السبت 4 مايو / مايو 2024

العملية التركية في الشمال السوري.. ما دلالات تغير نبرة الموقف الروسي؟

العملية التركية في الشمال السوري.. ما دلالات تغير نبرة الموقف الروسي؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تناقش أسباب تغير النبرة الروسية من العملية التركية المحتملة في الشمال السوري (الصورة: وسائل التواصل)
اعتبرت روسيا أن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تفتقد إلى الحكمة، وستخلق تهديدات أمنية جديدة لتركيا، كما أنها قد تدفع الأكراد إلى تأسيس دولة مستقلة.

أعلن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أن العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا تفتقد إلى الحكمة، وستخلق تهديدات أمنية جديدة لتركيا، كما أنها قد تدفع الأكراد إلى تأسيس دولة مستقلة، وسيكون لذلك عواقب على المنطقة بأكملها.

وجاء هذا التبدل في الموقف الروسي، بعد مرور 10 أيام على زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة والذي أبدى تفهم بلاده للقلق التركي من المخاوف الأمنية التركية على حدودها الجنوبية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد تهديداته بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا مطلع يونيو، حزيران الجاري، قائلًا إنّها تستهدف من تصفهم أنقرة بـ"الإرهابيين".

وكشف أردوغان أنّ بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارها المتعلق بإنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترًا شمالي سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من "الإرهابيين"، بحسب وصفه.

يأتي ذلك ضمن جهود تركيا لاستكمال الحزام الأمني الذي تعمل على إقامته على طول حدودها مع سوريا، كما شرعت في تفكيك أجزاء من جدار خراساني قرب مدينة عين العرب كانت أنقرة شيّدته على طول الحدود التي تصل إلى 911 كيلومترًا مع سوريا.

بحسب أنقرة، فإنّ الهدف الأساسي من العملية هو حماية أمنها القومي في ظلّ انتشار المجموعات الكردية، وتحديدًا قوات سوريا الديمقراطية، وإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم بشكل طوعي.

"الموقف الروسي من العملية التركية"

وفي هذا الإطار، بين الصحافي والكاتب السوري علي عيد، أنه تزامنًا مع التصريحات الروسية التي تصف العملية التركية بأنها غير عقلانية، هناك خطوات تفاوض بين الجانب الروسي والأتراك حول إعادة فتح المجال الجوي لانتقال الجنود الروس إلى سوريا، ما يدل على أن هناك أوراقًا بيد أنقرة تحاول موسكو التفاوض عليها، منها بالإضافة إلى فتح المجال الجوي انضمام فلندا والسويد إلى حلف الشمال الأطلسي، ومسألة عبور السفن عبر تركيا.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من مدنية نانت الفرنسية، أن ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه تركيا، سوى أن التصريحات تأخذ منحى تصاعديًا أو تنازليًا بحسب طبيعة التفاوض الحاصلة داخل الغرف المغلقة.

وأشار عيد إلى أن ما يزعج موسكو من العملية العسكرية التركية، هو أنها تقع في مدينتين رئيستين، منبج وتل رفعت، مبينًا أن منبح تعتبر مثلثًا إستراتيجيًا بالنسبة للروس.

واستبعد أن تفتح وروسيا جبهة أخرى بسبب انشغالها في أوكرانيا في حال نفذت تركيا عمليتها العسكرية، موضحًا أن موسكو في موقف حرج لا تملك الكفاءة أيضًا للحضور الكامل على جبهتين.

عمليات عسكرية تركية داخل سوريا

يذكر أنّ تركيا خاضت عدّة عمليات عسكرية داخل سوريا، أبرزها درع الفرات عام 2016 التي استمرّت سبعة أشهر وانتهت بالسيطرة على مدينة جرابلس ومحيطها قرب الحدود التركية، ومدينة أعزاز، ومدينة الباب شرقي حلب.

وعام 2018، بدأت تركيا عملية عسكرية تحت اسم "غصن الزيتون" بهدف السيطرة على مدينة عفرين السورية. أما في 2019، فأعلن الرئيس أردوغان بدء العملية العسكرية "نبع السلام" شمالي سوريا لإبعاد الوحدات التركية عن الشريط الحدودي بعد انسحاب أميركي من الحدود.

وتقدّمت القوات التركية والفصائل السورية بغطاء جوي وبري مكثّف في إجمالي مساحة تقدر بـ4875 كيلومترًا مربعًا، وهدفت العملية إلى إنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين على طول الحدود مع سوريا بعمق 32 كيلومترًا ستضمّ مدنًا وبلدات من ثلاث محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة.

وخلال هذه العمليات، أرسلت أنقرة إلى داخل الأراضي السورية الآلاف من القوات الخاصة وقوات الكوماندوس التي تعد نخبة القوات المسلحة التركية، مدعومة بدبّابات ومدرعات ووحدات مدفعية وصاروخية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close