الخميس 9 مايو / مايو 2024

العمل عن بعد وتخفيف التكييف.. ما هي خطة الاتحاد الأوروبي لمواجهة بوتين؟

العمل عن بعد وتخفيف التكييف.. ما هي خطة الاتحاد الأوروبي لمواجهة بوتين؟

Changed

تقرير حول رفض الدول الأوروبية الخضوع لشروط بوتين بشراء الغاز الروسي بالروبل (الصورة: غيتي)
أعلنت المفوضية الأوروبية سلسلة من الإجراءات المصممة لمساعدة أوكرانيا من خلال تقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على الوقود الروسي، وكذلك للحد من الانبعاثات.

نصحت المفوضية الأوروبية المواطنين بالعمل من المنزل، وخفض السرعة على الطرق السريعة والتنقل بالقطار بدلًا من الطائرة "لتوفير الطاقة والتغلب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وتأتي هذه التوصيات لتقليل الاعتماد على النفط الروسي.

ويمكن أن توفر مجموعة "الخطوات البسيطة" الموضحة في خطة "بلان ماي بارت" التي أعلنت أمس الخميس؛ على أسرة نموذجية في المتوسط ما يقرب من 500 يورو سنويًا و220 مليون برميل من النفط سنويًا لجميع دول الاتحاد الأوروبي، وفقًا للمفوضية الأوروبية ووكالة الطاقة الدولية. 

وهذه الإجراءات مصممة لمساعدة أوكرانيا من خلال تقليص اعتماد الاتحاد الأوروبي على الوقود الروسي، وكذلك للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بحسب بيان الهيئات. 

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "في مواجهة المشاهد المروعة للمعاناة الإنسانية التي رأيناها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، يرغب الناس في أوروبا في اتخاذ إجراءات". وأضاف: "يعد استخدام طاقة أقل طريقة ملموسة لمساعدة الشعب الأوكراني، ومساعدة أنفسنا". 

دعم أوكرانيا

وأشار بيرول إلى أن "تصرفات المواطنين الأوروبيين يمكن أن تقلل من تدفق الأموال إلى الجيش الروسي، وتساعدنا على السير على طريق نحو كوكب أنظف وأكثر استدامة".

وأشار البيان إلى أن معظم الأسر الأوروبية تواجه فواتير أعلى وسط أزمة طاقة فاقمتها الحرب، لافتًا إلى أن استخدام قدر أقل من الطاقة يمكن أن يدعم أوكرانيا ويقلل من تدفقات الإيرادات الحاسمة التي تساعد روسيا في هجومها.

خطة صديقة للبيئة

ويطلب من المستهلكين اتخاذ خطوات مثل خفض التدفئة واستخدام أقل لتكييف الهواء والعمل من المنزل عندما يكون ذلك ممكنًا؛ لتجنب التنقل واستخدام السيارات أو السفر بوسائل النقل العام. 

وتحث المفوضية أرباب العمل على تشجيع العمل عن بعد، والحكومات على تقديم حوافز مالية مثل تخفيض أسعار القطارات ودعم مبادرات العزل المنزلي. وأصبح العمل من المنزل عادة مألوفة في جميع أنحاء أوروبا ومعظم أنحاء العالم خلال ذروة جائحة فيروس كورونا.

وتمثل هذه الخطة الصديقة للمناخ أحدث محاولة من قبل القادة الغربيين لإحباط روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.

خطوات لمواجهة روسيا

وبالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية، يعمل القادة الأوروبيون بشكل متزايد على تعزيز كفاءة الطاقة لمواجهة روسيا الغنية بالنفط. 

وقالت إيطاليا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي الأربعاء: "إنها ستفرض حدودًا لدرجات الحرارة لتكييف الهواء والتدفئة في المباني العامة". ويشير وزير الإدارة العامة في إيطاليا ريناتو برونيتا، إلى أن المبادرة ستوفر من مليارين إلى 4 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.

كما وقعّت اتفاقا مع الجزائر لتزويدها بكميات إضافية من الغاز بحوالي 40%.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في مارس/ آذار حظرًا على جميع واردات النفط والغاز الطبيعي من روسيا. 

وقالت بريطانيا أيضا إنها ستلغي تدريجيًا جميع منتجات النفط الروسية بحلول نهاية العام. كما كشف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن خطة منفصلة لخفض واردات الغاز الروسي بنحو الثلثين هذا العام.

وأعلن رئيس شركة "كوناكس بالتيك غريد" لنقل وتخزين الغاز الطبيعي في لاتفيا، في مطلع أبريل/ نيسان الحالي، أن دول البلطيق توقّفت عن استيراد الغاز الطبيعي من روسيا.

كما اتخذت مدينة زيورخ السويسرية خطوات طموحة للتخلص من تبعيتها لموسكو في مجال الطاقة، حيث قام سكان المدينة بتركيب بدائل تسخين لا تستخدم الغاز.

الاعتماد على النفط الروسي

ولطالما اعتمد الاتحاد الاوروبي بشدة على الطاقة الروسية حيث يأتي 40% من الغاز وأكثر من 25% من النفط من روسيا، وخطط لتقليل استخدام الطاقة ضمن مساعي التخلي عن الوقود الأحفوري، لكن الهجوم الروسي على أوكرانيا غير ذلك الجدول الزمني، حيث تعهدت الكتلة المكونة من 27 عضوًا بوقف استيراد الوقود الروسي بحلول عام 2027. 

وقد أعلنت الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية الشهر الماضي عن تشكيل فريق عمل مشترك لتقليل اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري الروسي. كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول إلى التوقف عن شراء النفط الروسي، وانتقدها على "كسب أموالها بدماء الآخرين". 

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال يرسل 450 مليون دولار يوميًا إلى روسيا مقابل النفط و400 مليون دولار يوميًا مقابل واردات الغاز الطبيعي، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close