماز في آخر رحلة لها.

وبالتدقيق في المعلومات، وجد الفريق أنّ ملكية السفينة تعود في الأصل إلى شركة "Ray Shipping" الإسرائيلية التي تأسّست في يناير/ كانون الأول 1984 ويقع مقرّها في تل أبيب، وذلك قبل انتقال إدارتها إلى شركة "Ray Car Carriers" المسجّلة في جزيرة ماين، إحدى الجزر البريطانية الواقعة في البحر الأيرلندي.

تعود ملكية السفينة في الأصل إلى شركة "Ray Shipping" الإسرائيلية
تعود ملكية السفينة في الأصل إلى شركة "Ray Shipping" الإسرائيلية- العربي

وتعود ملكية الشركتين لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغر، وهو أحد كبار رجال الأعمال في النقل البحري. ويشاركه في الملكية زوجته يائيل أونغر.

من هو أبراهام أونغر؟

وفقًا لصحيفة "ذا ماركر" (The Marker) الإسرائيلية، فإنّ أبراهام أونغر المدعو أيضًا برامي أونغر، هو أحد أكبر مستوردي السيارات في إسرائيل ومن أكثر رجال الأعمال ثراءً في إسرائيل، بثروةٍ بلغت قيمتها الصافية أكثر من 2 مليار دولار أميركي.

وبعد انطلاقه في عالم الأعمال في السبعينيات، قام أونغر بتطوير علاقاته مع شخصيات سياسية مثل عيزر وايزمان الرئيس السابع للكيان الصهيوني؛ وهي العلاقة التي أكسبته مصلحة تصدير أنظمة تكييف الهواء إلى إيران حتى الثورة الإيرانية عام 1979.

طوّر أونغر علاقات مع شخصيات سياسية إسرائيلية
طوّر أونغر علاقات مع شخصيات سياسية إسرائيلية- العربي

كان أونغر ووايزمان أعلى شريكين تجاريين. كما شاركا في تأسيس حزب "ياحد" السياسي في الثمانينيات.

وبحلول عام 2010، كانت شركة أونغر تمتلك أكثر من 60 سفينة متخصصة في نقل السيارات بقيمة إجمالية تتجاوز 3 مليارات دولار.

كما يتمتّع أونغر بعلاقة قوية بالرئيس السابق للموساد يوسي كوهين، تبادلا فيها الخدمات من تسهيلات تجارية إلى تبرعات.

وتوصّل فريق "العربي" إلى مخطّط أنجزه المركز الدولي للصحفيين الاستقصائيين "ICIJ"، يُحدّد الخيوط التي تربط أبراهام وزوجته بالشركة المالكة لسفينة "Galaxy Leader".

يُظهِر المخطّط ملكية الزوجين لشركة "Galaxy Maritime"،  وتبعية هذه الشركة لشركة "Ray Car Carriers Ltd"
يُظهِر المخطّط ملكية الزوجين لشركة "Galaxy Maritime"، وتبعية هذه الشركة لشركة "Ray Car Carriers Ltd"- العربي

 ويُظهِر المخطّط ملكية الزوجين لشركة "Galaxy Maritime"، وتبعية هذه الشركة لشركة "Ray Car Carriers Ltd"، التي تضم أيضًا آفي فولر المدير المالي للشركة، وهو إسرائيلي مقيم في تل أبيب.

تتبّع مسار السفينة

وقام تحقيقنا برصد الوضعية الحالية للسفينة في موقع الدليل البحري "Marine Traffic"، حيث أظهرت المعلومات أنّ السفينة استأجرتها شركة "NYK" اليابانية وقت اختطافها، وكانت تدار من قبل شركة يقع مقرّها في اليونان. كما أنّ مقرّ حوض السفن الخاص بها يقع في بولندا.

ووفقًا لموقع الملاحة البحري "Marine Traffic"، فإنّ مسار السفينة انطلق من ميناء "Korfez" التركي في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني عند الساعة 7:06 مساءً بالتوقيت العالمي، وكان من المقرر أن تصل إلى ميناء "Pipavav" الهندي في 23 من الشهر نفسه.

وخلال تتبّع مسارها، وصلت السفينة إلى ميناء بور سعيد المصري في 15 نوفمبر عند 9:40 مساءً، ثمّ عبرت قناة السويس في 16 نوفمبر، عند حوالي الساعة 9:00 بالتوقيت العالمي.

وصلت السفينة إلى ميناء بور سعيد المصري في 15 نوفمبر
وصلت السفينة إلى ميناء بور سعيد المصري في 15 نوفمبر- العربي

وفي 18 نوفمبر، سجّلت السفينة آخر إشارةٍ لها عند الساعة 11:36 دقيقة صباحًا قبالة السواحل السعودية، متّجهةً جنوبًا قبل اقتيادها من قبل الحوثيين إلى السواحل اليمنية.

وبين شهري أكتوبر ونوفمبر، قامت السفينة برحلتين بين ميناء جدة وميناء "Pipavav" الهندي من جهة، وميناء "Hambantota" السريلانكي وصولًا إلى ميناء "Canakkale" التركي من جهة أخرى.

ومنذ نوفمبر العام الماضي، لم يُرصد رسو السفينة في أي ميناء إسرائيلي، وهي الفترة التي تغطّيها بيانات موقع "Marine Traffic" للملاحة البحرية.

كما وجد تحقيقنا أنّها ليست المرة الأولى التي تُستهدَف فيها سفن مملوكة لأونغر. إذ سبق أن هاجمت إيران سفينتين مملوكتين لشركة "Ray Shipping" عام 2021.

حينها، كان الاعتراف الإسرائيلي بملكية السفينة أكثر وضوحًا، حتى جاء طلب الحماية من الولايات المتحدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close